تاريخ المعبد
بدأ التفكير في بناء كنيس جديد في فيهرينغ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مع نمو الجالية اليهودية في المنطقة. تم تصميم المعبد من قبل المهندس المعماري جوليان نيدزيلسكي، الذي اختير لتصميمه المبتكر والأنيق. تم وضع حجر الأساس في عام 1887، واستغرق البناء حوالي عامين. تم افتتاح المعبد رسميًا في عام 1889 بحفل كبير حضره العديد من الشخصيات البارزة في فيينا.
كان معبد فيهرينغ بمثابة مركز ديني واجتماعي للجالية اليهودية في فيهرينغ. بالإضافة إلى الصلوات المنتظمة، استضاف المعبد العديد من الأحداث والأنشطة، بما في ذلك الاحتفالات الدينية والمحاضرات والحفلات الموسيقية. كان المعبد أيضًا مكانًا مهمًا للتجمعات الاجتماعية، حيث يمكن لأفراد الجالية اليهودية الالتقاء والتفاعل مع بعضهم البعض.
التصميم المعماري
تميز معبد فيهرينغ بتصميمه المعماري الفريد، الذي جمع بين عناصر من الطراز الرومانسكي الجديد والطراز القوطي الجديد. كان للمعبد واجهة مهيبة مزينة بنوافذ زجاجية ملونة وأقواس مدببة. كان الجزء الداخلي من المعبد فسيحًا ومضيئًا، مع رواق مرتفع ومنطقة مقدسة مزخرفة. كان المعبد يتسع لأكثر من 800 مصلٍ.
استخدم المهندس المعماري جوليان نيدزيلسكي مواد عالية الجودة في بناء المعبد، بما في ذلك الحجر الرملي والطوب والخشب. تم تزيين الجزء الداخلي من المعبد بلوحات جدارية ومنحوتات ولوحات زجاجية ملونة. كان المعبد تحفة فنية معمارية، وكان يعتبر أحد أجمل المعابد اليهودية في فيينا.
ليلة البلور (Kristallnacht) والتدمير
في ليلة 9 نوفمبر 1938، خلال ليلة البلور، تم استهداف معبد فيهرينغ من قبل النازيين والمتعاونين معهم. تم اقتحام المعبد وتخريبه، وتم إشعال النار فيه. لم يتمكن رجال الإطفاء من التدخل لإطفاء الحريق، وتم تدمير المعبد بالكامل. كان تدمير معبد فيهرينغ جزءًا من حملة أوسع من العنف ضد اليهود في النمسا وألمانيا.
بعد تدمير المعبد، تم هدم الأنقاض، وتم مصادرة الأرض من قبل النازيين. لم يتم إعادة بناء المعبد بعد الحرب العالمية الثانية. اليوم، يوجد نصب تذكاري في الموقع السابق للمعبد لإحياء ذكرى تدميره والجالية اليهودية في فيهرينغ.
النصب التذكاري
تم إنشاء النصب التذكاري لمعبد فيهرينغ في عام 1988، في الذكرى الخمسين لليلة البلور. يتكون النصب التذكاري من لوحة تذكارية وبركة عاكسة. تحمل اللوحة التذكارية نقشًا يحيي ذكرى تدمير المعبد والجالية اليهودية في فيهرينغ. تم تصميم البركة العاكسة لتمثيل المياه التي كانت تستخدم في الطقوس الدينية في المعبد.
يقع النصب التذكاري في شارع شوبنهاور رقم 41، في الموقع السابق للمعبد. إنه مكان للتأمل والتذكر، ويذّكر الزوار بتاريخ العنف والاضطهاد الذي تعرض له اليهود في النمسا خلال الحقبة النازية.
الجالية اليهودية في فيهرينغ
كانت الجالية اليهودية في فيهرينغ جزءًا حيويًا من المجتمع المحلي لعدة قرون. لعب أفراد الجالية اليهودية دورًا مهمًا في الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في فيهرينغ. ومع ذلك، خلال الحقبة النازية، تعرضت الجالية اليهودية في فيهرينغ للاضطهاد والعنف والقتل.
قبل الحرب العالمية الثانية، كان يعيش في فيهرينغ أكثر من 3000 يهودي. بعد الحرب، لم يبق سوى عدد قليل من اليهود في فيهرينغ. اليوم، توجد جالية يهودية صغيرة في فيهرينغ، لكنها ليست بنفس حجم الجالية التي كانت موجودة قبل الحرب.
أهمية معبد فيهرينغ
كان معبد فيهرينغ أكثر من مجرد مكان للعبادة. كان مركزًا مجتمعيًا حيويًا للجالية اليهودية في فيهرينغ. لعب المعبد دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية اليهودية وتعزيز التماسك الاجتماعي. كان تدمير المعبد خسارة فادحة للجالية اليهودية في فيهرينغ ولتاريخ فيينا.
يعتبر معبد فيهرينغ رمزًا للعنف والاضطهاد الذي تعرض له اليهود خلال الحقبة النازية. إنه تذكير بأهمية مكافحة التعصب والتمييز، وتعزيز التسامح والاحترام. يجب أن نتذكر دائمًا تاريخ معبد فيهرينغ، وأن نتعلم من أخطاء الماضي.
دروس مستفادة
إن قصة معبد فيهرينغ تقدم لنا دروسًا قيمة حول أهمية التسامح والتعايش السلمي. يجب علينا أن نتعلم من التاريخ وأن نكون يقظين ضد أي شكل من أشكال التعصب والتمييز. إن حماية حقوق الإنسان والدفاع عن كرامة كل فرد هي مسؤولية مشتركة.
إن تدمير معبد فيهرينغ يذكرنا أيضًا بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي. يجب علينا أن نحمي الأماكن الدينية والمعالم التاريخية، وأن نضمن أن الأجيال القادمة ستتمكن من التعلم من الماضي.
إحياء الذكرى
من المهم إحياء ذكرى معبد فيهرينغ والجالية اليهودية في فيهرينغ. يمكننا القيام بذلك من خلال زيارة النصب التذكاري، وقراءة الكتب والمقالات حول تاريخ المعبد، والمشاركة في فعاليات ومبادرات تهدف إلى تعزيز التسامح والتفاهم.
إن إحياء ذكرى معبد فيهرينغ هو وسيلة لتكريم ذكرى الضحايا، والتأكد من أن مثل هذه المآسي لن تتكرر أبدًا.
خاتمة
كان معبد فيهرينغ كنيسًا تاريخيًا في فيينا تم تدميره خلال ليلة البلور عام 1938. كان المعبد مركزًا دينيًا واجتماعيًا للجالية اليهودية في فيهرينغ، وكان تحفة فنية معمارية. يمثل تدمير المعبد خسارة فادحة للتراث الثقافي والتاريخي لفيينا، وهو تذكير بأهمية مكافحة التعصب والتمييز.