نشأته وحياته المبكرة
ولد جون باري في منطقة ليين بيني في ويلز. على الرغم من التفاصيل المحدودة حول سنواته الأولى، إلا أنه من المعروف على نطاق واسع أنه كان كفيفًا، وهو ما أكسبه لقب “باري دال” (Parri Ddall)، وتعني “باري الأعمى” باللغة الويلزية. نشأ في كنف عائلة تقدر الموسيقى والفنون، مما ساهم في تنمية موهبته الموسيقية الاستثنائية في سن مبكرة.
في تلك الحقبة، كانت الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الويلزية، وكانت آلة القيثارة تحظى بمكانة خاصة. كانت القيثارة الويلزية، المعروفة أيضًا باسم “تيلين ليرين” (telyn deires)، أداة أساسية في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، وكانت تعزف عليها الألحان التقليدية والقصص الشعبية. وسط هذا المناخ الثقافي الغني، صقل جون باري مهاراته في العزف على القيثارة، وسرعان ما تجاوز أقرانه ليصبح عازفًا متميزًا.
انتقل باري إلى ريوابون، وهي بلدة تقع في شمال شرق ويلز، حيث اكتسب شهرة واسعة النطاق. أصبح يُعرف باسم “باري دال، ريوابون”، أو “الأعمى باري من ريوابون”، وأصبح اسمه مرادفًا للموسيقى الويلزية التقليدية عالية الجودة.
مسيرته الموسيقية
ذاع صيت جون باري كعازف قيثارة موهوب، وسرعان ما وجد نفسه مطلوبًا في جميع أنحاء ويلز وخارجها. تميز أسلوبه بالعزف المتقن والإحساس العميق بالألحان الويلزية التقليدية. كان قادرًا على إضفاء الحيوية على الموسيقى، ونقل المشاعر والقصص من خلال عزفه الساحر.
كان باري يتمتع بقدرة فريدة على التواصل مع جمهوره. على الرغم من كونه كفيفًا، إلا أنه كان يمتلك حضورًا قويًا على المسرح، وكانت موسيقاه تتحدث عن نفسها. كان قادرًا على خلق جو من الألفة والود، مما جعله محبوبًا لدى الجميع.
لم يقتصر عمل باري على العزف المنفرد، بل تعاون أيضًا مع موسيقيين آخرين، مما أدى إلى إثراء تجربته الموسيقية وتوسيع آفاقه الفنية. شارك في العديد من المهرجانات الموسيقية والحفلات، حيث قدم عروضًا لا تُنسى نالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء.
كان باري أيضًا مؤلفًا موسيقيًا موهوبًا. قام بتأليف العديد من المقطوعات الموسيقية الأصلية التي تعكس تراثه الويلزي الغني. تميزت مؤلفاته بالإبداع والابتكار، وكانت بمثابة إضافة قيمة إلى ذخيرة الموسيقى الويلزية التقليدية.
إرثه وتأثيره
ترك جون باري إرثًا دائمًا في عالم الموسيقى الويلزية. يعتبر على نطاق واسع أحد أعظم عازفي القيثارة في تاريخ ويلز. ساهمت موهبته الاستثنائية وشغفه بالموسيقى في الحفاظ على التراث الموسيقي الويلزي وتعزيزه.
ألهم باري العديد من الموسيقيين الويلزيين على مر الأجيال. كان بمثابة مثال يحتذى به، وشجعهم على تطوير مهاراتهم واستكشاف إمكاناتهم الفنية. لا تزال موسيقاه تُعزف وتُستمتع بها حتى اليوم، وهي شهادة على عبقريته الخالدة.
بالإضافة إلى مساهماته الموسيقية، لعب باري أيضًا دورًا مهمًا في تعزيز الثقافة الويلزية. كان مدافعًا قويًا عن اللغة الويلزية والتراث الويلزي، واستخدم موسيقاه كوسيلة للتعبير عن هويته الوطنية.
لا يزال جون باري شخصية محورية في تاريخ الموسيقى الويلزية. يمثل قصة ملهمة عن الموهبة والتفاني والإصرار. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأمة الويلزية إلى الأبد.
أعماله الموسيقية
- Sonata No. 1 in D major: تُعتبر هذه السوناتا من أشهر أعماله، وتتميز بجمال ألحانها وتعقيد تركيبتها.
- Sonata No. 2 in G major: سوناتا أخرى رائعة تعرض مهارات باري في العزف والتأليف.
- Numerous traditional Welsh airs: قام باري بترتيب العديد من الألحان الويلزية التقليدية للقيثارة، مما ساهم في الحفاظ عليها ونشرها.
تكريمه
تم تكريم جون باري بعدة طرق على مر السنين. تم تسمية العديد من الأماكن والشوارع والمؤسسات الموسيقية باسمه. تم تنظيم العديد من المهرجانات الموسيقية والحفلات الموسيقية تكريمًا له.
في عام 2001، تم إصدار طابع بريدي يحمل صورته في ويلز، وذلك تقديرًا لمساهماته في الثقافة الويلزية.
خاتمة
جون باري، المعروف باسم باري دال، ريوابون، كان عازف قيثارة ومؤلفًا موسيقيًا ويلزيًا بارزًا. على الرغم من كونه كفيفًا، إلا أنه تغلب على التحديات وأصبح أحد أعظم عازفي القيثارة في تاريخ ويلز. ترك إرثًا دائمًا في عالم الموسيقى الويلزية، وألهم العديد من الموسيقيين على مر الأجيال. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأمة الويلزية إلى الأبد.