الخلفية والتصميم
تم وضع عارضة يو إس إس ويليام تي. باول في 15 نوفمبر 1943، في حوض بناء السفن البحري بفيلادلفيا. تم إطلاقها في 18 مارس 1944، برعاية السيدة ويليام تي. باول، أرملة المدفعي باول. تم تكليف السفينة رسميًا في 26 أغسطس 1944، تحت قيادة الملازم القائد آرثر إم. ريد.
كانت يو إس إس ويليام تي. باول جزءًا من فئة فرقاطات “إدسال” (Edsall class)، وهي فئة من سفن المرافقة المدمرة التي تم تصميمها خصيصًا لمرافقة القوافل التجارية وحمايتها من غواصات العدو. تم تجهيز هذه الفرقاطات بمجموعة متنوعة من الأسلحة وأجهزة الاستشعار للكشف عن الغواصات وتدميرها، بالإضافة إلى توفير الدفاع الجوي ضد الطائرات المعادية.
المواصفات الرئيسية:
- الإزاحة: 1,250 طن (قياسي)، 1,590 طن (حمولة كاملة)
- الطول: 306 قدم (93.3 م)
- العرض: 37 قدم (11.3 م)
- الغاطس: 9.5 قدم (2.9 م)
- الدفع: محرك ديزل كهربائي، 4 محركات ديزل، 2 عمود دوران
- السرعة: 21 عقدة (39 كم/ساعة)
- المدى: 9,100 ميل بحري (16,900 كم) عند 12 عقدة
- الطاقم: 186 ضابطًا وبحارًا
التسليح:
- 3 × مدافع 3 بوصة/50 عيار
- 3 × مدافع 40 ملم
- 8 × مدافع 20 ملم
- 1 × قاذفة قنابل عمق “هيدجهوج”
- 8 × قاذفات قنابل عمق
- 2 × قضبان قنابل عمق
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
بعد الانتهاء من التدريب والتجهيز، تم تكليف يو إس إس ويليام تي. باول بمهام مرافقة القوافل في المحيط الأطلسي. في هذا الدور، ساعدت السفينة في حماية السفن التجارية من هجمات الغواصات الألمانية (U-boats)، مما ساهم في الحفاظ على خطوط الإمداد الحيوية مفتوحة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
في أوائل عام 1945، تم نقل يو إس إس ويليام تي. باول إلى المحيط الهادئ للمشاركة في العمليات ضد اليابان. عملت السفينة في البداية في مهام الدورية والمرافقة حول جزر الفلبين، ثم شاركت في دعم عمليات الإنزال البرمائية في أوكيناوا.
خلال معركة أوكيناوا، لعبت يو إس إس ويليام تي. باول دورًا حيويًا في توفير الدفاع الجوي للقوات البرية والسفن الأخرى. تعرضت السفينة لعدة هجمات من طائرات الكاميكازي اليابانية، لكنها تمكنت من إسقاط العديد منها بفضل مدفعيتها المضادة للطائرات. على الرغم من تعرضها لأضرار طفيفة في إحدى الهجمات، ظلت السفينة في الخدمة حتى نهاية المعركة.
الخدمة بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شاركت يو إس إس ويليام تي. باول في عمليات احتلال اليابان، حيث ساعدت في الحفاظ على الأمن والنظام في المناطق التي تم الاستيلاء عليها. في عام 1946، عادت السفينة إلى الولايات المتحدة وخضعت لعملية إصلاح شاملة.
في السنوات اللاحقة، عملت يو إس إس ويليام تي. باول في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك التدريب ومكافحة الغواصات. في عام 1950، تم إعادة تصنيف السفينة كفرقاطة رادار (DER-213) وتم تجهيزها بأحدث المعدات الإلكترونية للكشف عن الطائرات والسفن المعادية.
خلال الحرب الكورية، شاركت يو إس إس ويليام تي. باول في عمليات الحصار البحري ضد كوريا الشمالية، حيث ساعدت في منع وصول الإمدادات إلى القوات الشيوعية. كما قامت السفينة بدوريات في المياه المحيطة بكوريا الجنوبية لحماية السفن التجارية من الهجمات.
في عام 1960، تم إخراج يو إس إس ويليام تي. باول من الخدمة ووضعها في الأسطول الاحتياطي. تم بيع السفينة للخردة في عام 1971.
الأوسمة والتقدير
حصلت يو إس إس ويليام تي. باول على العديد من الأوسمة والتقديرات لخدمتها المتميزة خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، بما في ذلك:
- نجمة خدمة المعركة (Battle Star) عن خدمتها في الحرب العالمية الثانية
- نجمة خدمة كوريا (Korean Service Star)
- وسام خدمة الأمم المتحدة الكورية (United Nations Korea Medal)
تعتبر يو إس إس ويليام تي. باول رمزًا للتضحية والشجاعة التي أظهرها بحارة البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. ساهمت السفينة بشكل كبير في جهود الحلفاء لتحقيق النصر على قوى المحور والدفاع عن حرية العالم.
إرث ويليام تي. باول
لم تكن يو إس إس ويليام تي. باول مجرد سفينة حربية، بل كانت أيضًا تجسيدًا لإرث المدفعي ويليام تي. باول، الذي ضحى بحياته في سبيل وطنه. كان باول قد انضم إلى البحرية الأمريكية في عام 1939 وخدم على متن عدد من السفن قبل أن يتم تعيينه في يو إس إس سيمينول (USS Seminole). في 6 نوفمبر 1942، قُتل باول أثناء قيامه بواجبه عندما تعرضت يو إس إس سيمينول لهجوم من غواصة ألمانية. تكريمًا لبطولته وتفانيه، تم تسمية الفرقاطة يو إس إس ويليام تي. باول باسمه.
إن قصة يو إس إس ويليام تي. باول هي قصة شجاعة وتضحية والتزام بالخدمة. إنها تذكير بأهمية الدور الذي لعبته البحرية الأمريكية في حماية المصالح الوطنية والدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية.
تحويل الفرقاطة إلى سفينة رادار (DER)
في خمسينيات القرن العشرين، شهدت الحرب الباردة تصاعدًا ملحوظًا، وأصبح الكشف عن التهديدات الجوية والبحرية السوفيتية أولوية قصوى للبحرية الأمريكية. لهذا السبب، تم تحويل العديد من فرقاطات الحرب العالمية الثانية، مثل يو إس إس ويليام تي. باول، إلى سفن رادار (DER). تضمن هذا التحويل تركيب أجهزة رادار متطورة وأنظمة اتصالات محسنة، مما حول هذه السفن إلى منصات مراقبة وإنذار مبكر قوية.
مكنت هذه التعديلات يو إس إس ويليام تي. باول من القيام بدوريات في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، ومراقبة تحركات السفن والطائرات السوفيتية، وتقديم معلومات استخباراتية حيوية للقوات الأمريكية وحلفائها. ساهمت هذه المهام في الحفاظ على التوازن الاستراتيجي خلال الحرب الباردة ومنع وقوع صراعات واسعة النطاق.
خاتمة
كانت يو إس إس ويليام تي. باول فرقاطة خدمت بامتياز في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. لعبت السفينة دورًا حيويًا في مرافقة القوافل، والدفاع الجوي، والحصار البحري، مما ساهم في جهود الحلفاء لتحقيق النصر في كلتا الحربين. تُعد يو إس إس ويليام تي. باول رمزًا للتضحية والشجاعة والتفاني في الخدمة، وإرثها باقٍ حتى اليوم.