نشأته وتعليمه
ولد ديمتري شيبيلوف في مدينة أسكيمز في منطقة القوقاز الشمالي، لعائلة من الفلاحين. تلقى تعليمه الأولي في المدارس المحلية، وأظهر تفوقًا في دراسته منذ صغره. التحق بجامعة موسكو الحكومية في عام 1926، وتخصص في الاقتصاد والقانون. تخرج من الجامعة بمرتبة الشرف عام 1931، وبدأ مسيرته المهنية كباحث اقتصادي.
مسيرته المهنية المبكرة
بعد تخرجه، عمل شيبيلوف في معهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية. ركزت أبحاثه على التخطيط الاقتصادي والتنمية الصناعية. في عام 1937، انضم إلى الحزب الشيوعي السوفيتي، وبدأ في الارتقاء في صفوف الحزب. خلال الحرب العالمية الثانية، خدم في الجيش الأحمر كضابط سياسي، وشارك في عدة معارك على الجبهة الشرقية.
الارتقاء في الحزب الشيوعي
بعد الحرب، عاد شيبيلوف إلى موسكو، واستأنف عمله في الحزب الشيوعي. شغل عدة مناصب مهمة في الحزب، بما في ذلك منصب رئيس قسم الدعاية والتحريض في اللجنة المركزية. كان يُعتبر من المقربين إلى جورجي مالينكوف، أحد قادة الحزب البارزين. بعد وفاة جوزيف ستالين في عام 1953، دعم شيبيلوف نيكيتا خروتشوف في صراعه على السلطة ضد مالينكوف.
وزير الخارجية
في عام 1956، عُين شيبيلوف وزيرًا للخارجية خلفًا لفياتشيسلاف مولوتوف. كان تعيينه مفاجئًا، حيث لم يكن لديه خبرة دبلوماسية سابقة. ومع ذلك، سرعان ما أثبت نفسه كدبلوماسي كفء ومفاوض ماهر. لعب دورًا مهمًا في تحسين العلاقات السوفيتية مع دول العالم الثالث، وخاصة الهند ومصر. شارك في مفاوضات قناة السويس عام 1956، وعارض بشدة التدخل العسكري البريطاني والفرنسي والإسرائيلي.
خلال فترة توليه منصب وزير الخارجية، سعى شيبيلوف إلى تعزيز “التعايش السلمي” بين الاتحاد السوفيتي والغرب. كان يعتقد أن الحرب الباردة يمكن أن تنتهي عن طريق الحوار والتفاوض. زار العديد من الدول الغربية، والتقى بقادة غربيين بارزين، مثل الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور ورئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان.
محاولة الانقلاب والإقالة
في عام 1957، شارك شيبيلوف في محاولة انقلاب فاشلة للإطاحة بنيكيتا خروتشوف من السلطة. كان الانقلاب مدعومًا من قبل مجموعة من كبار المسؤولين في الحزب، بمن فيهم فياتشيسلاف مولوتوف وجورجي مالينكوف ولازار كاجانوفيتش. ومع ذلك، تمكن خروتشوف من إحباط الانقلاب بمساعدة بعض أعضاء اللجنة المركزية الموالين له.
بعد فشل الانقلاب، أُقيل شيبيلوف من جميع مناصبه في الحزب والحكومة. تم طرده من اللجنة المركزية، وتم إرساله للعمل كمدير لمعهد الاقتصاد في قيرغيزستان. تم تهميشه سياسياً، ولم يلعب أي دور مهم في السياسة السوفيتية بعد ذلك.
حياته اللاحقة ووفاته
بعد إقالته، عاش شيبيلوف حياة هادئة نسبيًا. عمل كباحث اقتصادي، وكتب عدة كتب ومقالات حول الاقتصاد والتاريخ. في عام 1976، سُمح له بالعودة إلى موسكو، لكنه لم يُسمح له بالعودة إلى السياسة.
توفي ديمتري شيبيلوف في موسكو في 18 أغسطس 1995، عن عمر يناهز 89 عامًا. على الرغم من أن مسيرته السياسية انتهت بشكل غير متوقع، إلا أنه يُذكر كشخصية مهمة في تاريخ الاتحاد السوفيتي. كان اقتصاديًا ومحاميًا وسياسيًا موهوبًا، ولعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسة الخارجية السوفيتية خلال فترة حكم خروتشوف.
إرثه
على الرغم من أن فترة ولايته كوزير للخارجية كانت قصيرة، إلا أن ديمتري شيبيلوف ترك بصمة واضحة في السياسة الخارجية السوفيتية. كان مؤيدًا قويًا للتعايش السلمي، وسعى إلى تحسين العلاقات السوفيتية مع دول العالم الثالث. كما لعب دورًا مهمًا في مفاوضات قناة السويس، وعارض بشدة التدخل العسكري الأجنبي.
ومع ذلك، فإن إرث شيبيلوف لا يزال مثيرًا للجدل بسبب تورطه في محاولة الانقلاب عام 1957. يرى البعض أنه كان ضحية لخلافات سياسية داخلية في الحزب الشيوعي، بينما يعتقد آخرون أنه كان يسعى إلى السلطة لنفسه.
أهم إنجازاته
- وزير الخارجية السوفيتي (1956-1957)
- لعب دوراً هاماً في تحسين العلاقات السوفيتية مع دول العالم الثالث.
- شارك في مفاوضات قناة السويس عام 1956.
- أيد التعايش السلمي بين الاتحاد السوفيتي والغرب.
أهم المناصب التي شغلها
- وزير الخارجية السوفيتي
- رئيس قسم الدعاية والتحريض في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي
- عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي
خاتمة
كان ديمتري شيبيلوف شخصية بارزة في السياسة السوفيتية خلال فترة الخمسينيات. على الرغم من مسيرته المهنية القصيرة نسبياً، إلا أنه ترك بصمة واضحة في السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي. يُذكر بشكل خاص لدوره كوزير للخارجية ومشاركته في مفاوضات قناة السويس. ومع ذلك، فإن تورطه في محاولة انقلاب عام 1957 أثر سلبًا على سمعته وإرثه.