نشأته وتعليمه
وُلد هوبرت موراي في سيدني، أستراليا، لعائلة بارزة. كان والده، السير تيرينس أوبري موراي، رئيسًا للمجلس التشريعي لنيو ساوث ويلز. تلقى هوبرت تعليمه في كلية سيدني جرامر وكلية ماجdalen بجامعة أكسفورد، حيث برع أكاديميًا ورياضيًا. كان ملاكمًا بارعًا، وفاز ببطولة الملاكمة للهواة في أكسفورد.
بعد الانتهاء من دراسته في أكسفورد، تم استدعاء موراي إلى نقابة المحامين في عام 1886. مارس القانون لفترة وجيزة قبل أن يتحول إلى الخدمة العامة.
حياته المهنية في بابوا
بدأ موراي حياته المهنية في بابوا (التي كانت تُعرف آنذاك بـ “غينيا الجديدة البريطانية”) في عام 1904 كقاضي رئيسي. في عام 1908، عُين حاكمًا ملازمًا، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته في عام 1940. كان موراي يتمتع بسلطة واسعة في بابوا، وكان مسؤولاً عن الإدارة والقانون والنظام.
تميزت فترة ولاية موراي الطويلة في بابوا بسياسات أبوية تهدف إلى “رفع مستوى” السكان الأصليين. كان يعتقد أن الأوروبيين متفوقون على البابويين، وأن واجب الإدارة الاستعمارية هو حمايتهم من أنفسهم ومن استغلال المستوطنين الأوروبيين.
شملت سياسات موراي:
- حماية أراضي السكان الأصليين: سعى موراي إلى حماية أراضي السكان الأصليين من الاستيلاء عليها من قبل المستوطنين الأوروبيين. ومع ذلك، غالبًا ما كان يواجه صعوبات في تنفيذ هذه السياسة بسبب ضغوط المصالح الاستعمارية.
- التعليم: شجع موراي إنشاء مدارس لتعليم السكان الأصليين، لكنه أكد على التعليم المهني والزراعي بدلاً من التعليم الأكاديمي. كان يعتقد أن السكان الأصليين يجب أن يكونوا مدربين على العمل اليدوي لخدمة الاقتصاد الاستعماري.
- الرعاية الصحية: أنشأت الإدارة الاستعمارية مرافق طبية محدودة للسكان الأصليين، لكن الرعاية الصحية ظلت غير كافية إلى حد كبير.
- القانون والنظام: حافظ موراي على نظام قانوني صارم، وغالبًا ما فرض عقوبات قاسية على السكان الأصليين الذين ارتكبوا جرائم. ومع ذلك، كان يُنظر إليه أيضًا على أنه عادل ونزيه نسبيًا في تعامله مع السكان الأصليين.
على الرغم من نواياه المعلنة، غالبًا ما تعرضت سياسات موراي لانتقادات بسبب طبيعتها الأبوية وتقييدها لحقوق السكان الأصليين. كان يُنظر إليه على أنه شخصية مثيرة للجدل، لكنه كان يحظى أيضًا باحترام العديد من البابويين الذين رأوا فيه حاميًا لهم من أسوأ تجاوزات الاستعمار.
إرثه
ترك هوبرت موراي إرثًا معقدًا في بابوا غينيا الجديدة. من ناحية، يُذكر بجهوده لحماية أراضي السكان الأصليين وتوفير التعليم والرعاية الصحية. من ناحية أخرى، يُنتقد بسبب سياساته الأبوية وتقييد حقوق السكان الأصليين.
يعتقد بعض المؤرخين أن موراي كان رجلاً تقدميًا نسبيًا بالنسبة لزمنه، وأنه فعل ما بوسعه لحماية مصالح السكان الأصليين في ظل الظروف الصعبة للاستعمار. يجادل آخرون بأنه كان شخصية استعمارية نموذجية، وأن سياساته ساهمت في إدامة التمييز وعدم المساواة.
بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار تأثير موراي العميق على تاريخ بابوا غينيا الجديدة. لعبت إدارته الطويلة الأمد دورًا رئيسيًا في تشكيل التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
معارضات وانتقادات
على الرغم من اعتراف البعض به كشخصية بارزة في تاريخ بابوا غينيا الجديدة، إلا أن هوبرت موراي لم يكن بمنأى عن الانتقادات والمعارضات. إليك بعض النقاط البارزة:
- النهج الأبوي: كان يُنظر إلى نهج موراي في الحكم على أنه أبوي، حيث اعتقد أنه يعرف الأفضل للسكان الأصليين في بابوا. غالبًا ما أدت هذه النظرة إلى سياسات تحد من حريتهم واستقلاليتهم.
- بطء التنمية: انتقد البعض موراي لعدم قيامه بما يكفي لتطوير الاقتصاد والبنية التحتية في بابوا. على الرغم من الجهود المبذولة في التعليم والرعاية الصحية، إلا أن وتيرة التقدم كانت بطيئة.
- علاقات مع المستوطنين: واجه موراي صعوبات في تحقيق التوازن بين حماية مصالح السكان الأصليين وتلبية احتياجات المستوطنين الأوروبيين. اتهمه البعض بالانحياز إلى جانب المستوطنين في بعض الأحيان.
- نظام العمل: استمر نظام العمل المتعاقد عليه في عهد موراي، والذي كان يُنظر إليه على أنه شكل من أشكال الاستغلال. على الرغم من جهوده لتحسين الظروف، إلا أن النظام ظل مثيرًا للجدل.
- الرقابة: مارس موراي رقابة على وسائل الإعلام وحرية التعبير، مما أثار انتقادات من الصحفيين والكتاب.
تعتبر هذه الانتقادات جزءًا من الصورة الأوسع لإرث موراي، وتساعد في فهم التحديات والتعقيدات التي واجهها خلال فترة حكمه الطويلة.
إرث رياضي
بالإضافة إلى دوره كحاكم وقاضٍ، كان هوبرت موراي رياضيًا بارعًا. برع في الملاكمة وفاز ببطولة الملاكمة للهواة في أكسفورد. كان أيضًا لاعب كريكيت ولاعب تنس. يعكس اهتمامه بالرياضة إيمانه بأهمية النشاط البدني والتنافس.
حياته الشخصية
تزوج هوبرت موراي من سيبيل جيني عام 1889 وأنجبا ثلاثة أطفال. كانت سيبيل شريكة داعمة له طوال حياته المهنية، ولعبت دورًا نشطًا في الحياة الاجتماعية لبابوا.
وفاته
توفي هوبرت موراي في بورت مورسبي في 27 فبراير 1940، عن عمر يناهز 78 عامًا. تم دفنه في المقبرة الأوروبية في بورت مورسبي. تم تكريمه على نطاق واسع لخدمته الطويلة لبابوا، ولكن إرثه لا يزال موضوع نقاش وجدل حتى اليوم.
خاتمة
كان السير جون هوبرت بلونكيت موراي شخصية بارزة في تاريخ بابوا غينيا الجديدة. لعب دورًا رئيسيًا في تشكيل التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد خلال فترة إدارته الطويلة. على الرغم من أن سياساته كانت مثيرة للجدل في بعض الأحيان، إلا أنه يُذكر بجهوده لحماية أراضي السكان الأصليين وتوفير التعليم والرعاية الصحية. يبقى إرثه موضوع نقاش وجدل مستمر، لكن لا يمكن إنكار تأثيره العميق على تاريخ بابوا غينيا الجديدة.