التصنيف والتطور
يعود أصل الدُّرسة الإيطالية إلى تهجين حدث في الماضي البعيد بين درسة المنزل والدُّرسة الإسبانية. وقد أظهرت الدراسات الجينية أن هذه الدُّرسة تحمل مزيجًا من جينات كلا النوعين الأصليين. هناك جدل مستمر حول ما إذا كان ينبغي اعتبار الدُّرسة الإيطالية نوعًا منفصلاً أم مجرد هجين. ومع ذلك، فإن حقيقة استمرارها في التكاثر بشكل مستقل في منطقة جغرافية محددة تشير إلى أنها قد تطورت لتصبح سلالة متميزة.
الدليل الجيني يدعم بقوة فرضية التهجين. تُظهر الدُّرسة الإيطالية تنوعًا وراثيًا أقل مقارنةً بالأنواع الأصلية، وهو أمر متوقع في الأنواع الهجينة. بالإضافة إلى ذلك، تحمل الدُّرسة الإيطالية بعض العلامات الجينية الفريدة التي لا توجد في أي من النوعين الأصليين، مما يشير إلى حدوث بعض التطورات اللاحقة للتهجين الأولي.
الوصف المادي
تشبه الدُّرسة الإيطالية في مظهرها كلا النوعين الأصليين، لكنها تمتلك بعض الخصائص المميزة. يتميز الذكر برأس بني كستنائي وجزء سفلي رمادي، مع علامات سوداء على الحلق والصدر. الأنثى أكثر بهتًا في اللون، مع لون بني رمادي بشكل عام وعلامات أقل وضوحًا. حجمها متوسط، حيث يتراوح طولها بين 14 و 16 سم.
- الذكر: رأس بني كستنائي، جزء سفلي رمادي، علامات سوداء على الحلق والصدر.
- الأنثى: لون بني رمادي باهت بشكل عام، علامات أقل وضوحًا.
- الحجم: يتراوح الطول بين 14 و 16 سم.
تختلف الدُّرسة الإيطالية عن درسة المنزل في أن الذكور لديهم لون كستنائي أكثر كثافة على الرأس والرقبة، وعلامات سوداء أكثر وضوحًا على الصدر. كما أنها أصغر حجمًا وأكثر رشاقة من درسة المنزل. تختلف عن الدُّرسة الإسبانية في أن الذكور ليس لديهم علامات سوداء واسعة النطاق على الجانبين.
الموطن والتوزيع
توجد الدُّرسة الإيطالية بشكل رئيسي في إيطاليا وجزر البحر الأبيض المتوسط المحيطة بها، بما في ذلك صقلية وسردينيا وكورسيكا. توجد أيضًا في أجزاء صغيرة من فرنسا. تفضل هذه الدُّرسة مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك المناطق الزراعية والمدن والبلدات والقرى. غالبًا ما توجد بالقرب من البشر، حيث تستفيد من مصادر الغذاء التي يوفرها النشاط البشري.
تتكيف الدُّرسة الإيطالية جيدًا مع البيئات الحضرية، حيث يمكنها العثور على الكثير من الطعام والمأوى. غالبًا ما تعشش في المباني والشقوق والجحور الأخرى التي توفر الحماية من الحيوانات المفترسة والظروف الجوية القاسية. في المناطق الريفية، توجد عادة بالقرب من المزارع والحقول، حيث تتغذى على البذور والحبوب والحشرات.
السلوك والتغذية
الدُّرسة الإيطالية هي طائر اجتماعي، وغالبًا ما توجد في مجموعات صغيرة أو أسراب. تتغذى على مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك البذور والحبوب والحشرات والفواكه. في المناطق الحضرية، غالبًا ما تتغذى على بقايا الطعام والخبز وغيرها من المواد التي يتخلص منها البشر.
- الغذاء: البذور، الحبوب، الحشرات، الفواكه، بقايا الطعام.
- السلوك: اجتماعي، غالبًا ما يوجد في مجموعات صغيرة أو أسراب.
