الأصول والتأسيس
تعود أصول عائلة فيتزمارتن إلى نورماندي في فرنسا، حيث شاركت في الغزو النورماندي لإنجلترا عام 1066 بقيادة ويليام الفاتح. بعد الغزو، مُنحت العائلة أراضٍ في إنجلترا وويلز كمكافأة لولائها وخدماتها. استقرت العائلة بشكل أساسي في مقاطعات مختلفة، وأصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهذه المناطق.
الجد المؤسس للعائلة في إنجلترا هو مارتن دي تورون، الذي ورد ذكره في كتاب يوم القيامة (Domesday Book) عام 1086. حصل مارتن على أراضٍ واسعة في ديفون، كورنوال، ودورست. يُعتقد أن لقب “فيتزمارتن” (FitzMartin) يعني “ابن مارتن”، وهو لقب شائع في العائلات النورماندية للإشارة إلى النسب الأبوي.
الأجيال اللاحقة وتوسع النفوذ
على مر الأجيال، توسعت عائلة فيتزمارتن في نفوذها وسلطتها من خلال الزواج واكتساب المزيد من الأراضي. شغل أفراد العائلة مناصب مهمة في الحكومة والإدارة المحلية، وشاركوا في الحروب والصراعات التي شهدتها إنجلترا وويلز.
- أوليفر فيتزمارتن الأول: كان من أبرز أفراد العائلة في القرن الثاني عشر. شغل منصب شريف ديفون وأظهر ولاءً قويًا للملك.
- نيكولاس فيتزمارتن: لعب دورًا مهمًا في الحروب الويلزية في عهد الملك إدوارد الأول. حصل على أراضٍ إضافية في ويلز مكافأة لخدماته العسكرية.
- وليام فيتزمارتن: يعتبر آخر سلالة الذكور الباقين من عائلة فيتزمارتن. بعد وفاته بدون وريث ذكر، انتقلت ممتلكات العائلة عن طريق الزواج إلى عائلات أخرى.
الأراضي والممتلكات
امتلكت عائلة فيتزمارتن أراضٍ واسعة وممتلكات قيّمة في إنجلترا وويلز. شملت هذه الممتلكات قلاعًا وقصورًا وقرىً وأراضٍ زراعية. استخدمت العائلة هذه الممتلكات لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي.
من بين أبرز ممتلكات العائلة:
- قلعة دارتينجتون: تقع في ديفون، وكانت المقر الرئيسي للعائلة لعدة قرون.
- مانور كمبتون مارتن: تقع في سومرست، وكانت من بين الممتلكات الأولى التي حصلت عليها العائلة.
- أراضٍ في جنوب ويلز: حصل عليها نيكولاس فيتزمارتن بعد خدماته في الحروب الويلزية.
دور العائلة في السياسة والحرب
شاركت عائلة فيتزمارتن بنشاط في الأحداث السياسية والعسكرية في إنجلترا وويلز. دعم أفراد العائلة الملوك والأباطرة المتعاقبين، وخدموا في مناصب مهمة في الحكومة والإدارة المحلية. كما شاركوا في الحروب والصراعات التي شهدتها المنطقة، ودافعوا عن ممتلكاتهم ومصالحهم.
كان ولاء العائلة للملكية الإنجليزية واضحًا في مناسبات عديدة. على سبيل المثال، خلال عهد الملك جون، دعمت العائلة الملك ضد المتمردين البارونات. كما شارك أفراد العائلة في الحروب ضد ويلز واسكتلندا، وأظهروا شجاعة ومهارة في القتال.
الزواج والتحالفات
لعب الزواج دورًا مهمًا في تعزيز نفوذ عائلة فيتزمارتن وتوسيع ممتلكاتها. تزوج أفراد العائلة من بنات وأبناء العائلات النبيلة الأخرى، مما أدى إلى تحالفات قوية وتعزيز مكانة العائلة في المجتمع.
من بين أبرز الزيجات التي عقدها أفراد العائلة:
- زواج أوليفر فيتزمارتن الأول من ابنة أحد النبلاء البارزين في ديفون: أدى هذا الزواج إلى زيادة نفوذ العائلة في المنطقة.
- زواج نيكولاس فيتزمارتن من وريثة أحد اللوردات الويلزيين: أدى هذا الزواج إلى حصول العائلة على أراضٍ إضافية في ويلز.
تدهور العائلة وانقراضها
في القرن الرابع عشر، بدأت عائلة فيتزمارتن في التدهور. أدت عوامل مختلفة إلى هذا التدهور، بما في ذلك الحروب والأوبئة والمشاكل المالية. توفي وليام فيتزمارتن، آخر سلالة الذكور الباقين من العائلة، دون وريث ذكر، مما أدى إلى انقراض العائلة.
بعد وفاة وليام فيتزمارتن، انتقلت ممتلكات العائلة عن طريق الزواج إلى عائلات أخرى، مثل عائلة أودينجهام وعائلة هيستنجز. احتفظت هذه العائلات ببعض ممتلكات فيتزمارتن لعدة قرون، ولكن لم يعد لها نفس النفوذ والسلطة التي كانت تتمتع بها عائلة فيتزمارتن في الماضي.
الإرث والتأثير
على الرغم من انقراضها، تركت عائلة فيتزمارتن إرثًا دائمًا في إنجلترا وويلز. لا تزال العديد من القلاع والقصور التي بنتها العائلة قائمة حتى اليوم، وتشهد على ثروة وقوة العائلة. كما أن اسم العائلة لا يزال موجودًا في أسماء بعض الأماكن والمواقع في المناطق التي استقرت فيها العائلة.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت عائلة فيتزمارتن دورًا مهمًا في تطوير النظام الإداري والقانوني في إنجلترا وويلز. شغل أفراد العائلة مناصب مهمة في الحكومة والإدارة المحلية، وساهموا في تطوير القوانين واللوائح التي تحكم المجتمع.
خاتمة
كانت عائلة فيتزمارتن عائلة نورماندية قوية ومؤثرة استقرت في إنجلترا وويلز بين عامي 1085 و1342. لعبت العائلة دورًا مهمًا في التاريخ الإنجليزي والويلزي من خلال مشاركتها في الأحداث السياسية والعسكرية، وتأثيرها على الأراضي والعقارات. على الرغم من انقراضها، تركت العائلة إرثًا دائمًا في المنطقة، ولا تزال العديد من القلاع والقصور التي بنتها العائلة قائمة حتى اليوم.