مقدمة
DEV Arahura كانت عبارة قطارات تعمل بنظام الدحرجة (Roll-on/Roll-off)، خدمت في خدمة Interislander بين ويلينغتون وبيكتون في نيوزيلندا. لعبت دورًا هامًا في ربط الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا، ونقل الركاب والمركبات والبضائع على مدار سنوات خدمتها.
تاريخ العبارة
تم بناء عبارة أراهورا في حوض بناء السفن Ålborg Værft في الدنمارك، وتم إطلاقها في عام 1983. دخلت الخدمة في نيوزيلندا في نفس العام، لتنضم إلى أسطول Interislander. كان تصميمها يسمح بنقل القطارات والمركبات الأخرى بسهولة وكفاءة، مما جعلها جزءًا حيويًا من البنية التحتية للنقل في البلاد.
اسم “Arahura” مشتق من نهر أراهورا، وهو نهر يقع على الساحل الغربي للجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا. يُعرف النهر بأهميته الثقافية لشعب الماوري، حيث كان مصدرًا هامًا لحجر “بونامو” (حجر اليشم).
المواصفات الفنية
تميزت عبارة أراهورا بمواصفات فنية جعلتها مناسبة تمامًا للعمل في مياه مضيق كوك الصعبة. بعض هذه المواصفات تشمل:
- الطول: حوالي 148 مترًا.
- العرض: حوالي 20 مترًا.
- الوزن الإجمالي: حوالي 13,700 طن.
- السعة: يمكنها حمل حوالي 940 راكبًا وعدد كبير من المركبات والقطارات.
- السرعة: كانت سرعتها التشغيلية حوالي 18 عقدة.
الخدمة والعمليات
قامت عبارة أراهورا برحلات منتظمة بين ويلينغتون وبيكتون، وهي المدينتان الواقعتان على طرفي مضيق كوك. كانت الرحلة تستغرق حوالي ثلاث ساعات ونصف، وكانت العبارة تعمل في جميع الأحوال الجوية تقريبًا، مما يضمن استمرار خدمة النقل بين الجزيرتين.
خلال سنوات خدمتها، لعبت العبارة دورًا حاسمًا في نقل البضائع والركاب. كانت وسيلة نقل شائعة للسياح والمسافرين من رجال الأعمال على حد سواء، كما أنها كانت ضرورية لنقل البضائع بين الجزيرتين، بما في ذلك المنتجات الزراعية والسلع المصنعة.
الحوادث والمشكلات
مثل أي سفينة أخرى، واجهت عبارة أراهورا بعض الحوادث والمشكلات خلال سنوات خدمتها. بعض هذه الحوادث كانت طفيفة، مثل التأخير بسبب الأحوال الجوية السيئة، بينما كانت حوادث أخرى أكثر خطورة، مثل الأعطال الميكانيكية.
في إحدى الحالات، تعرضت العبارة لعطل في المحرك أثناء عبورها مضيق كوك، مما استدعى تدخل سفن القطر. على الرغم من هذه الحوادث، حافظت العبارة على سجل سلامة جيد بشكل عام، وذلك بفضل الصيانة الدورية والتدريب الجيد للطاقم.
التقاعد والاستبدال
بعد سنوات عديدة من الخدمة، تقاعدت عبارة أراهورا في عام 2015. تم استبدالها بعبارة جديدة وأكثر حداثة، وهي عبارة “Kaiarahi”. تم بيع عبارة أراهورا للخردة وتم تفكيكها لاحقًا.
على الرغم من تقاعدها، لا تزال عبارة أراهورا تُذكر باعتزاز من قبل الكثيرين في نيوزيلندا. لقد كانت جزءًا هامًا من تاريخ النقل في البلاد، ولعبت دورًا حيويًا في ربط الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية.
الأثر الثقافي والاجتماعي
تركت عبارة أراهورا بصمة واضحة في الذاكرة الجماعية النيوزيلندية. بالنسبة للكثيرين، كانت تمثل رمزًا للاتصال والوحدة بين الجزيرتين. لطالما ارتبطت الرحلة على متنها بذكريات السفر والاستكشاف، حيث كانت نافذة تطل على المناظر الطبيعية الخلابة لمضيق كوك.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت العبارة في تعزيز التبادل الثقافي والاجتماعي بين سكان الجزيرتين. كانت بمثابة نقطة التقاء للمسافرين من مختلف الخلفيات، مما أتاح لهم فرصة التعرف على بعضهم البعض وتبادل الأفكار والخبرات.
العبارات الأخرى في خدمة Interislander
خدمة Interislander هي خدمة عبارات تربط بين ويلينغتون وبيكتون، وتشغلها شركة KiwiRail. بالإضافة إلى عبارة أراهورا التي تقاعدت، تشمل العبارات الأخرى التي تعمل في هذه الخدمة:
- Kaiarahi: وهي عبارة حديثة تعمل بنظام الدحرجة (Roll-on/Roll-off) دخلت الخدمة لتحل محل عبارة أراهورا.
- Kaitaki: وهي عبارة كبيرة أخرى تعمل في خدمة Interislander، وتستطيع حمل عدد كبير من الركاب والمركبات.
- Aratere: وهي عبارة أخرى تعمل بنظام الدحرجة (Roll-on/Roll-off)، وتستخدم لنقل الركاب والمركبات والبضائع.
مستقبل خدمة Interislander
تستمر خدمة Interislander في التطور لتلبية احتياجات النقل المتغيرة في نيوزيلندا. هناك خطط لاستبدال العبارات القديمة بعبارات جديدة وأكثر حداثة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للموانئ والمحطات.
يهدف هذه التحسينات إلى جعل خدمة Interislander أكثر كفاءة وموثوقية، وضمان استمرارها في لعب دور حيوي في ربط الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية في نيوزيلندا.
صور وذكريات
لا تزال صور عبارة أراهورا تظهر في العديد من المنشورات والمواقع الإلكترونية التي تتناول تاريخ النقل في نيوزيلندا. يحتفظ الكثير من الأشخاص بذكريات طيبة عن الرحلات التي قاموا بها على متنها، ويتذكرونها كجزء مهم من تاريخ البلاد.
خاتمة
كانت DEV Arahura عبارة قطارات مهمة خدمت نيوزيلندا لسنوات عديدة. لعبت دورًا حيويًا في ربط الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية، ونقل الركاب والمركبات والبضائع. على الرغم من تقاعدها، لا تزال تُذكر باعتزاز من قبل الكثيرين في نيوزيلندا، وستبقى جزءًا مهمًا من تاريخ النقل في البلاد.