حياتها المبكرة وزواجها من همفري
لا يُعرف الكثير عن حياة إليانور كوبهام المبكرة. يُعتقد أنها ولدت حوالي عام 1400، وتنتمي إلى عائلة متواضعة نسبيًا. قبل أن تصبح شخصية بارزة في البلاط الملكي، كانت تعمل في خدمة جاكلين، كونتيسة هينو، التي كانت متزوجة لفترة وجيزة من دوق غلوستر.
في عام 1428، أصبحت إليانور عشيقة لهمفري، دوق غلوستر، الشقيق الأصغر للملك هنري الخامس والوصي على العرش أثناء صغر سن الملك هنري السادس. كان همفري رجلًا مثقفًا ومحبًا للفنون، وكان شخصية مؤثرة في السياسة الإنجليزية. أنجبت إليانور لهمفري طفلين غير شرعيين.
تزوج همفري وإليانور في عام 1431، بعد أن حصل همفري على فسخ زواجه من جاكلين. أثار هذا الزواج فضيحة كبيرة، حيث كان همفري وريثًا محتملاً للعرش، وكان زواجه من امرأة من عامة الشعب يعتبر غير لائق.
دورها في البلاط الملكي
بعد زواجها من همفري، أصبحت إليانور دوقة غلوستر، ولعبت دورًا بارزًا في البلاط الملكي. اشتهرت بجمالها وذكائها وطموحها، وسرعان ما جمعت حولها دائرة من المؤيدين. ومع ذلك، كان لديها أيضًا العديد من الأعداء، الذين رأوا فيها تهديدًا لمصالحهم.
كانت إليانور مهتمة بالسياسة، وحاولت التأثير على قرارات زوجها. دعمت قضايا مختلفة، بما في ذلك التعليم والفنون. كما كانت معروفة بكرمها، وكانت تقدم الدعم المالي للمحتاجين.
كانت إليانور أيضًا متورطة في عدد من المؤامرات السياسية. اتُهمت بمحاولة استخدام السحر للتأثير على الملك هنري السادس، الذي كان يعتبر ضعيفًا وغير مستقر عقليًا. كانت هذه الاتهامات جزءًا من صراع أوسع على السلطة بين الفصائل المختلفة في البلاط الملكي.
محاكمتها وسقوطها
في عام 1441، تم القبض على إليانور كوبهام بتهمة ممارسة السحر والشعوذة. اتُهمت بالتآمر مع السحرة والمنجمين للإضرار بالملك هنري السادس وتمكّين زوجها من اعتلاء العرش. كانت هذه الاتهامات ذات دوافع سياسية إلى حد كبير، وكان الهدف منها تقويض نفوذ همفري، دوق غلوستر.
عُقدت محاكمة إليانور في لندن، وكانت حدثًا عامًا كبيرًا. تم استجوابها من قبل عدد من الأساقفة والنبلاء، وتم تقديم أدلة ضدها. اعترفت إليانور ببعض التهم الموجهة إليها، بما في ذلك استشارة السحرة والمنجمين، لكنها نفت أنها كانت تنوي إيذاء الملك.
أُدينت إليانور بتهمة الشعوذة وحكم عليها بالسجن المؤبد. تم إجبارها على القيام بتوبة علنية في شوارع لندن، حيث سارت حافية القدمين وهي تحمل شمعة مشتعلة. تم حرمانها من لقبها وممتلكاتها، وتم سجنها في قلعة تشيشولم.
أثرت محاكمة إليانور وسقوطها بشكل كبير على همفري، دوق غلوستر. فقد نفوذه السياسي، وتوفي بعد فترة وجيزة في عام 1447. كان يُعتقد على نطاق واسع أن وفاته كانت نتيجة صدمة محاكمة زوجته وإدانتها.
سنواتها الأخيرة ووفاتها
قضت إليانور كوبهام السنوات الأخيرة من حياتها في السجن. تم نقلها إلى سجون مختلفة، بما في ذلك قلعة كينيلورث وقصر وودستوك. توفيت في 7 يوليو 1452، في قلعة بيمبروكشاير.
كانت الظروف المحيطة بوفاتها غامضة، وانتشرت شائعات عن أنها قُتلت. ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع يدعم هذه الشائعات.
إرثها
تعتبر إليانور كوبهام شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الإنجليزي. كانت امرأة طموحة وذكية لعبت دورًا بارزًا في السياسة في القرن الخامس عشر. ومع ذلك، كانت أيضًا متورطة في عدد من المؤامرات السياسية، وأدت محاكمتها وإدانتها إلى سقوطها.
تظل إليانور شخصية رائعة، وقد ظهرت في العديد من الأعمال الأدبية والفنية. قصتها هي تذكير بقوة السياسة في العصور الوسطى وأخطار الطموح المفرط.
شخصيتها وصفاتها
- الطموح: كانت إليانور كوبهام امرأة طموحة للغاية وسعت إلى السلطة والنفوذ.
- الذكاء: كانت تتمتع بذكاء حاد وقدرة على فهم الأمور السياسية المعقدة.
- السحر: بغض النظر عن صحة التهم الموجهة إليها، فقد ارتبط اسمها بالسحر والشعوذة، مما أضفى على شخصيتها غموضًا.
- الجمال: كانت معروفة بجمالها، الذي استخدمته لتعزيز مكانتها في البلاط.
- الكرم: يُقال إنها كانت كريمة في تعاملها مع المحتاجين، مما أكسبها شعبية بين عامة الناس.
تأثيرها على الأحداث التاريخية
- إضعاف نفوذ دوق غلوستر: ساهمت محاكمتها وإدانتها في إضعاف نفوذ زوجها، همفري، دوق غلوستر، مما أثر على ميزان القوى في البلاط الملكي.
- تأجيج الصراعات السياسية: كانت قضيتها جزءًا من صراع أوسع على السلطة بين الفصائل المختلفة في البلاط، مما زاد من حدة التوترات السياسية.
- تصوير السحر كأداة سياسية: سلطت قضيتها الضوء على استخدام تهم السحر كأداة سياسية للتخلص من الخصوم وتقويض نفوذهم.
خاتمة
إليانور كوبهام، دوقة غلوستر، شخصية تاريخية معقدة ومثيرة للجدل. كانت امرأة طموحة وذكية سعت إلى السلطة والنفوذ، لكنها سقطت ضحية للمؤامرات السياسية في عصرها. تظل قصتها تذكيرًا بقوة السياسة وأخطار الطموح المفرط، وهي جزء مهم من تاريخ إنجلترا في القرن الخامس عشر.