مقدمة
إيثالوبربيتال (Ethallobarbital)، والذي يُعرف أيضًا بالأسماء التجارية دورمين (Dormin)، ودوميكس (Dumex)، ودورميتيف (Dormitiv)، ودورفال (Dorval)، هو مركب كيميائي يُعرف أيضًا باسم إيثالي مالم (ethallymal) وحمض 5-أليل-5-إيثيل باربيتوريك (5-allyl-5-ethylbarbituric acid). ينتمي هذا المركب إلى فئة الباربيتورات، وهي مجموعة من الأدوية التي تعمل كمثبطات للجهاز العصبي المركزي. كانت تستخدم في الماضي على نطاق واسع كمهدئات ومنومات ومضادات للاختلاج، ولكن استخدامها تضاءل بشكل كبير بسبب ظهور بدائل أكثر أمانًا وفعالية.
التركيب الكيميائي والخصائص
إيثالوبربيتال هو مشتق من حمض الباربيتوريك، ويتميز بوجود مجموعتي أليل وإيثيل متصلتين بذرة الكربون رقم 5 في الحلقة الباربيتورية. هذا التركيب الكيميائي يمنحه خصائصه الدوائية المميزة. يتوفر إيثالوبربيتال على شكل مسحوق بلوري أبيض أو عديم اللون، وهو قليل الذوبان في الماء ولكنه يذوب في الكحول والإيثر.
آلية العمل الدوائية
يعمل إيثالوبربيتال عن طريق تعزيز عمل حمض جاما-أمينوبيوتيريك (GABA)، وهو ناقل عصبي مثبط رئيسي في الدماغ. يرتبط إيثالوبربيتال بمستقبلات GABAA، مما يزيد من مدة فتح قنوات الكلوريد. هذا التدفق المتزايد لأيونات الكلوريد يؤدي إلى فرط استقطاب الخلايا العصبية، مما يقلل من استثارتها ويؤدي إلى تأثيرات مهدئة ومنومة ومضادة للاختلاج.
الاستخدامات الطبية
تاريخيًا، استخدم إيثالوبربيتال لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك:
- الأرق: كان يستخدم كمنوم لمساعدة المرضى على النوم.
- القلق: كان يستخدم كمهدئ لتقليل القلق والتوتر.
- الصرع: كان يستخدم كمضاد للاختلاج للسيطرة على النوبات.
ومع ذلك، نظرًا لمخاطر الاعتماد والإدمان والجرعة الزائدة، فقد استُبدل إيثالوبربيتال بأدوية أكثر أمانًا مثل البنزوديازيبينات ومضادات الاكتئاب الحديثة ومضادات الاختلاج الأخرى.
الآثار الجانبية
يمكن أن يسبب إيثالوبربيتال مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك:
- النعاس والدوخة: هي من الآثار الجانبية الشائعة، خاصة في الجرعات العالية.
- فقدان التنسيق: يمكن أن يؤثر على التوازن والتنسيق الحركي.
- صعوبة التركيز: يمكن أن يؤثر على القدرة على التركيز والانتباه.
- الاكتئاب: قد يزيد من خطر الاكتئاب لدى بعض الأشخاص.
- التهيج: قد يسبب التهيج والعدوانية في بعض الحالات.
- الغثيان والقيء: يمكن أن يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- تفاعلات حساسية: قد تحدث تفاعلات حساسية نادرة ولكنها خطيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاستخدام المطول لإيثالوبربيتال إلى الاعتماد الجسدي والنفسي، مما يجعل من الصعب التوقف عن استخدامه. الانسحاب المفاجئ يمكن أن يؤدي إلى أعراض الانسحاب الخطيرة، بما في ذلك القلق والارتعاشات والنوبات وحتى الموت.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام إيثالوبربيتال في الحالات التالية:
- الحساسية: لدى الأفراد الذين لديهم حساسية معروفة للباربيتورات.
- أمراض الجهاز التنفسي الحادة: يمكن أن يثبط التنفس، لذا يجب تجنبه في حالات مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
- أمراض الكبد والكلى الحادة: يمكن أن يؤثر على وظائف الكبد والكلى، لذا يجب تجنبه في حالات الفشل الكبدي أو الكلوي.
- بورفيريا: هي مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تؤثر على إنتاج الهيم، وهو مكون أساسي من الهيموجلوبين.
