مقدمة
أيزنجارد (Isengard) هو مشروع منفرد قام به فينريز (Fenriz)، عازف الطبول في فرقة داركترون (Darkthrone)، في عام 1989. يعتبر أيزنجارد مشروعًا متعدد الجوانب، يهدف إلى استكشاف أنواع موسيقية مختلفة لم يكن فينريز قادرًا على دمجها في أعماله الرئيسية مع داركترون. يتجذر هذا المشروع في موسيقى البلاك ميتال/الفايكنج ميتال النرويجية، ولكنه يتجاوز ذلك ليشمل عناصر من الدوم ميتال والميتال التقدمي وحتى الفولك ميتال.
نشأة وتكوين المشروع
في أواخر الثمانينيات، كان فينريز عضوًا نشطًا في مشهد الميتال النرويجي الناشئ. بينما كانت داركترون تتطور نحو موسيقى البلاك ميتال الأكثر قسوة، كان لدى فينريز اهتمامات أخرى تتراوح بين موسيقى الدوم ميتال الكلاسيكية وفرق مثل كاندلماسا (Candlemass) وسلتيك فروست (Celtic Frost)، وصولًا إلى موسيقى الميتال الملحمية مثل باثوري (Bathory) في مراحلها المبكرة. لم يتمكن فينريز من دمج كل هذه التأثيرات في داركترون، لذلك قرر إنشاء أيزنجارد كمنفذ إبداعي منفصل.
اسم “أيزنجارد” مستوحى من روايات جون رونالد رويل تولكين (J.R.R. Tolkien) “سيد الخواتم”، وهو برج وقاعدة سارومان الساحر. يعكس هذا الاسم اهتمام فينريز بالفانتازيا والأساطير، وهي عناصر غالبًا ما تظهر في أعماله الموسيقية.
بدأ فينريز العمل على أيزنجارد بمفرده، حيث قام بتأليف وتسجيل جميع الآلات والأغاني. كان هذا النهج يمنحه تحكمًا كاملاً في الرؤية الفنية للمشروع، مما يسمح له بتجربة أنواع مختلفة من الموسيقى دون قيود.
الأسلوب الموسيقي
يتميز الأسلوب الموسيقي لأيزنجارد بالتنوع والجمع بين عناصر مختلفة من موسيقى الميتال. يمكن تحديد بعض الجوانب الرئيسية لهذا الأسلوب على النحو التالي:
- بلاك ميتال/فايكنج ميتال: يشكل هذا النوع الأساس الذي بني عليه أيزنجارد. يتميز بالصوت الخام والمعدني، والإيقاعات السريعة، والغناء الصراخي المميز لموسيقى البلاك ميتال. غالبًا ما تتناول كلمات الأغاني موضوعات مثل الأساطير الإسكندنافية والحروب والمعارك.
- دوم ميتال: يضيف فينريز عناصر من الدوم ميتال الثقيل والبطيء إلى موسيقى أيزنجارد، مما يخلق جوًا كئيبًا ومظلمًا. تتجلى هذه العناصر في الإيقاعات البطيئة، والألحان الحزينة، واستخدام التشوهات الصوتية.
- ميتال تقدمي: يظهر تأثير الميتال التقدمي في أيزنجارد من خلال استخدام هياكل الأغاني المعقدة، والتغييرات المفاجئة في الإيقاع، والأقسام الآلية الطويلة. هذا يضيف عمقًا وتعقيدًا إلى الموسيقى، ويمنعها من أن تصبح مملة أو متكررة.
- فولك ميتال: في بعض الأغاني، يدمج فينريز عناصر من الفولك ميتال، مثل استخدام الآلات الموسيقية الشعبية والألحان التقليدية. هذا يضيف لمسة من الأصالة إلى الموسيقى، ويعكس اهتمام فينريز بالتراث الثقافي الإسكندنافي.
