تاريخ الأبرشية
تعود جذور الكاثوليكية في منطقة كليفلاند إلى أوائل القرن التاسع عشر، عندما بدأ المستوطنون الكاثوليك في الوصول إلى المنطقة. في عام 1820، تم بناء أول كنيسة كاثوليكية في كليفلاند، وهي كنيسة القديس أنتوني بادوا. في السنوات اللاحقة، تم بناء المزيد من الكنائس والمدارس الكاثوليكية في جميع أنحاء المنطقة.
مع تزايد عدد الكاثوليك في شمال شرق أوهايو، شعر قادة الكنيسة بالحاجة إلى إنشاء أبرشية جديدة. في 23 أبريل 1847، أصدر البابا بيوس التاسع مرسومًا بإنشاء أبرشية كليفلاند. تم اختيار الأسقف أماديوس راب كمطران أول للأبرشية.
واجهت الأبرشية العديد من التحديات في سنواتها الأولى، بما في ذلك نقص الكهنة والمال، والتمييز ضد الكاثوليك. ومع ذلك، استمرت الأبرشية في النمو والازدهار. تم بناء العديد من الكنائس والمدارس والمستشفيات الكاثوليكية في جميع أنحاء الأبرشية. لعبت الأبرشية أيضًا دورًا مهمًا في خدمة المجتمع المحلي.
على مر السنين، خدمت الأبرشية تحت قيادة العديد من المطارنة الموقرين. لعب كل منهم دورًا حيويًا في تشكيل الأبرشية وتوسيع نطاق وصولها. يشمل هؤلاء القادة:
- أماديوس راب (1847-1855): أول أسقف لأبرشية كليفلاند، قام بتأسيس العديد من الكنائس والمدارس.
- ريتشارد جيلاردس (1866-1889): قام بتشجيع التعليم الكاثوليكي وتعزيز المؤسسات الخيرية.
- إيغناتيوس هورتسمان (1892-1908): ركز على خدمة المهاجرين الجدد إلى المنطقة.
- جون فارلي (1909-1921): أشرف على نمو كبير في عدد الرعايا والمدارس الكاثوليكية.
- جوزيف شريمبس (1921-1939): اهتم بالعدالة الاجتماعية وقضايا العمال.
- إدوارد هوبان (1942-1966): واجه تحديات الحرب العالمية الثانية وشارك في إعادة بناء الكنائس.
- كلارنس إيسنمان (1966-1974): نفذ إصلاحات المجمع الفاتيكاني الثاني.
- جيمس ليكوميسكي (1974-1992): ركز على تعزيز الوحدة والتفاهم بين مختلف المجموعات العرقية.
- أنتوني بيلوسكي (1994-2006): اهتم بالتعليم الديني وتنشئة الشباب.
- ريتشارد لينينغ (2006-2016): دعا إلى المصالحة والشفاء بعد فضيحة الاعتداء الجنسي.
- نيلسون بيريز (2017-2020): أول أسقف من أصل لاتيني لأبرشية كليفلاند.
- إدوارد مالفي (2020-حتى الآن): يسعى إلى تجديد الإيمان وتعزيز الخدمة الاجتماعية.
التركيبة السكانية
تضم أبرشية كليفلاند حاليًا ما يقدر بنحو 672000 كاثوليكي، موزعين على 185 أبرشية. يشكل الكاثوليك مجموعة متنوعة من الناحية العرقية والإثنية، بما في ذلك الأمريكيون من أصل أفريقي والإيطاليون والأيرلنديون والألمان والبولنديون والسلوفاكيون واللاتينيون وغيرهم. تعكس هذه التركيبة السكانية المتنوعة تاريخ الهجرة إلى شمال شرق أوهايو.
تلعب الأبرشية دورًا حيويًا في حياة العديد من الكاثوليك في شمال شرق أوهايو. تقدم الأبرشية مجموعة واسعة من الخدمات الدينية والتعليمية والاجتماعية. تشمل هذه الخدمات:
- القداس الإلهي والأسرار المقدسة: تقدم الكنائس في جميع أنحاء الأبرشية القداس الإلهي والأسرار المقدسة الأخرى.
- التعليم الكاثوليكي: تدير الأبرشية أكثر من 70 مدرسة ابتدائية وثانوية كاثوليكية.
- الخدمات الاجتماعية: تقدم الأبرشية مجموعة واسعة من الخدمات الاجتماعية، بما في ذلك الملاجئ ودور الطعام ومراكز المشورة.
- التوعية والتبشير: تشارك الأبرشية في العديد من أنشطة التوعية والتبشير، بهدف نشر رسالة الإنجيل.
