حياته المبكرة وتعليمه
ولد ستانلي مايكل غارتلر في 9 يونيو 1923. حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA) عام 1944. ثم خدم في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية. بعد الحرب، عاد إلى جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وحصل على درجة الدكتوراه في علم الوراثة عام 1950.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، انضم غارتلر إلى هيئة التدريس في جامعة واشنطن في سياتل عام 1951. وقد بقي في جامعة واشنطن طوال حياته المهنية، وأصبح أستاذاً متفرغاً عام 1993. تركزت أبحاثه على علم الوراثة الخلوية والجزيئية، وعلم الوراثة البشرية، وتطور السرطان.
اكتشافه لتلوث خلايا هيلا
يعتبر اكتشاف غارتلر لتلوث خلايا هيلا أحد أهم إنجازاته. في منتصف الستينيات، بدأ غارتلر في دراسة الإنزيمات الموجودة في خطوط الخلايا السرطانية البشرية المختلفة. وقد وجد أن العديد من خطوط الخلايا التي كان يُعتقد أنها فريدة من نوعها تشترك في نفس العلامة الإنزيمية النادرة، وهي نوع نادر من الجلوكوز-6-فوسفات ديهيدروجينيز (G6PD). واقترح أن هذه الخطوط قد تلوثت بخط خلايا واحد، وهو خط خلايا هيلا.
خلايا هيلا هي خلايا سرطان عنق الرحم التي تم الحصول عليها من هنرييتا لاكس عام 1951. كانت خلايا هيلا فريدة من نوعها من حيث أنها كانت تنمو بسرعة وسهولة في المختبر، وأصبحت تستخدم على نطاق واسع في الأبحاث العلمية. ومع ذلك، فقد وجد أيضًا أن خلايا هيلا يمكن أن تتلوث بسهولة خطوط الخلايا الأخرى، مما يؤدي إلى نتائج خاطئة.
أثارت اكتشافات غارتلر جدلاً كبيرًا في البداية. شكك العديد من العلماء في نتائجه، بحجة أنه من غير المحتمل أن تتلوث العديد من خطوط الخلايا المختلفة بخلايا هيلا. ومع ذلك، قدمت الأبحاث اللاحقة أدلة إضافية تدعم استنتاجات غارتلر. في النهاية، تم قبول فكرة تلوث خلايا هيلا على نطاق واسع، وكان لها تأثير عميق على مجال أبحاث الخلايا.
أظهر عمل غارتلر أن تلوث خطوط الخلايا يمكن أن يكون مشكلة خطيرة، وأنه من المهم اتخاذ خطوات لمنع التلوث. كما سلط الضوء على أهمية التحقق من صحة خطوط الخلايا المستخدمة في البحث.
مساهمات أخرى
بالإضافة إلى اكتشافه لتلوث خلايا هيلا، قدم غارتلر مساهمات مهمة أخرى في مجال علم الوراثة. وقد درس وراثة الأمراض البشرية، وتطور السرطان، وعلم الوراثة الخلوية للحيوانات الثديية.
تشمل بعض مساهماته البارزة الأخرى:
- تطوير تقنية لتحديد أصل خطوط الخلايا.
- دراسة وراثة نقص إنزيم الجلوكوز-6-فوسفات ديهيدروجينيز (G6PD).
- التحقيق في دور الصبغيات الجنسية في تحديد الجنس.
- دراسة الأساس الوراثي لسرطان الثدي.
كان غارتلر زميلًا في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة لعمله. لقد كان له تأثير كبير على مجال علم الوراثة، وما زال عمله يؤثر على العلماء حتى اليوم.
الجوائز والتكريمات
حصل ستانلي غارتلر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماته في مجال علم الوراثة، بما في ذلك:
- زميل، الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم
- جائزة ويليام آلان التذكارية، الجمعية الأمريكية لعلم الوراثة البشرية
حياته الشخصية
تزوج ستانلي غارتلر من ريتا غارتلر، ولديهما ثلاثة أطفال. توفي ستانلي غارتلر في 25 ديسمبر 2023.
إرثه
يُذكر ستانلي مايكل غارتلر لمساهماته الرائدة في علم الوراثة الخلوية والجزيئية، وعلم الوراثة البشرية، وتطور السرطان. إن اكتشافه لتلوث خلايا هيلا قد غير الطريقة التي يفكر بها العلماء حول خطوط الخلايا، وساعد في تحسين جودة البحث العلمي. كما ألهم العديد من العلماء الشباب لمتابعة وظائف في علم الوراثة.
خاتمة
ستانلي مايكل غارتلر عالم وراثة أمريكي بارز، اشتهر باكتشافه تلوث خطوط الخلايا السرطانية البشرية بخلايا هيلا. كان لهذا الاكتشاف تأثير كبير على مجال أبحاث الخلايا، مما أدى إلى تحسين جودة البحث العلمي. بالإضافة إلى ذلك، قدم غارتلر مساهمات مهمة أخرى في علم الوراثة، بما في ذلك تطوير تقنية لتحديد أصل خطوط الخلايا ودراسة وراثة الأمراض البشرية. لقد ترك إرثًا دائمًا في مجال علم الوراثة وسيظل يُذكر لمساهماته الرائدة.