مقدمة
يشير اسم غاستون دورليان إلى شخصيتين تاريخيتين بارزتين من العائلة المالكة الفرنسية، وهما:
- غاستون، دوق أورليان (1608–1660): الابن الأصغر للملك هنري الرابع وشقيق الملك لويس الثالث عشر. لعب دورًا هامًا في السياسة الفرنسية في عهد أخيه وابن أخيه لويس الرابع عشر.
- الأمير غاستون، كونت يو (1842–1922): أمير فرنسي برازيلي، حفيد الملك لويس فيليب الأول ملك فرنسا. تزوج من إيزابيل، وريثة العرش البرازيلي.
غاستون، دوق أورليان (1608–1660)
ولد غاستون جان باتيست دورليان في قصر فونتينبلو في 24 أبريل 1608، وهو الابن الثالث للملك هنري الرابع ملك فرنسا وماري دي ميديشي. منذ ولادته، حمل لقب دوق أنجو، ثم أصبح دوق أورليان بعد وفاة شقيقه الأكبر نيكولاس هنري عام 1611. كان غاستون الوريث المفترض للعرش الفرنسي حتى ولادة شقيقه الأصغر، الملك لويس الثالث عشر، لابنه لويس الرابع عشر عام 1638.
كان غاستون شخصية طموحة ومتقلبة، لعب دورًا محوريًا في العديد من المؤامرات والتمردات ضد أخيه الملك لويس الثالث عشر والكاردينال ريشيليو، رئيس وزراء فرنسا القوي. كان يسعى دائمًا لزيادة سلطته ونفوذه، وغالبًا ما كان يتآمر مع النبلاء الساخطين ضد السلطة الملكية.
تمرداته ومؤامراته:
- مؤامرة شاليه (1626): شارك غاستون في مؤامرة للإطاحة بالكاردينال ريشيليو وتنصيب نفسه وصيًا على العرش. فشلت المؤامرة وتم إعدام العديد من المتآمرين، لكن غاستون نجا بفضل اعترافه بالذنب وتعهده بالولاء للملك.
- حرب لانغيدوك (1632): قاد غاستون تمردًا في منطقة لانغيدوك بدعم من بعض النبلاء المحليين. هُزم التمرد وتم نفيه إلى دوقية لورين.
- مؤامرة كينك مارس (1642): شارك غاستون في مؤامرة أخرى للإطاحة بريشيليو، وهذه المرة بالتعاون مع هنري كينك مارس، وهو أحد المقربين من الملك لويس الثالث عشر. فشلت المؤامرة وتم إعدام كينك مارس، بينما نجا غاستون مرة أخرى بفضل تدخّل الملكة آن النمساوية.
بعد وفاة لويس الثالث عشر عام 1643، أصبح غاستون وصيًا على العرش لابن أخيه الصغير، لويس الرابع عشر. ومع ذلك، سرعان ما فقد سلطته لصالح الكاردينال مازاران، الذي أصبح رئيسًا للوزراء واستمر في سياسة ريشيليو. استمر غاستون في التآمر ضد مازاران ولعب دورًا في حركة الفروند، وهي سلسلة من الانتفاضات ضد السلطة الملكية خلال فترة حكم لويس الرابع عشر.
تزوج غاستون مرتين. تزوج أولاً من ماري دي بوربون، دوقة مونتبنسييه، عام 1626. توفيت ماري بعد ولادة ابنتهما الوحيدة، آن ماري لويز دورليان، دوقة مونتبنسييه، المعروفة باسم “لا غراند مادوموازيل”. تزوج غاستون لاحقًا من مارغريت من لورين عام 1632، لكن الزواج لم يتم الاعتراف به رسميًا من قبل الملك لويس الثالث عشر حتى عام 1643. أنجب غاستون ومارغريت خمسة أطفال.
توفي غاستون دورليان في بلوه في 2 فبراير 1660. على الرغم من حياته المضطربة المليئة بالمؤامرات والتمردات، لعب غاستون دورًا هامًا في تاريخ فرنسا في القرن السابع عشر. كان شخصية مثيرة للجدل، حيث اعتبره البعض خائنًا وطموحًا، بينما رأى فيه آخرون مدافعًا عن حقوق النبلاء ضد السلطة الملكية المطلقة.
الأمير غاستون، كونت يو (1842–1922)
ولد لويس فيليب ماري فرديناند غاستون دورليان، كونت يو، في 28 أبريل 1842 في نويي سور سين بالقرب من باريس. كان حفيد الملك لويس فيليب الأول ملك فرنسا. بعد الإطاحة بالملكية الفرنسية في عام 1848، انتقلت العائلة المالكة إلى المنفى في إنجلترا.
في عام 1864، تزوج غاستون من الأميرة إيزابيل، وريثة العرش البرازيلي وابنة الإمبراطور بيدرو الثاني. انتقل غاستون وإيزابيل إلى البرازيل ولعبا دورًا هامًا في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.
دوره في الجيش البرازيلي:
خدم غاستون في الجيش البرازيلي وشارك في حرب الباراغواي (1864-1870). قاد بعض الوحدات العسكرية وحقق بعض النجاحات، لكنه واجه أيضًا بعض الانتقادات بسبب أسلوبه القيادي. لعب دورًا هامًا في تحديث الجيش البرازيلي وإدخال تقنيات جديدة.
دوره في إلغاء العبودية:
كان غاستون مؤيدًا قويًا لإلغاء العبودية في البرازيل، وعمل جنبًا إلى جنب مع زوجته إيزابيل على الضغط من أجل إنهاء هذه الممارسة اللاإنسانية. في عام 1888، وقعت إيزابيل، بصفتها وصية على العرش أثناء غياب والدها الإمبراطور، على “القانون الذهبي” الذي ألغى العبودية في البرازيل. كان لهذا القانون تأثير كبير على المجتمع البرازيلي وحظي بدعم واسع النطاق.
الإطاحة بالنظام الملكي:
في عام 1889، أطيح بالنظام الملكي في البرازيل في انقلاب عسكري، وتم نفي غاستون وإيزابيل وعائلتهما إلى أوروبا. عاش غاستون في المنفى حتى وفاته في بولوجن بيلانكور بالقرب من باريس في 28 أغسطس 1922. على الرغم من الإطاحة بالنظام الملكي، ظل غاستون شخصية محترمة في البرازيل، خاصةً لدوره في إلغاء العبودية.
خاتمة
يمثل غاستون دورليان شخصيتين متباينتين في التاريخ الأوروبي والأمريكي اللاتيني. الأول، دوق أورليان، كان شخصية مثيرة للجدل في فرنسا القرن السابع عشر، معروفًا بمؤامراته وتمرداته. أما الثاني، كونت يو، فقد لعب دورًا هامًا في تاريخ البرازيل، خاصةً في إلغاء العبودية. على الرغم من اختلاف حياتهما، إلا أن كلا الشخصين يحملان اسمًا مرتبطًا بتاريخ عائلة أورليان العريقة.