فيكتور أن (Viktor An)

نشأته وبداياته

ولد آهن هيون سو في سيول، كوريا الجنوبية، وبدأ التزلج في سن الخامسة بعد أن شجعه والده. سرعان ما أظهر موهبة استثنائية، وانضم إلى المنتخب الوطني الكوري الجنوبي للتزلج السريع على المسار القصير في سن السابعة عشرة. في سنواته الأولى، واجه منافسة شرسة من زملائه الكوريين، لكنه سرعان ما أثبت نفسه كواحد من أفضل المتزلجين في العالم.

مسيرته المهنية في كوريا الجنوبية

بدأ نجم آهن هيون سو في السطوع في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. فاز ببطولة العالم للشباب في عام 2002، ثم بدأ في حصد الميداليات في بطولات الكبار. في عام 2003، فاز ببطولة العالم للتزلج السريع على المسار القصير كأصغر فائز على الإطلاق. استمر في الهيمنة على هذه الرياضة لسنوات، وفاز بالعديد من الألقاب العالمية الأخرى.

كانت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2006 في تورينو، إيطاليا، بمثابة نقطة تحول في مسيرة آهن هيون سو. فاز بثلاث ميداليات ذهبية (1000 متر، 1500 متر، والتتابع) وميدالية برونزية (500 متر)، ليصبح أول متزلج في التاريخ يفوز بثلاثة ألقاب فردية في دورة أولمبية واحدة. أثبت بذلك تفوقه المطلق في هذه الرياضة.

على الرغم من نجاحه الباهر، واجه آهن هيون سو صعوبات في كوريا الجنوبية. تعرض للإصابات، وواجه خلافات مع الاتحاد الكوري للتزلج، وشعر بأنه لا يحظى بالدعم الكافي. بسبب هذه المشاكل، قرر البحث عن فرصة جديدة في مكان آخر.

الانتقال إلى روسيا

في عام 2011، اتخذ آهن هيون سو قرارًا مفاجئًا بالانتقال إلى روسيا والحصول على الجنسية الروسية. كان الدافع وراء هذا القرار هو رغبته في الاستمرار في المنافسة على أعلى مستوى، والحصول على الدعم الذي يحتاجه لتحقيق ذلك. تم استقباله بحفاوة في روسيا، وتم توفير له جميع الإمكانيات اللازمة للتدريب والتأهيل.

بعد حصوله على الجنسية الروسية، غير اسمه إلى فيكتور أن، تكريماً لذكرى المغني الكوري الجنوبي الراحل فيكتور تشوي، الذي كان يحظى بإعجاب كبير في روسيا.

مسيرته المهنية في روسيا

مثّل فيكتور أن روسيا لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 في سوتشي، روسيا. كانت هذه الدورة بمثابة عودة مظفرة له، حيث فاز بثلاث ميداليات ذهبية (500 متر، 1000 متر، والتتابع) وميدالية برونزية (1500 متر). أصبح بذلك أنجح رياضي في تاريخ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014، وأحد أبرز الرياضيين في تاريخ روسيا.

واصل فيكتور أن المنافسة بنجاح مع المنتخب الروسي، وفاز بالعديد من الميداليات في بطولات العالم وكأس العالم. ومع ذلك، واجه صعوبات جديدة بسبب فضيحة المنشطات الروسية، التي أدت إلى حظر العديد من الرياضيين الروس من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 في بيونغ تشانغ، كوريا الجنوبية. على الرغم من أنه لم يكن متورطًا بشكل مباشر في الفضيحة، إلا أنه تم منعه من المشاركة في الألعاب الأولمبية.

بعد استبعاده من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018، واصل فيكتور أن التدريب والمنافسة، لكنه لم يتمكن من استعادة مستواه السابق. أعلن اعتزاله التزلج التنافسي في عام 2020.

الإنجازات والأرقام القياسية

  • أكثر المتزلجين تتويجاً في تاريخ الألعاب الأولمبية الشتوية (8 ميداليات).
  • أكثر المتزلجين تتويجاً في بطولة العالم للتزلج السريع على المسار القصير (20 ميدالية ذهبية).
  • أول متزلج يفوز بثلاثة ألقاب فردية في دورة ألعاب أولمبية شتوية واحدة (تورينو 2006).

حياته الشخصية

تزوج فيكتور أن من وو ناري، وهي معجبة سابقة به، في عام 2014. لديهما طفل واحد.

العودة إلى التدريب

بعد اعتزاله التزلج التنافسي، عاد فيكتور أن إلى كوريا الجنوبية، وعمل كمدرب للمنتخب الكوري الجنوبي للتزلج السريع على المسار القصير. في عام 2022، استقال من منصبه وعاد إلى روسيا، حيث يعمل حاليًا كمدرب.

الجدل والمواقف

أثار انتقال آهن هيون سو إلى روسيا جدلاً واسعاً في كوريا الجنوبية. اعتبره البعض خائناً لوطنه، بينما تفهم البعض الآخر قراره بالبحث عن فرصة جديدة. دافع آهن هيون سو عن قراره، وأكد أنه فعل ذلك من أجل الاستمرار في ممارسة الرياضة التي يحبها.

على الرغم من الجدل، يحظى فيكتور أن بتقدير كبير في كل من كوريا الجنوبية وروسيا. يعتبره الكثيرون رمزاً للرياضة، ومثالاً على الإصرار والمثابرة.

تأثيره على رياضة التزلج السريع

ترك فيكتور أن بصمة لا تمحى على رياضة التزلج السريع على المسار القصير. أسلوبه المبتكر وتقنياته المتطورة ألهمت جيلاً كاملاً من المتزلجين. كما ساهم في زيادة شعبية هذه الرياضة في جميع أنحاء العالم.

الجوائز والتكريمات

  • جائزة أفضل رياضي روسي (2014).
  • وسام الاستحقاق من الدرجة الرابعة (روسيا).
  • العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى.

خاتمة

فيكتور أن هو رياضي استثنائي، حقق إنجازات عظيمة في رياضة التزلج السريع على المسار القصير. على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهها، تمكن من تحقيق النجاح على أعلى مستوى. يعتبره الكثيرون أحد أعظم المتزلجين في كل العصور، ورمزاً للإصرار والمثابرة.

المراجع