- تنمية القيادة: توفر الأبرشية برامج لتنمية القيادة للشباب والكبار، بهدف إعداد قادة المستقبل للكنيسة والمجتمع.
المؤسسات التابعة للأبرشية
بالإضافة إلى الكنائس والمدارس، تدير أبرشية كليفلاند العديد من المؤسسات الأخرى، بما في ذلك:
- مستشفيات سانت فنسنت الخيرية: شبكة من المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية التي تقدم خدمات طبية عالية الجودة للمرضى بغض النظر عن خلفياتهم.
- دار نشر صحيفة الكون: تنشر صحيفة أسبوعية تقدم تغطية إخبارية وتحليلات للشؤون الدينية والمجتمعية.
- مقبرة الكاثوليكية: تدير العديد من المقابر في جميع أنحاء الأبرشية، وتوفر أماكن دفن محترمة لأفراد المجتمع الكاثوليكي.
- مؤسسة أبرشية كليفلاند: تدعم مالياً العديد من البرامج والخدمات التي تقدمها الأبرشية.
التحديات الحالية والمستقبلية
تواجه أبرشية كليفلاند، مثل العديد من الأبرشيات الكاثوليكية الأخرى في الولايات المتحدة، عددًا من التحديات في العصر الحديث. تشمل هذه التحديات:
- نقص الكهنة: هناك نقص متزايد في عدد الكهنة في الأبرشية، مما يجعل من الصعب على جميع الرعايا الحصول على الخدمات الروحية التي يحتاجونها.
- انخفاض عدد المصلين: يشهد عدد المصلين في الكنائس انخفاضًا في السنوات الأخيرة، مما يؤثر على الموارد المالية للأبرشية.
- قضية الاعتداء الجنسي: عانت الأبرشية من فضيحة الاعتداء الجنسي، مما أدى إلى فقدان الثقة في قادة الكنيسة.
- التغيرات الديموغرافية: يتغير التركيبة السكانية للأبرشية، مما يتطلب من الكنيسة التكيف مع احتياجات المجتمعات الجديدة.
على الرغم من هذه التحديات، لا تزال أبرشية كليفلاند ملتزمة بخدمة الكاثوليك في شمال شرق أوهايو. تعمل الأبرشية على إيجاد حلول لهذه التحديات، وتتطلع إلى مستقبل مشرق.
تسعى الأبرشية باستمرار إلى تجديد الإيمان وتعزيز المشاركة الرعوية من خلال مبادرات مختلفة. تشمل هذه المبادرات:
- برامج تجديد الإيمان: تهدف إلى إحياء الإيمان الكاثوليكي بين الأفراد والعائلات.
- تطوير القيادة الرعوية: تهدف إلى تدريب وتمكين القادة العلمانيين والمتطوعين للعب دور أكثر نشاطًا في حياة الرعية.
- التوعية بالشباب: تهدف إلى جذب الشباب وإشراكهم في الكنيسة.
- التواصل مع الجاليات المتنوعة: تسعى إلى بناء علاقات مع مختلف المجموعات العرقية والإثنية داخل الأبرشية.
تلتزم أبرشية كليفلاند أيضًا بتعزيز العدالة الاجتماعية وخدمة المحتاجين. تشارك الأبرشية في العديد من المبادرات التي تهدف إلى معالجة قضايا الفقر والظلم وعدم المساواة. تشمل هذه المبادرات:
- دعم الخدمات الاجتماعية: توفير الدعم المالي واللوجستي للمنظمات التي تقدم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين.
- الدعوة إلى العدالة الاجتماعية: الدعوة إلى سياسات تعزز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
- تعزيز التعليم الكاثوليكي: ضمان حصول جميع الأطفال على فرصة لتلقي تعليم كاثوليكي جيد.
- دعم التنمية الاقتصادية: دعم المشاريع التي تخلق فرص عمل وتحسن الظروف الاقتصادية في المجتمعات المحرومة.
خاتمة
تعتبر أبرشية كليفلاند الكاثوليكية الرومانية مؤسسة دينية مهمة في شمال شرق ولاية أوهايو. على مر السنين، لعبت الأبرشية دورًا حيويًا في حياة العديد من الكاثوليك في المنطقة، حيث قدمت لهم الخدمات الروحية والتعليمية والاجتماعية. على الرغم من التحديات التي تواجهها الأبرشية في العصر الحديث، إلا أنها لا تزال ملتزمة بخدمة الكاثوليك وتعزيز العدالة الاجتماعية. من خلال مبادرات تجديد الإيمان، والمشاركة الرعوية، والالتزام بالخدمة الاجتماعية، تسعى الأبرشية إلى مواصلة مهمتها في جلب رسالة الإنجيل إلى العالم.