الأيديولوجية والأهداف
كانت الأيديولوجية الأساسية لاتحاد الشيوعيين الإيرانيين (سربداران) هي الماوية، التي تعتبر نسخة راديكالية من الماركسية اللينينية. اعتقدت المنظمة أن الثورة في إيران لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال حرب شعبية طويلة الأمد بقيادة الفلاحين. كان الهدف الرئيسي للمنظمة هو الإطاحة بالشاه وإقامة دولة اشتراكية في إيران.
تضمنت أهدافهم المعلنة ما يلي:
- الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي.
- إقامة جمهورية اشتراكية شعبية.
- تأميم الصناعات الرئيسية والأراضي الزراعية.
- تحقيق المساواة بين الجنسين.
- دعم حركات التحرر الوطني في جميع أنحاء العالم.
التأسيس والتطور
تأسس اتحاد الشيوعيين الإيرانيين (سربداران) في عام 1976 نتيجة لاندماج عدة مجموعات ماوية صغيرة. كان من بين المؤسسين البارزين للمنظمة حبيب الله أشور، ومسعود أحمد زاده، وأمير بارفيز بويهري. سرعان ما نمت المنظمة وأنشأت فروعًا في مختلف المدن الإيرانية.
اعتمدت المنظمة استراتيجية الحرب الشعبية، التي تتضمن شن هجمات مسلحة على أهداف حكومية وعسكرية. نفذت المنظمة العديد من العمليات العسكرية في أواخر السبعينيات، بما في ذلك الهجمات على مراكز الشرطة والثكنات العسكرية. ومع ذلك، لم تنجح المنظمة في الحصول على دعم شعبي واسع النطاق، وظلت قاعدة دعمها مقتصرة على مجموعة صغيرة من الطلاب والمثقفين.
العمليات العسكرية
نفذ اتحاد الشيوعيين الإيرانيين (سربداران) عددًا من العمليات العسكرية في أواخر السبعينيات، بما في ذلك:
- الهجوم على مركز شرطة في مدينة مشهد عام 1978.
- الهجوم على ثكنة عسكرية في مدينة أمل عام 1979.
- محاولة اغتيال آية الله روح الله الخميني عام 1980.
أدت هذه العمليات إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، بمن فيهم أفراد من قوات الأمن ومدنيون. ردت الحكومة الإيرانية بقمع وحشي ضد المنظمة، واعتقلت وقتلت المئات من أعضائها.
القمع الحكومي
بعد الثورة الإيرانية عام 1979، تعرض اتحاد الشيوعيين الإيرانيين (سربداران) للقمع الشديد من قبل الحكومة الجديدة. تم اعتقال وقتل المئات من أعضاء المنظمة، وتم حظر أنشطتها. اضطر العديد من أعضاء المنظمة إلى الفرار من إيران والعيش في المنفى.
اعتبر النظام الجديد في إيران أن اتحاد سربداران يشكل تهديدًا وجوديًا، ليس فقط بسبب أيديولوجيته الماركسية، ولكن أيضًا بسبب دعوته الصريحة للإطاحة بالحكومة. تم استخدام جهاز الدولة بأكمله، بما في ذلك قوات الأمن والميليشيات الموالية للنظام، لسحق المنظمة.
تم إعدام العديد من قادة وكوادر اتحاد سربداران علنًا، بينما تعرض آخرون للتعذيب والسجن لفترات طويلة. تم تدمير البنية التحتية للمنظمة، وتمت مصادرة ممتلكاتها. تم حظر جميع منشورات ومواد اتحاد سربداران، وتم تجريم أي شكل من أشكال الدعم للمنظمة.
التحول والانقسامات
في الثمانينيات، تعرض اتحاد الشيوعيين الإيرانيين (سربداران) لسلسلة من الانقسامات الداخلية. انقسمت المنظمة إلى عدة فصائل متنافسة، لكل منها قيادتها وأيديولوجيتها الخاصة. أضعفت هذه الانقسامات المنظمة بشكل كبير وأدت إلى تراجع نفوذها.
من بين الأسباب الرئيسية لهذه الانقسامات:
- الاختلافات حول الاستراتيجية والتكتيكات.
- الصراعات الشخصية بين القادة.
- الخلافات حول تقييم الثورة الإيرانية.
- تأثير الأحداث الدولية، مثل انهيار الاتحاد السوفيتي.
أدت هذه الانقسامات إلى إضعاف المنظمة بشكل كبير، وفقدت الكثير من قوتها وتأثيرها. بعض الفصائل تخلت عن الماوية وتبنت أيديولوجيات مختلفة، بينما انخرطت فصائل أخرى في صراعات دموية مع بعضها البعض.
الإرث والتأثير
على الرغم من فشل اتحاد الشيوعيين الإيرانيين (سربداران) في تحقيق أهدافه، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا في الحركة الشيوعية الإيرانية. كانت المنظمة واحدة من أكثر المنظمات الماوية نفوذاً في إيران، وقد لعبت دورًا مهمًا في تشكيل الحركة الشيوعية الإيرانية في السبعينيات والثمانينيات.
ساهمت المنظمة في نشر الأفكار الماوية في إيران، وفي تجنيد وتدريب جيل جديد من الشيوعيين. كما لعبت المنظمة دورًا في إلهام حركات المقاومة الأخرى في إيران والعالم.
ومع ذلك، فإن إرث اتحاد سربداران لا يزال مثيرًا للجدل. يرى البعض أن المنظمة كانت حركة ثورية مشروعة تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، بينما يرى آخرون أنها كانت منظمة إرهابية مسؤولة عن أعمال عنف أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الأبرياء.
موقف اليوم
لم يعد اتحاد الشيوعيين الإيرانيين (سربداران) موجودًا كمنظمة موحدة. ومع ذلك، لا تزال بعض الفصائل المنبثقة عن المنظمة نشطة في إيران وخارجها. تواصل هذه الفصائل الترويج للأفكار الماوية والانخراط في أنشطة سياسية.
تختلف آراء هذه الفصائل حول الوضع الحالي في إيران. بعضها يدعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية، بينما يدعو البعض الآخر إلى الإطاحة بالنظام الحالي بالقوة.
خاتمة
كان اتحاد الشيوعيين الإيرانيين (سربداران) منظمة ماوية لعبت دورًا بارزًا في تاريخ الحركة الشيوعية الإيرانية. على الرغم من فشل المنظمة في تحقيق أهدافها، إلا أنها تركت إرثًا دائمًا في الحركة الشيوعية الإيرانية. تعرضت المنظمة للقمع الشديد من قبل الحكومة الإيرانية، وانقسمت إلى عدة فصائل متنافسة. لم تعد المنظمة موجودة ككيان موحد، لكن بعض الفصائل المنبثقة عنها لا تزال نشطة حتى اليوم.