نشأته وتعليمه
ولد جيمس مار في كروي، أبردينشاير، اسكتلندا. تلقى تعليمه في مدرسة أبردين النحوية وجامعة أبردين، حيث درس علم الحيوان وحصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى في عام 1923. خلال فترة وجوده في الجامعة، أبدى مار اهتمامًا كبيرًا بعلم الحيوان البحري وشارك في العديد من الرحلات الاستكشافية البحرية.
بعثة اكتشافات الشباب
في عام 1925، انضم مار إلى بعثة اكتشافات الشباب، وهي بعثة استكشافية بريطانية إلى القطب الجنوبي تهدف إلى إجراء أبحاث علمية في المنطقة. كان مار، البالغ من العمر 22 عامًا فقط، هو عالم الأحياء الرئيسي في البعثة، وكان مسؤولاً عن جمع ودراسة العينات البحرية. أبحرت البعثة على متن السفينة “ديسكفري” الشهيرة، وقضت عامين في استكشاف بحر ويديل وجزر جنوب جورجيا وجزر ساندويتش الجنوبية.
خلال البعثة، جمع مار مجموعة واسعة من العينات البحرية، بما في ذلك الأسماك والحبار والقشريات واللافقاريات الأخرى. كما أجرى دراسات حول بيئة وسلوك الحيوانات البحرية في المنطقة القطبية الجنوبية. كانت أبحاث مار رائدة، وساعدت في تحسين فهم العلماء للحياة البحرية في القطب الجنوبي.
في عام 1926، بعد عودة البعثة إلى بريطانيا، نشر مار تقريرًا عن نتائجه بعنوان “تقرير عن الديدان متعددة الأشواك التي تم جمعها بواسطة بعثة اكتشافات الشباب”. حاز التقرير على إشادة واسعة النطاق، وأثبت مار كعالم أحياء بحرية واعد.
البعثات اللاحقة
بعد نجاح بعثة اكتشافات الشباب، شارك مار في عدة بعثات استكشافية أخرى إلى القطب الجنوبي. في عام 1929، قاد بعثة خاصة به إلى جزر جنوب شيتلاند، حيث أجرى دراسات حول بيئة الفقمات وطيور البطريق. في عام 1931، انضم إلى بعثة الأبحاث المتعلقة بصيد الحيتان واهتم بدراسة الكريل القطبي الجنوبي.
في عام 1933، عُين مار مديرًا لمختبر أبحاث الحيتان في ديسكفري، وهو منصب شغله حتى تقاعده في عام 1963. خلال فترة وجوده كمدير، قاد مار برنامجًا بحثيًا واسع النطاق حول بيئة وسلوك الحيتان في القطب الجنوبي. ساعدت أبحاثه في تحسين فهم العلماء لأهمية الحيتان في النظام البيئي للقطب الجنوبي.
الكريل القطبي الجنوبي
كانت دراسة الكريل القطبي الجنوبي محورًا رئيسيًا في عمل مار. أدرك أهمية الكريل كمصدر غذاء أساسي للعديد من الحيوانات، بما في ذلك الحيتان والفقمات وطيور البطريق. قاد مار العديد من الدراسات حول توزيع ووفرة الكريل في القطب الجنوبي، وساعد في تطوير طرق لتقدير أعداد الكريل. كان عمله بالغ الأهمية لفهم النظام البيئي للقطب الجنوبي وعلاقته بصيد الحيتان.
نشر مار العديد من المقالات العلمية حول الكريل، بما في ذلك كتابه الكلاسيكي “الكريل القطبي الجنوبي” الذي نُشر عام 1962. يعتبر هذا الكتاب عملاً مرجعيًا في هذا المجال، ولا يزال يقرأ على نطاق واسع من قبل العلماء اليوم.
الجوائز والتكريمات
حصل مار على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله في علم الأحياء البحرية والبحوث القطبية. في عام 1932، حصل على الميدالية القطبية من الملك جورج الخامس لخدماته في استكشاف القطب الجنوبي. في عام 1953، تم انتخابه زميلًا في الجمعية الملكية لإدنبرة. في عام 1963، حصل على وسام الاستحقاق من الملكة إليزابيث الثانية.
إرثه
يعتبر جيمس مار أحد أبرز علماء الأحياء البحرية والمستكشفين القطبيين في القرن العشرين. ساهمت أبحاثه الرائدة في تحسين فهم العلماء للحياة البحرية في القطب الجنوبي، ولعبت دورًا حاسمًا في الحفاظ على الحيتان والكائنات الأخرى في المنطقة. لا يزال عمل مار يلهم العلماء اليوم، ويستمر إرثه في تشكيل الطريقة التي ندرس بها القطب الجنوبي.
بالإضافة إلى مساهماته العلمية، كان مار أيضًا مدرسًا وموجهًا متميزًا. قام بتدريب العديد من الطلاب والعلماء الشباب الذين أصبحوا قادة في مجالاتهم. كان معروفًا بتفانيه في عمله، وحماسه للمعرفة، والتزامه بالحفاظ على البيئة القطبية الجنوبية.
حياته الشخصية
تزوج جيمس مار من ماريون فيليب في عام 1934، وأنجبا ثلاثة أطفال. كان لديه شغف بالبستنة وكان نشطًا في مجتمعه المحلي. توفي في 30 أبريل 1965، عن عمر يناهز 62 عامًا.
خاتمة
كان جيمس مار عالم أحياء بحرية ومستكشفًا قطبيًا اسكتلنديًا بارزًا. قاد “بعثة اكتشافات الشباب” وأجرى أبحاثًا رائدة في علم الأحياء البحرية في القطب الجنوبي، خاصة فيما يتعلق بالكريل القطبي الجنوبي. ترك مار إرثًا دائمًا من خلال مساهماته العلمية والتزامه بالحفاظ على البيئة القطبية الجنوبية.