حياته المبكرة وتعليمه
ولد جون ميورغ توماس في قرية بونتارداوي، وهي قرية صغيرة في جنوب ويلز، في عام 1932. نشأ في بيئة متواضعة، لكنه أظهر شغفًا مبكرًا بالعلوم. تلقى تعليمه في مدرسة محلية، ثم التحق بجامعة ويلز، سوانسي، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء عام 1954. استمر في دراسته العليا في جامعة ويلز، بانجور، حيث حصل على درجة الدكتوراه في عام 1958 تحت إشراف ر. م. بارير، متخصصًا في علم البلورات بالأشعة السينية ودراسة المواد الصلبة المسامية.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ توماس مسيرته الأكاديمية في جامعة ويلز، بانجور، حيث عمل محاضرًا في الكيمياء. في عام 1969، انتقل إلى جامعة كامبريدج كأستاذ للكيمياء الفيزيائية ورئيس قسم الكيمياء. شغل هذا المنصب المرموق حتى عام 1988، حيث قاد القسم خلال فترة من النمو والتطور الكبيرين. خلال فترة وجوده في كامبريدج، قام بتأسيس مركز ديفي فاراداي للأبحاث، والذي أصبح مركزًا عالميًا رائدًا في مجال علم المواد والتحفيز.
في عام 1988، عاد توماس إلى ويلز ليصبح مديرًا للكلية الملكية للمؤسسة في لندن. قاد الكلية خلال فترة انتقالية صعبة، حيث عمل على تحسين مكانتها وتعزيز علاقاتها مع الصناعة والحكومة. تقاعد من منصب المدير في عام 1996، لكنه ظل نشطًا في البحث والتدريس كأستاذ بحثي في الكلية الملكية.
إسهاماته العلمية
كان جون ميورغ توماس باحثًا غزير الإنتاج وله تأثير كبير. نشر أكثر من 1000 ورقة بحثية في مجلات علمية مرموقة، بالإضافة إلى العديد من الكتب والفصول. تركزت أبحاثه على علم التحفيز، وعلم المواد، والكيمياء الصلبة، مع التركيز بشكل خاص على تطوير مواد جديدة ذات خصائص فريدة.
تشمل بعض أبرز إسهاماته العلمية:
- تطوير محفزات جديدة: قام توماس بتطوير العديد من المحفزات الجديدة المستخدمة في مجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية، بما في ذلك إنتاج البتروكيماويات والمواد الكيميائية الدقيقة.
- دراسة المواد الصلبة المسامية: كان توماس رائدًا في دراسة المواد الصلبة المسامية، مثل الزيوليت، واستكشف استخداماتها المحتملة في التحفيز والامتصاص والفصل.
- توصيف المواد باستخدام علم البلورات بالأشعة السينية: استخدم توماس علم البلورات بالأشعة السينية لتوصيف بنية المواد الصلبة، مما ساعد على فهم خصائصها وسلوكها.
- تطوير تقنيات جديدة لتصوير المواد: قام توماس بتطوير تقنيات جديدة لتصوير المواد على المستوى الذري، مما سمح للعلماء برؤية وفهم المواد بطرق جديدة.
كان لعمل توماس تأثير كبير على مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الكيمياء والهندسة وعلوم المواد. لقد ساهم في تطوير تقنيات جديدة لتحويل الطاقة، وتنقية المياه، ومعالجة النفايات. كما ساعد عمله في تحسين فهمنا للعالم من حولنا.
جوائز وتكريمات
حصل جون ميورغ توماس على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، تقديرًا لإسهاماته العلمية المتميزة. تشمل بعض أبرز هذه الجوائز:
- زمالة الجمعية الملكية (FRS): انتخب توماس زميلًا في الجمعية الملكية في عام 1979، وهو أعلى وسام يمكن أن يحصل عليه عالم بريطاني.
- وسام ديفي من الجمعية الملكية: حصل توماس على وسام ديفي في عام 1994، تقديرًا لإسهاماته المتميزة في مجال الكيمياء.
- وسام لافوازييه من الجمعية الكيميائية الفرنسية: حصل توماس على وسام لافوازييه في عام 2000، تقديرًا لإسهاماته في مجال الكيمياء.
- وسام كارل فريدريش جاوس من أكاديمية غوتنغن للعلوم: حصل توماس على وسام كارل فريدريش جاوس في عام 2002، تقديرًا لإسهاماته في مجال الرياضيات والعلوم الطبيعية.
- لقب فارس: حصل توماس على لقب فارس في عام 1991، تقديرًا لخدماته للعلوم.
إرثه
ترك جون ميورغ توماس إرثًا دائمًا في عالم العلوم. كان باحثًا استثنائيًا ومعلمًا ملهمًا وقائدًا فعالًا. لقد ساهم عمله في تطوير تقنيات جديدة لتحسين حياة الناس في جميع أنحاء العالم. كما ألهم العديد من الطلاب والباحثين لمتابعة مهن في العلوم. سيظل توماس في الذاكرة كواحد من أعظم العلماء في ويلز والمملكة المتحدة.
بالإضافة إلى إسهاماته العلمية، كان توماس أيضًا مدافعًا قويًا عن التعليم والعلوم. لقد اعتقد أن التعليم هو المفتاح لفتح الإمكانات الكاملة للأفراد والمجتمعات. كما اعتقد أن العلوم تلعب دورًا حاسمًا في حل بعض المشكلات الأكثر إلحاحًا في العالم.
عمل توماس بجد لتعزيز التعليم والعلوم طوال حياته المهنية. قام بتدريس الآلاف من الطلاب، وأشرف على العديد من الطلاب الجامعيين والخريجين، وألقى العديد من المحاضرات العامة. كما شغل مناصب قيادية في العديد من المنظمات العلمية والتعليمية.
سيظل إرث جون ميورغ توماس يلهم الأجيال القادمة من العلماء والمعلمين. لقد كان نموذجًا يحتذى به للتميز العلمي والقيادة والخدمة.
حياته الشخصية
تزوج جون ميورغ توماس من مارغريت إدواردز في عام 1956، وأنجبا ثلاثة أطفال: ابنتان وولد. كان يتمتع بحياة عائلية سعيدة ومستقرة. كان مهتمًا بالفنون والموسيقى والأدب، وكان يتمتع بالسفر واستكشاف ثقافات جديدة. كان أيضًا عضوًا نشطًا في مجتمعه المحلي.
وفاته
توفي السير جون ميورغ توماس في 13 نوفمبر 2020، عن عمر يناهز 87 عامًا. لقد ترك وراءه زوجته وأطفاله وأحفاده، بالإضافة إلى إرث علمي وتعليمي دائم.
خاتمة
كان السير جون ميورغ توماس شخصية بارزة في عالم العلوم، حيث جمع بين البحث العلمي المبتكر والتعليم المتميز والقيادة الفعالة. لقد ترك إرثًا دائمًا سيستمر في إلهام الأجيال القادمة من العلماء والمعلمين. من خلال إسهاماته في علم التحفيز وعلم المواد والكيمياء الصلبة، لعب دورًا حاسمًا في تطوير تقنيات جديدة لتحسين حياة الناس في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، كان مدافعًا قويًا عن التعليم والعلوم، وعمل بلا كلل لتعزيزهما على جميع المستويات.