الخلفية والتصميم
كانت يو إس إس أميسبوري جزءًا من فئة سفن المرافقة المدمرة من طراز إدسال. تم تصميم هذه السفن خصيصًا خلال الحرب العالمية الثانية لمرافقة القوافل وحمايتها من الغواصات والطائرات المعادية. كانت سفن المرافقة المدمرة أصغر وأبطأ من المدمرات القياسية، لكنها كانت أكثر قدرة على تحمل تكاليف الإنتاج الضخم، مما جعلها ضرورية في المجهود الحربي.
بدأ بناء يو إس إس أميسبوري في حوض بناء السفن في بوسطن نافي يارد، وتم إطلاقها في 27 مارس 1943، ودخلت الخدمة في 31 يوليو 1943. كانت السفينة مجهزة بمجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك مدافع عيار 3 بوصات، ومدافع مضادة للطائرات عيار 40 ملم و 20 ملم، وقاذفات قنابل الأعماق، وقاذفات طوربيدات. تم تصميم هذه الأسلحة لتوفير دفاع متعدد الطبقات ضد التهديدات الجوية والبحرية.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
بعد دخولها الخدمة، شاركت يو إس إس أميسبوري في مجموعة واسعة من العمليات خلال الحرب العالمية الثانية. وشملت هذه العمليات مرافقة القوافل عبر المحيط الأطلسي، والقيام بدوريات مضادة للغواصات في منطقة البحر الكاريبي، والمشاركة في عمليات الإنزال البرمائي في المحيط الهادئ. لعبت السفينة دورًا حاسمًا في حماية السفن التجارية والحربية الحليفة من هجمات الغواصات الألمانية.
في عام 1944، تم تحويل يو إس إس أميسبوري إلى سفينة نقل سريعة (APD-46). تضمن هذا التحويل إضافة مرافق لنقل قوات المارينز أو فرق الجيش الصغيرة، بالإضافة إلى معدات إنزال. بعد التحويل، شاركت السفينة في العديد من عمليات الإنزال البرمائي في المحيط الهادئ، بما في ذلك معارك إيو جيما وأوكيناوا. قامت السفينة بإنزال الجنود والإمدادات على الشاطئ، وقدمت الدعم النيراني للقوات البرية.
خلال معركة أوكيناوا، تعرضت يو إس إس أميسبوري لهجوم من قبل طائرات الكاميكازي اليابانية. تمكنت السفينة من إسقاط العديد من الطائرات المهاجمة، لكنها أصيبت في النهاية. تسبب الهجوم في أضرار جسيمة للسفينة، وأسفر عن مقتل وإصابة العديد من أفراد الطاقم. على الرغم من الأضرار، تمكن الطاقم من السيطرة على الحريق وإبقاء السفينة طافية.
فترة ما بعد الحرب
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، شاركت يو إس إس أميسبوري في عملية “السجاد السحري”، وهي عملية لإعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن. قامت السفينة برحلات متعددة عبر المحيط الهادئ، حاملة آلاف الجنود إلى الولايات المتحدة. بعد الانتهاء من هذه المهمة، تم وضع السفينة خارج الخدمة في عام 1946.
في عام 1949، تم إعادة يو إس إس أميسبوري إلى الخدمة خلال الحرب الكورية. شاركت السفينة في عمليات مرافقة القوافل والدوريات الساحلية قبالة سواحل كوريا. بعد انتهاء الحرب الكورية، تم وضع السفينة خارج الخدمة مرة أخرى في عام 1954. بيعت السفينة للخردة في عام 1966.
الأوسمة والتكريمات
حصلت يو إس إس أميسبوري على العديد من الأوسمة والتكريمات لخدمتها خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. وتشمل هذه الأوسمة نجمة المعركة عن خدمتها في الحرب العالمية الثانية، ونجمة المعركة عن خدمتها في الحرب الكورية، ووسام الحملة الأمريكية، ووسام حملة آسيا والمحيط الهادئ، ووسام النصر للحرب العالمية الثانية، ووسام خدمة الاحتلال البحري، ووسام خدمة الدفاع الوطني، ووسام خدمة كوريا.
بالإضافة إلى ذلك، تم تسمية مدينة أميسبوري، ماساتشوستس، على اسم الملازم (صغير) ستانتون مورغان أميسبوري، تكريما لتضحيته البطولية. تم تكريم السفينة وأفراد طاقمها من خلال العديد من الاحتفالات والتجمعات على مر السنين.