- الحمل والرضاعة: يمكن أن يضر بالجنين أو الرضيع.
الجرعة الزائدة
يمكن أن تكون الجرعة الزائدة من إيثالوبربيتال قاتلة. تشمل أعراض الجرعة الزائدة:
- صعوبة التنفس: يمكن أن يثبط الجهاز التنفسي ويؤدي إلى توقف التنفس.
- فقدان الوعي: يمكن أن يؤدي إلى الغيبوبة.
- انخفاض ضغط الدم: يمكن أن يؤدي إلى الصدمة.
- بطء معدل ضربات القلب: يمكن أن يؤدي إلى توقف القلب.
في حالة الاشتباه في جرعة زائدة، يجب طلب العناية الطبية الفورية.
التفاعلات الدوائية
يمكن أن يتفاعل إيثالوبربيتال مع العديد من الأدوية الأخرى، مما يزيد من خطر الآثار الجانبية أو يقلل من فعالية الدواء. تشمل الأدوية التي قد تتفاعل مع إيثالوبربيتال:
- الكحول: يزيد من تأثيرات التثبيط على الجهاز العصبي المركزي.
- البنزوديازيبينات: يزيد من خطر النعاس والدوخة وصعوبة التنفس.
- المسكنات الأفيونية: يزيد من خطر تثبيط الجهاز التنفسي.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: يمكن أن تزيد من خطر الآثار الجانبية القلبية.
- مضادات الهيستامين: يمكن أن تزيد من النعاس والدوخة.
من المهم إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها قبل البدء في تناول إيثالوبربيتال.
الوضع القانوني
يخضع إيثالوبربيتال للرقابة في العديد من البلدان بسبب خطر الاعتماد والإدمان. يختلف الوضع القانوني المحدد من بلد إلى آخر. في بعض البلدان، لا يزال متاحًا بوصفة طبية، بينما في بلدان أخرى تم حظره تمامًا.
بدائل لإيثالوبربيتال
نظرًا لمخاطر إيثالوبربيتال، تتوفر العديد من البدائل الأكثر أمانًا وفعالية لعلاج الأرق والقلق والصرع. تشمل هذه البدائل:
- البنزوديازيبينات: مثل ديازيبام (Valium) وألبرازولام (Xanax).
- مضادات الاكتئاب الحديثة: مثل سيرترالين (Zoloft) وباروكستين (Paxil).
- مضادات الاختلاج الأخرى: مثل كاربامازيبين (Tegretol) وفالبروات الصوديوم (Depakote).
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هو نوع من العلاج النفسي الذي يمكن أن يساعد في علاج الأرق والقلق.
تاريخ إيثالوبربيتال
تم تصنيع إيثالوبربيتال لأول مرة في أوائل القرن العشرين وتم تقديمه كدواء في وقت لاحق. تم استخدامه على نطاق واسع في البداية لعلاج الأرق والقلق، ولكن سرعان ما أصبح من الواضح أن لديه القدرة على التسبب في الإدمان والجرعة الزائدة. ونتيجة لذلك، انخفض استخدامه بشكل كبير بمرور الوقت، وتم استبداله بأدوية أكثر أمانًا.
التحذيرات والاحتياطات
يجب استخدام إيثالوبربيتال بحذر وتحت إشراف طبي دقيق. من المهم اتباع تعليمات الطبيب بدقة وعدم تجاوز الجرعة الموصوفة. يجب إخبار الطبيب بأي تاريخ شخصي أو عائلي للإدمان أو مشاكل الصحة العقلية. يجب تجنب تناول الكحول أو الأدوية الأخرى التي تثبط الجهاز العصبي المركزي أثناء تناول إيثالوبربيتال. يجب عدم التوقف عن تناول إيثالوبربيتال فجأة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى أعراض الانسحاب الخطيرة.
خاتمة
إيثالوبربيتال هو باربيتورات كان يستخدم في الماضي كمهدئ ومنوم ومضاد للاختلاج. ومع ذلك، بسبب مخاطر الاعتماد والإدمان والجرعة الزائدة، فقد استُبدل بأدوية أكثر أمانًا وفعالية. يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي دقيق. من المهم فهم الآثار الجانبية المحتملة والتفاعلات الدوائية وموانع الاستعمال قبل البدء في تناوله.