تبحث الدُّرسة الإيطالية عن الطعام على الأرض أو في الأشجار والشجيرات. غالبًا ما تُرى وهي تقفز على الأرض بحثًا عن البذور والحشرات. تتغذى أيضًا على البذور من رؤوس النباتات. خلال موسم التكاثر، تأكل المزيد من الحشرات لإطعام صغارها، لأن الحشرات مصدر جيد للبروتين.
التكاثر ودورة الحياة
تبدأ الدُّرسة الإيطالية في التكاثر في الربيع، وعادة ما تضع عدة مجموعات من البيض في السنة. تبني أعشاشها في مجموعة متنوعة من المواقع، بما في ذلك المباني والأشجار والشجيرات. العش عبارة عن هيكل فوضوي مصنوع من العشب والأغصان والريش وغيرها من المواد.
تضع الأنثى عادة ما بين 4 و 6 بيضات في العش. تفقس البيض بعد حوالي 12 إلى 14 يومًا. يتم إطعام الصغار من قبل كلا الوالدين، ويتركون العش بعد حوالي أسبوعين. يمكن أن تتكاثر الدُّرسة الإيطالية في سن مبكرة، وغالبًا ما تبدأ في التكاثر في العام التالي لولادتها.
- موسم التكاثر: الربيع.
- مواقع التعشيش: المباني، الأشجار، الشجيرات.
- عدد البيض: 4 إلى 6 بيضات.
- فترة الحضانة: 12 إلى 14 يومًا.
- فترة ترك العش: أسبوعين.
يبلغ متوسط عمر الدُّرسة الإيطالية حوالي 3 إلى 5 سنوات في البرية. ومع ذلك، يمكن أن تعيش لفترة أطول في الأسر. تواجه الدُّرسة الإيطالية عددًا من التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل والتلوث والافتراس. ومع ذلك، فإنها لا تزال شائعة نسبيًا في معظم أنحاء نطاقها.
الحالة والحفظ
تصنف الدُّرسة الإيطالية على أنها “أقل اهتمام” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). هذا يعني أنها ليست مهددة بالانقراض في الوقت الحالي. ومع ذلك، من المهم مراقبة أعدادها واتخاذ خطوات لحمايتها من التهديدات مثل فقدان الموائل والتلوث.
تساهم جهود الحفظ في الحفاظ على الموائل المناسبة للدُّرسة الإيطالية، والحد من التلوث، والسيطرة على الحيوانات المفترسة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد المساعدة في حماية هذه الطيور من خلال توفير الطعام والمأوى في حدائقهم ومجتمعاتهم.
التفاعل مع البشر
تعتبر الدُّرسة الإيطالية طائرًا شائعًا في العديد من المدن والبلدات الإيطالية. غالبًا ما تُرى وهي تتغذى في الحدائق والساحات العامة، وغالبًا ما يتم تشجيعها من قبل الناس. ومع ذلك، يمكن أن تصبح الدُّرسة الإيطالية أيضًا آفة في بعض المناطق، حيث يمكنها أن تتلف المحاصيل وتنشر الأمراض.
بشكل عام، تعتبر الدُّرسة الإيطالية جزءًا قيمًا من النظام البيئي الإيطالي. إنها طائر جميل ومثير للاهتمام يلعب دورًا مهمًا في بيئته.
الأهمية الثقافية
لا تزال الأهمية الثقافية للدُّرسة الإيطالية قيد البحث والاستكشاف، ولكن يُعتقد أنها تمثل رمزًا للحياة البرية المحلية في إيطاليا، وتعكس التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة. قد تظهر أيضًا في الفولكلور المحلي أو الفنون.
دراسات حديثة
تركز الدراسات الحديثة على فهم أفضل للتكوين الجيني للدُّرسة الإيطالية وعلاقتها بالدُّرسة المنزلية والإسبانية. يهدف الباحثون إلى تحديد التحديات البيئية التي تواجهها هذه الطيور، وكيف يمكن لجهود الحفظ أن تساهم في حمايتها.
خاتمة
الدُّرسة الإيطالية هي طائر فريد من نوعه ومثير للاهتمام. إنها مثال على كيفية تطور الأنواع من خلال التهجين. هذه الدُّرسة جزء مهم من النظام البيئي الإيطالي وتستحق الحماية.