السجل التاريخي
يعتبر سجل يو إس إس أميسبوري التاريخي شهادة على تفاني وشجاعة أفراد البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. لعبت السفينة دورًا حاسمًا في حماية السفن الحليفة، وإنزال القوات في مناطق القتال، وإعادة الجنود إلى الوطن بعد الحرب. تظل قصة يو إس إس أميسبوري بمثابة تذكير بأهمية الخدمة والتضحية في الدفاع عن الحرية.
تأثيرها على تكنولوجيا السفن الحربية
كان لتصميم يو إس إس أميسبوري، كسفينة مرافقة مدمرة، تأثير كبير على تطوير تكنولوجيا السفن الحربية. أظهرت السفينة فعالية السفن الأصغر والأكثر قدرة على تحمل التكاليف في أدوار المرافقة والدفاع عن القوافل. أدت هذه الفكرة إلى تطوير فرقاطات وسفن دورية أصغر في البحرية الأمريكية والبحرية الأخرى.
كما ساهمت يو إس إس أميسبوري في تطوير تكنولوجيا الحرب البرمائية. أظهرت السفينة فعالية سفن النقل السريع في إنزال القوات والمعدات على الشاطئ بسرعة وكفاءة. أدت هذه التجربة إلى تطوير سفن إنزال برمائية أكثر تطوراً، والتي تلعب دورًا حاسمًا في العمليات العسكرية الحديثة.
مواصفات السفينة
- النوع: سفينة مرافقة مدمرة (لاحقًا سفينة نقل سريعة)
- الفئة: إدسال
- الإزاحة: 1,250 طن (قياسي)، 1,590 طن (حمولة كاملة)
- الطول: 306 قدم (93 متر)
- الشعاع: 37 قدم (11 متر)
- المسودة: 13 قدم (4.0 متر)
- الدفع: 4 محركات ديزل، عمودان دوران، 6000 حصان
- السرعة: 21 عقدة (39 كم/ساعة)
- المدى: 9100 ميل بحري عند 12 عقدة
- الطاقم: 201 ضابط وبحار
- التسليح:
- 3 × مدافع عيار 3 بوصات/50
- 4 × مدافع مضادة للطائرات عيار 40 ملم
- 8 × مدافع مضادة للطائرات عيار 20 ملم
- 3 × قاذفات قنابل أعماق
- 1 × قاذف قنابل أعماق
- السعة (بعد التحويل): 144 جندي مشاة بحرية
دورها في العمليات العسكرية
شاركت يو إس إس أميسبوري في العديد من العمليات العسكرية الهامة خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. بعض هذه العمليات تشمل:
- مرافقة القوافل عبر المحيط الأطلسي: قامت السفينة بمرافقة القوافل التي تحمل الإمدادات والجنود إلى أوروبا، وحمايتها من هجمات الغواصات الألمانية.
- الدوريات المضادة للغواصات في منطقة البحر الكاريبي: قامت السفينة بدوريات في منطقة البحر الكاريبي، بحثًا عن الغواصات الألمانية التي كانت تهدد الشحن البحري.
- عمليات الإنزال البرمائي في المحيط الهادئ: شاركت السفينة في عمليات الإنزال البرمائي في معارك إيو جيما وأوكيناوا، حيث قامت بإنزال الجنود والإمدادات على الشاطئ، وقدمت الدعم النيراني للقوات البرية.
- عملية “السجاد السحري”: شاركت السفينة في عملية “السجاد السحري”، وهي عملية لإعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
- عمليات مرافقة القوافل والدوريات الساحلية قبالة سواحل كوريا: شاركت السفينة في عمليات مرافقة القوافل والدوريات الساحلية قبالة سواحل كوريا خلال الحرب الكورية.
الإرث
لا تزال يو إس إس أميسبوري تحظى بالتقدير والإحترام لما قدمته من خدمات خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. تذكر السفينة كرمز للشجاعة والتفاني والخدمة في سبيل الوطن. تم تكريم أفراد طاقم السفينة من خلال العديد من الاحتفالات والتجمعات على مر السنين. كما تم الحفاظ على سجل السفينة التاريخي في الأرشيفات البحرية والمتاحف، مما يضمن أن قصة يو إس إس أميسبوري ستستمر في إلهام الأجيال القادمة.
خاتمة
كانت يو إس إس أميسبوري سفينة مرافقة مدمرة لعبت دورًا حيويًا في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. من خلال مرافقة القوافل إلى دعم عمليات الإنزال البرمائية، أظهرت السفينة وأفراد طاقمها شجاعة وتفانيًا استثنائيين. لا يزال إرثها باقياً، حيث يذكرنا بأهمية الخدمة والتضحية في الدفاع عن الحرية.