باختصار، يمكن وصف موسيقى أيزنجارد بأنها مزيج فريد من البلاك ميتال، والدوم ميتال، والميتال التقدمي، والفولك ميتال. هذا المزيج يجعل أيزنجارد مشروعًا مثيرًا للاهتمام ومختلفًا عن غيره من فرق الميتال.
الألبومات والأغاني
أصدر أيزنجارد عددًا قليلاً من الألبومات والأغاني على مر السنين، والتي تعتبر الآن من الكلاسيكيات في عالم الميتال المتطرف. من بين أبرز هذه الإصدارات:
- Vinterskugge (1994): هذا الألبوم هو تجميع لأغاني أيزنجارد المبكرة، ويعرض مجموعة واسعة من الأساليب الموسيقية التي كان فينريز يستكشفها في ذلك الوقت. يتضمن الألبوم أغاني بلاك ميتال سريعة وغاضبة، بالإضافة إلى أغاني دوم ميتال بطيئة وكئيبة، وأغاني ميتال تقدمي معقدة.
- Høstmørke (1995): هذا الألبوم يعتبر الأكثر شعبية وشهرة لأيزنجارد. يتميز الألبوم بجو أكثر تماسكًا وتوحيدًا من Vinterskugge، مع التركيز بشكل أكبر على عناصر البلاك ميتال والفايكنج ميتال. تتناول كلمات الأغاني موضوعات مثل الأساطير الإسكندنافية والطبيعة والموت.
- Iskald (2020): بعد فترة طويلة من الصمت، عاد أيزنجارد في عام 2020 بألبوم جديد بعنوان Iskald. يواصل الألبوم استكشاف الأساليب الموسيقية المتنوعة التي اشتهر بها أيزنجارد، ولكنه يضيف أيضًا بعض العناصر الجديدة، مثل استخدام الغناء النظيف في بعض الأغاني.
بالإضافة إلى هذه الألبومات، أصدر أيزنجارد عددًا من الأغاني المنفردة والتسجيلات التجريبية التي تظهر على مختلف التجميعات.
تأثير أيزنجارد
على الرغم من أن أيزنجارد كان مشروعًا ثانويًا لفينريز، إلا أنه كان له تأثير كبير على مشهد الميتال المتطرف. ألهمت موسيقى أيزنجارد العديد من الفنانين الآخرين، وساعدت في تشكيل تطور موسيقى البلاك ميتال والفايكنج ميتال. يعتبر أيزنجارد أيضًا مثالًا على أهمية التجريب والابتكار في الموسيقى، وكيف يمكن للفنان أن يجمع بين أنواع مختلفة من الموسيقى لإنشاء شيء فريد ومثير للاهتمام.
يعتبر فينريز شخصية محترمة للغاية في عالم الميتال، ومساهماته في موسيقى داركترون وأيزنجارد جعلت منه أسطورة حقيقية.
معلومات إضافية
من الجدير بالذكر أن فينريز قام بتسجيل كل الآلات الموسيقية والأغاني بنفسه في جميع إصدارات أيزنجارد. هذا يظهر موهبته الموسيقية الاستثنائية وقدرته على التحكم الكامل في الرؤية الفنية للمشروع.
على الرغم من أن أيزنجارد لم يقم بأي عروض حية حتى الآن، إلا أن هناك دائمًا احتمال أن يقوم فينريز بتغيير رأيه في المستقبل. سيكون من المثير رؤية أيزنجارد يؤدي موسيقاه على المسرح.
خاتمة
أيزنجارد هو مشروع موسيقي فريد ومثير للاهتمام قام به فينريز، عازف الطبول في فرقة داركترون. يتميز المشروع بالتنوع والجمع بين عناصر مختلفة من موسيقى الميتال، بما في ذلك البلاك ميتال، والدوم ميتال، والميتال التقدمي، والفولك ميتال. أثر أيزنجارد بشكل كبير على مشهد الميتال المتطرف، وألهم العديد من الفنانين الآخرين. يعتبر فينريز شخصية محترمة للغاية في عالم الميتال، ومساهماته في موسيقى داركترون وأيزنجارد جعلت منه أسطورة حقيقية.