التصميم والتطوير
في عام 1978، سعى جوردون موراي، المصمم الرئيسي في برابهام، إلى إيجاد طرق جديدة لتحسين أداء سيارات الفورمولا واحد. كان الهدف هو زيادة القوة السفلية دون زيادة مقاومة الهواء (Drag)، وهو التحدي الذي يواجهه جميع مصممي سيارات السباق. استوحى موراي فكرة استخدام مروحة من سيارة Chaparral 2J التي ظهرت في سباقات Can-Am في الستينيات. كانت فكرة المروحة هي سحب الهواء من أسفل السيارة، مما يخلق فراغًا جزئيًا ويولد قوة سفلية أكبر.
تميز تصميم BT46 بعدة جوانب رئيسية:
- تصميم هيكل السيارة: تم تصميم هيكل السيارة ليكون خفيف الوزن وصلبًا قدر الإمكان. استخدم موراي مواد متطورة في ذلك الوقت، مثل الألومنيوم وألياف الكربون، لتحقيق هذا الهدف.
- نظام التعليق: تم تصميم نظام التعليق لتوفير أقصى قدر من التماسك والتحكم. استخدم موراي نظام تعليق مستقل على جميع العجلات الأربع.
- المحرك: كانت السيارة تعمل بمحرك ألفا روميو بقوة 12 أسطوانة. كان هذا المحرك قويًا ولكنه كان أيضًا ثقيلًا نسبيًا.
- نظام المروحة: كانت الميزة الأكثر تميزًا في BT46 هي نظام المروحة. تم تركيب مروحة كبيرة في الجزء الخلفي من السيارة، وكانت تعمل بمحرك منفصل. كانت المروحة تسحب الهواء من أسفل السيارة وتدفعه للخارج، مما يخلق قوة سفلية كبيرة.
الجدل حول المروحة
أثار نظام المروحة جدلاً واسعًا منذ اللحظة التي ظهرت فيها سيارة BT46 في حلبة السباق. اعترضت الفرق المنافسة على نظام المروحة، بحجة أنه ينتهك قوانين الفورمولا واحد. زعموا أن المروحة كانت بمثابة جهاز “شفط” نشط، وهو أمر محظور بموجب القواعد.
جادل فريق برابهام بأن المروحة كانت ببساطة وسيلة لتبريد المحرك، وأنها لم تكن مصممة لإنتاج قوة سفلية. ومع ذلك، كان من الواضح أن المروحة كانت فعالة جدًا في زيادة القوة السفلية، وأنها منحت فريق برابهام ميزة كبيرة على منافسيهم.
في سباق الجائزة الكبرى السويدي عام 1978، حقق نيكي لاودا فوزًا ساحقًا بسيارة BT46B (نسخة المروحة). تفوق لاودا بسهولة على بقية المتسابقين، مما أثار المزيد من الجدل حول نظام المروحة. بعد السباق، قرر الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) حظر استخدام BT46B في السباقات المستقبلية.
تأثير BT46 على الفورمولا واحد
على الرغم من فترة قصيرة في السباقات، كان لسيارة Brabham BT46 تأثير كبير على الفورمولا واحد. أثبتت السيارة أن القوة السفلية يمكن أن تكون سلاحًا قويًا، وأن التقنيات المبتكرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في الأداء. دفعت BT46 الفرق الأخرى إلى البحث عن طرق جديدة لزيادة القوة السفلية، مما أدى إلى تطوير تقنيات جديدة مثل الأجنحة الأمامية والخلفية.
كما سلطت BT46 الضوء على أهمية القواعد واللوائح في الفورمولا واحد. أظهرت السيارة أن الفرق يمكن أن تجد طرقًا للتحايل على القواعد، وأن الاتحاد الدولي للسيارات يجب أن يكون يقظًا في فرض القواعد.
النتائج في السباقات
شاركت سيارة Brabham BT46 في عدد قليل من السباقات في عام 1978. وكانت النتائج كالتالي:
- جائزة جنوب أفريقيا الكبرى: نيكي لاودا – المركز الثالث.
- جائزة الولايات المتحدة الكبرى الغربية: نيكي لاودا – انسحاب بسبب مشاكل في المحرك.
- جائزة موناكو الكبرى: جون واتسون – انسحاب بسبب حادث.
- جائزة بلجيكا الكبرى: نيكي لاودا – المركز الثاني.
- جائزة إسبانيا الكبرى: نيكي لاودا – انسحاب بسبب مشاكل في المحرك.
- جائزة السويد الكبرى: نيكي لاودا – المركز الأول (BT46B).
إرث سيارة Brabham BT46
تظل Brabham BT46 سيارة مميزة ومثيرة للجدل في تاريخ الفورمولا واحد. على الرغم من أنها شاركت في عدد قليل من السباقات فقط، إلا أنها تركت بصمة دائمة على الرياضة. تُذكر السيارة بتصميمها المبتكر ونظام المروحة المثير للجدل وفوزها الوحيد في جائزة السويد الكبرى. تعتبر BT46 مثالًا على كيف يمكن للتفكير الإبداعي أن يدفع حدود ما هو ممكن في الفورمولا واحد.
خاتمة
تعتبر Brabham BT46 قصة نجاح وفشل في آن واحد. نجاح من حيث الابتكار الهندسي وتحقيق الفوز، وفشل بسبب الجدل الذي أثارته وحظر استخدامها لاحقًا. تبقى هذه السيارة علامة فارقة في تاريخ سباقات الفورمولا واحد، تجسد روح الابتكار والتنافس الشديد الذي يميز هذه الرياضة.