حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت كاثرين أوليفيا سيشنز في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، ونشأت في أوكلاند. أظهرت اهتمامًا مبكرًا بالطبيعة، وهو اهتمام غذته والدتها. التحقت بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، حيث تخرجت عام 1881 بدرجة في العلوم الطبيعية. كانت سيشنز ثاني امرأة تتخرج من الجامعة بدرجة علمية في هذا المجال، وهو إنجاز بارز في ذلك الوقت.
خلال دراستها في بيركلي، درست علم النبات على يد البروفيسور إدوارد لي غرين، الذي ألهمها لمتابعة مهنة في هذا المجال. بعد التخرج، عملت سيشنز لفترة وجيزة كمدرسة، لكنها سرعان ما أدركت أن شغفها الحقيقي يكمن في البستنة وعلم النبات.
الانتقال إلى سان دييغو وتأسيس مشتل
في عام 1883، انتقلت سيشنز إلى سان دييغو، وهي مدينة كانت لا تزال في طور النمو. أدركت سيشنز إمكانات سان دييغو كمركز للبستنة، لكنها لاحظت أيضًا أن المدينة تفتقر إلى الأشجار والنباتات. بدأت على الفور في العمل لتغيير ذلك.
في عام 1885، استأجرت سيشنز 32 فدانًا من أرض مدينة في حديقة بالبوا (التي كانت تُعرف آنذاك باسم سيتي بارك) مقابل وعد بزراعة الأشجار في الحديقة وتزويد المدينة بالأشجار للنباتات الأخرى. كان هذا الترتيب بمثابة نقطة انطلاق لمسيرة مهنية طويلة ومثمرة في البستنة.
أسست سيشنز مشتلًا تجاريًا في موقع الإيجار، حيث قامت بزراعة وبيع مجموعة واسعة من النباتات، بما في ذلك الأشجار والشجيرات والزهور. سرعان ما اكتسبت سمعة طيبة لخبرتها ومعرفتها بالنباتات، وأصبحت مرجعًا موثوقًا به للبستانيين والمناظر الطبيعية في جميع أنحاء جنوب كاليفورنيا.
مساهماتها في حديقة بالبوا
كانت مساهمة سيشنز في حديقة بالبوا كبيرة. على مر السنين، زرعت آلاف الأشجار والشجيرات في الحديقة، وحولتها من أرض قاحلة إلى واحة خضراء. أدخلت العديد من أنواع النباتات الجديدة إلى المنطقة، وجربت طرقًا مختلفة لتنمية النباتات في مناخ سان دييغو الجاف.
بالإضافة إلى عملها في زراعة النباتات، صممت سيشنز أيضًا العديد من المناظر الطبيعية في الحديقة، بما في ذلك حديقة الورود الشهيرة. لعبت دورًا فعالًا في الترويج لحديقة بالبوا كوجهة سياحية، وساعدت في ترسيخ مكانة سان دييغو كمدينة جميلة وصالحة للعيش.
من بين الأشجار التي زرعتها في حديقة بالبوا:
- أشجار النخيل المتنوعة التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
- أشجار الكينا (الأوكالبتوس).
- أشجار الصنوبر.
أعمال تنسيق الحدائق الأخرى
بالإضافة إلى عملها في حديقة بالبوا، صممت سيشنز أيضًا العديد من المناظر الطبيعية الخاصة والعامة الأخرى في جميع أنحاء جنوب كاليفورنيا. وشمل ذلك الحدائق السكنية والمتنزهات والمدارس والمباني الحكومية. كان لأسلوبها في تنسيق الحدائق تأثير كبير على مظهر سان دييغو والمناطق المحيطة بها.
كانت سيشنز رائدة في استخدام النباتات الأصلية في تصميم المناظر الطبيعية. اعتقدت أن النباتات الأصلية أكثر ملاءمة للمناخ المحلي وتتطلب صيانة أقل من النباتات الغريبة. كانت أيضًا مدافعة عن استخدام النباتات الموفرة للمياه، وهو أمر مهم بشكل خاص في منطقة تعاني من الجفاف.
الكتابة والتواصل
كانت سيشنز كاتبة غزيرة الإنتاج، حيث نشرت العديد من المقالات حول البستنة في الصحف والمجلات. كانت أيضًا متحدثة مطلوبة، وقدمت محاضرات وعروضًا تقديمية حول مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بالنباتات. من خلال كتاباتها وخطاباتها، شاركت سيشنز شغفها بالبستنة مع جمهور واسع وساعدت في تثقيف الناس حول أهمية النباتات في حياتنا.
كتبت سيشنز بانتظام في صحيفة “سان دييغو يونيون” لسنوات عديدة. كما ساهمت في مجلات البستنة الأخرى، مثل “Garden and Forest”. كانت كتاباتها مفيدة وغنية بالمعلومات، وغالبًا ما تضمنت نصائح عملية حول كيفية زراعة النباتات والعناية بها.
التقدير والجوائز
حصلت سيشنز على العديد من الجوائز والأوسمة لمساهماتها في البستنة. في عام 1939، حصلت على جائزة تقدير من الجمعية الأمريكية للبستانيين. تم تسمية العديد من النباتات على شرفها، بما في ذلك نبات “Ceanothus griseus horizontalis ‘Yankee Point'”، الذي يُعرف أيضًا باسم “كيت سيشنز ليلاك”.
تخلد ذكرى سيشنز اليوم كواحدة من أهم الشخصيات في تاريخ البستنة في جنوب كاليفورنيا. لا تزال رؤيتها وتفانيها في النباتات تلهم البستانيين والمناظر الطبيعية في جميع أنحاء العالم.
إرثها
لا يزال إرث كيت سيشنز حيًا في سان دييغو وخارجها. حديقة بالبوا، التي ساعدت في تحويلها، هي اليوم واحدة من أكثر الحدائق الحضرية شهرة في العالم. تواصل النباتات التي زرعتها في الحديقة تجميل المناظر الطبيعية وإسعاد الزوار.
يستمر عمل سيشنز في إلهام البستانيين والمناظر الطبيعية اليوم. لقد كانت رائدة في استخدام النباتات الأصلية والموفرة للمياه في تصميم المناظر الطبيعية، وهي ممارسة أصبحت ذات أهمية متزايدة في عالم اليوم.
حقائق مثيرة للاهتمام
- كانت كيت سيشنز نباتية طوال حياتها.
- سافرت على نطاق واسع بحثًا عن نباتات جديدة لتقديمها إلى سان دييغو.
- كانت عضوة نشطة في العديد من المنظمات البستانية.
- كانت صديقة مقربة لعالم النباتات الشهير ديفيد فيرفاكس ويلكوكس.
- أُطلق عليها لقب “أم حديقة بالبوا” لعملها الرائد في الحديقة.
خاتمة
كانت كيت سيشنز شخصية بارزة في عالم البستنة، تركت بصمة لا تُمحى على المناظر الطبيعية في جنوب كاليفورنيا، وخاصة في سان دييغو. من خلال عملها الدؤوب وتفانيها في النباتات، حولت سيشنز حديقة بالبوا إلى واحة خضراء، وألهمت أجيالًا من البستانيين والمناظر الطبيعية. يظل إرثها حيًا اليوم، حيث تواصل النباتات التي زرعتها تجميل محيطنا وتذكيرنا بأهمية الحفاظ على البيئة الطبيعية.