التأسيس والتدريب
تم تشكيل السرب رقم 60 في مطار كامدن، نيو ساوث ويلز، في 15 يناير 1942. كان الغرض الرئيسي من تشكيل السرب هو توفير قوة دفاع جوي إضافية لأستراليا في مواجهة التهديد المتزايد من الإمبراطورية اليابانية خلال المراحل الأولى من حرب المحيط الهادئ. خلال الأشهر الأولى من عام 1942، كانت اليابان تحقق مكاسب إقليمية سريعة، وكان هناك قلق متزايد بشأن إمكانية غزو أستراليا. كان تشكيل وحدات مثل السرب رقم 60 جزءًا من استجابة أوسع لتعزيز الدفاعات الأسترالية.
عند التأسيس، كان السرب يعتمد في المقام الأول على طائرات بريوستر بوفالو. كانت هذه الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع تعتبر قديمة الطراز نسبيًا في ذلك الوقت، ولكنها كانت متاحة بأعداد كافية لتمكين تشكيل السرب بسرعة. بدأ أفراد السرب التدريب المكثف على هذه الطائرات، مع التركيز على اعتراض الطائرات المعادية والقتال الجوي.
واجه التدريب الأولي تحديات بسبب محدودية عدد الطائرات المتاحة وقطع الغيار. ومع ذلك، استمر أفراد السرب في التدريب الجاد، مصممين على أن يصبحوا قوة قتالية فعالة. سرعان ما أصبح من الواضح أن طائرات بريوستر بوفالو كانت أدنى من الطائرات المقاتلة اليابانية الأكثر حداثة، ولكن كان من المتوقع أن تقوم بدور حيوي في الدفاع عن أستراليا حتى تتوفر طائرات أكثر تقدمًا.
العمليات المبكرة في غينيا الجديدة
في مارس 1942، تم نشر السرب رقم 60 في بورت مورسبي، غينيا الجديدة. كانت بورت مورسبي ذات أهمية استراتيجية حيوية لأنها كانت القاعدة الجوية الرئيسية الوحيدة المتبقية للحلفاء في غينيا الجديدة، وتقع على الجانب الآخر من مضيق توريس مباشرة من أستراليا. كان الهدف من نشر السرب هو توفير غطاء جوي للقاعدة وحماية المنطقة من الهجمات اليابانية.
وصل السرب إلى بورت مورسبي وسط قصف جوي ياباني متكرر. كانت الظروف صعبة، حيث كانت القاعدة تعاني من نقص الإمدادات، وكان أفراد السرب يعيشون في ظروف بدائية. على الرغم من هذه الصعوبات، بدأ السرب على الفور في تسيير دوريات جوية لاعتراض الطائرات اليابانية.
خلال الأشهر الأولى في بورت مورسبي، شارك السرب رقم 60 في العديد من الاشتباكات مع الطائرات اليابانية. حقق السرب بعض النجاحات، لكنه عانى أيضًا من خسائر كبيرة. كانت طائرات بريوستر بوفالو أدنى من الطائرات المقاتلة اليابانية مثل ميتسوبيشي زيرو، وكان طيارو السرب في وضع غير مؤات في القتال الجوي. على الرغم من هذه التحديات، قاتل أفراد السرب بشجاعة وتصميم.
التحول إلى طائرات كيرتس بي-40
في منتصف عام 1942، بدأ السرب رقم 60 في تلقي طائرات كيرتس بي-40. كانت طائرات بي-40 أكثر تقدمًا بكثير من طائرات بريوستر بوفالو، وكانت قادرة على المنافسة بشكل أفضل مع الطائرات المقاتلة اليابانية. مثّل وصول طائرات بي-40 تحسنًا كبيرًا في قدرات السرب.
خضع أفراد السرب لتدريب مكثف على طائرات بي-40، وتعلموا كيفية تحقيق أقصى استفادة من ميزاتها. كانت طائرات بي-40 أسرع وأكثر قدرة على المناورة من طائرات بريوستر بوفالو، وكانت مسلحة بمدفع رشاش ثقيل. سرعان ما أصبح طيارو السرب ماهرين في استخدام طائرات بي-40، وبدأوا في تحقيق المزيد من النجاحات في القتال الجوي.
مع طائرات بي-40، تمكن السرب رقم 60 من لعب دور أكثر فعالية في الدفاع عن بورت مورسبي. شارك السرب في العديد من المعارك الجوية ضد الطائرات اليابانية، وقدم دعمًا قيمًا للقوات البرية. ساعدت جهود السرب في صد الهجمات اليابانية والحفاظ على بورت مورسبي في أيدي الحلفاء.
العمليات اللاحقة والحل
بعد مشاركته المبكرة في غينيا الجديدة، واصل السرب رقم 60 تسيير العمليات في المنطقة. شارك السرب في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك مرافقة القاذفات والهجوم الأرضي والاستطلاع.
في أغسطس 1942، قدم السرب دعمًا جويًا خلال معركة خليج ميلن. كانت هذه المعركة انتصارًا حاسمًا للحلفاء، حيث كانت المرة الأولى التي يتم فيها صد هجوم ياباني بري واسع النطاق. لعب السرب رقم 60 دورًا حيويًا في المعركة من خلال مهاجمة القوات اليابانية وتقديم الدعم للقوات الأسترالية والأمريكية على الأرض.
في السنوات اللاحقة من الحرب، شارك السرب رقم 60 في العديد من العمليات الأخرى في غينيا الجديدة وجزر سليمان. واصل السرب تسيير دوريات جوية ومهام هجوم أرضي، وقدم دعمًا قيمًا للقوات المتحالفة. بحلول نهاية الحرب، كان السرب قد اكتسب سمعة طيبة في التميز، وكان يعتبر واحدًا من أفضل الأسراب المقاتلة في القوات الجوية الملكية الأسترالية.
تم حل السرب رقم 60 في 16 نوفمبر 1945، بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الثانية. تم حل العديد من وحدات القوات الجوية الملكية الأسترالية في نهاية الحرب، حيث لم تعد هناك حاجة إليها. كان أفراد السرب رقم 60 قد خدموا بتميز خلال الحرب، ولعبوا دورًا حيويًا في الدفاع عن أستراليا وهزيمة اليابان.
الإرث
يظل السرب رقم 60 رمزًا للفخر والشجاعة في تاريخ القوات الجوية الملكية الأسترالية. لعب أفراد السرب دورًا حيويًا في الدفاع عن أستراليا خلال الحرب العالمية الثانية، وساهمت جهودهم في النصر النهائي للحلفاء. يتم تذكر السرب اليوم لمهاراته القتالية وتفانيه في واجبه والتزامه الذي لا يتزعزع.
خاتمة
كان السرب رقم 60 بالقوات الجوية الملكية الأسترالية وحدة مقاتلة مهمة خلال الحرب العالمية الثانية. تشكل في يناير 1942 للدفاع عن أستراليا وغينيا الجديدة ضد التهديد الياباني، ولعب دورًا حاسمًا في معارك رئيسية مثل معركة خليج ميلن. على الرغم من البداية باستخدام طائرات بريوستر بوفالو القديمة، فقد تحسن السرب بشكل كبير عند التحول إلى طائرات كيرتس بي-40. تم حل السرب في نوفمبر 1945 بعد انتهاء الحرب، تاركًا وراءه إرثًا من الشجاعة والتفاني في خدمة الوطن.