فكرة الجولة وتصميمها
تعتبر “عشرون ألف فرسخ تحت الماء” من بين المعالم السياحية الأصلية التي افتتحت مع مملكة السحر في عام 1971، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المنتزه. الفكرة الأساسية للجولة هي نقل الزوار في رحلة استكشافية تحت الماء، حيث يختبرون المغامرات التي عاشها الكابتن نيمو وطاقمه على متن الغواصة “نوتيلوس”.
تم تصميم الجولة لتكون غامرة قدر الإمكان. حيث استقل الزوار غواصات صفراء كبيرة، صُممت لتبدو وكأنها غواصات حقيقية. كانت هذه الغواصات تسير على طول مسار مائي مُصمم خصيصًا، يعج بمجموعة متنوعة من الكائنات البحرية الاصطناعية والمؤثرات الخاصة التي تحاكي بيئة تحت الماء.
خلال الرحلة، كان الزوار يشاهدون مناظر طبيعية خلابة مثل الشعاب المرجانية المضيئة، والأسماك الغريبة، والأنقاض الغارقة، وحطام السفن. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مواجهات مثيرة مع وحوش بحرية ضخمة، بما في ذلك الأخطبوط العملاق الشهير الذي هاجم الغواصة.
تجربة الزوار
كانت تجربة الزوار تبدأ بالوقوف في طابور الانتظار، الذي صُمم ليبدو وكأنه قاعدة غواصات سرية. بمجرد الصعود إلى الغواصة، كان الزوار يجلسون بجوار نوافذ دائرية صغيرة، مما يوفر لهم رؤية واضحة للعالم تحت الماء. كانت هناك أيضًا مؤثرات صوتية تحاكي أصوات الغواصة وحركات الأمواج، مما يزيد من واقعية التجربة.
كان سرد القصة جزءًا أساسيًا من الجولة. حيث كان هناك راوٍ يصف المشاهد التي يراها الزوار، ويقدم معلومات حول الكائنات البحرية التي تصادفهم، ويضيف لمسة من التشويق والإثارة إلى الرحلة. كان هذا السرد يساعد الزوار على الانغماس في القصة والشعور وكأنهم جزء من مغامرات الكابتن نيمو.
على الرغم من أن المؤثرات الخاصة كانت بسيطة نسبيًا مقارنة بمعايير اليوم، إلا أنها كانت مبتكرة للغاية في ذلك الوقت. كانت الإضاءة الملونة، والحركة الميكانيكية للكائنات البحرية، والمؤثرات الصوتية تعمل معًا لخلق تجربة لا تُنسى للزوار من جميع الأعمار.
أسباب الإغلاق
على الرغم من شعبيتها الكبيرة، إلا أن “عشرون ألف فرسخ تحت الماء: رحلة الغواصة” أُغلقت في عام 1994. هناك عدة أسباب وراء هذا القرار، بما في ذلك:
- تكاليف التشغيل والصيانة: كانت الجولة مكلفة للغاية من حيث التشغيل والصيانة. كانت الغواصات تتطلب صيانة دورية، وكان المسار المائي يحتاج إلى تنظيف وإصلاح بشكل منتظم.
- القدرة الاستيعابية المحدودة: كانت الغواصات تتسع لعدد محدود من الركاب، مما يعني أن طوابير الانتظار كانت طويلة جدًا في أوقات الذروة. هذا الأمر كان يسبب إحباطًا للزوار، ويقلل من رضاهم عن التجربة.
- التغيرات في تفضيلات الزوار: مع مرور الوقت، بدأت تفضيلات الزوار تتغير. أصبح الزوار يبحثون عن تجارب أكثر إثارة وتفاعلية، وهو ما لم تكن الجولة قادرة على تقديمه.
- الحاجة إلى مساحة لمشاريع جديدة: كانت ديزني بحاجة إلى مساحة لتطوير معالم جذب سياحية جديدة وأكثر حداثة. تم استخدام المساحة التي كانت تشغلها الجولة لبناء منطقة “Pooh’s Playful Spot” ومنطقة “Seven Dwarfs Mine Train”.
تأثير الجولة وإرثها
على الرغم من إغلاقها، إلا أن “عشرون ألف فرسخ تحت الماء: رحلة الغواصة” تركت بصمة واضحة في تاريخ مملكة السحر. تعتبر الجولة من بين المعالم السياحية الأكثر حنينًا للماضي بالنسبة للعديد من زوار المنتزه، الذين يتذكرون تجربة استكشاف العالم تحت الماء بشوق وحنين.
كما ألهمت الجولة العديد من الفنانين والمصممين والمهندسين الذين عملوا في ديزني. حيث أظهرت كيف يمكن استخدام التكنولوجيا والإبداع لإنشاء تجارب غامرة ومثيرة للزوار. لا تزال الجولة تُذكر كنموذج للتصميم المبتكر والقصص الرائعة في عالم المتنزهات الترفيهية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الجولة في تعزيز الاهتمام بعلوم البحار وحماية البيئة البحرية. من خلال عرض جمال وتنوع الحياة البحرية، ألهمت الجولة الزوار لتقدير المحيطات والكائنات التي تعيش فيها، وتشجيعهم على اتخاذ خطوات لحمايتها.
بدائل وذكريات
بعد إغلاق “عشرون ألف فرسخ تحت الماء: رحلة الغواصة”، حاولت ديزني استبدالها بمعالم جذب سياحية أخرى مستوحاة من عالم البحار. ومع ذلك، لم تتمكن أي من هذه المعالم من تكرار نفس السحر والحنين الذي كانت تتمتع به الجولة الأصلية. لا تزال ذكريات هذه الجولة حية في قلوب العديد من الزوار، الذين يتذكرون بفخر اللحظات التي قضوها في استكشاف عالم الكابتن نيمو.
على الرغم من أن الجولة لم تعد موجودة، إلا أن تأثيرها لا يزال محسوسًا في مملكة السحر. لا يزال العديد من الزوار يبحثون عن آثار الجولة، مثل علامات الطريق القديمة أو التذكارات التي تحمل شعار الجولة. هذه الذكريات تذكرنا بأهمية الحفاظ على التاريخ والإرث الثقافي للمتنزهات الترفيهية.
معلومات إضافية
فيما يلي بعض المعلومات الإضافية حول “عشرون ألف فرسخ تحت الماء: رحلة الغواصة”:
- عدد الغواصات: كان هناك 8 غواصات صفراء تعمل في الجولة.
- مدة الرحلة: كانت الرحلة تستغرق حوالي 10 دقائق.
- عمق المسار المائي: كان المسار المائي يصل إلى عمق 15 قدمًا (4.5 متر).
- عدد الكائنات البحرية الاصطناعية: كان هناك أكثر من 200 كائن بحري اصطناعي في الجولة.
خاتمة
كانت “عشرون ألف فرسخ تحت الماء: رحلة الغواصة” معلمًا سياحيًا فريدًا ومميزًا في مملكة السحر في عالم والت ديزني. قدمت الجولة للزوار تجربة غامرة ومثيرة لاستكشاف عالم البحار، واستوحتهم لتقدير جمال وتنوع الحياة البحرية. على الرغم من إغلاقها، إلا أن الجولة تركت بصمة واضحة في تاريخ المنتزه، ولا تزال ذكرياتها حية في قلوب العديد من الزوار.