المذنب الدوري 169P/NEAT

تاريخ الاكتشاف والرصد

اكتُشف المذنب 169P/NEAT في 26 ديسمبر 2002 بواسطة برنامج NEAT (Near-Earth Asteroid Tracking). NEAT هو برنامج مشترك بين وكالة ناسا ومختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. يهدف البرنامج إلى اكتشاف وتوصيف الكويكبات والمذنبات القريبة من الأرض التي قد تشكل خطرًا على كوكبنا.

تم اكتشاف المذنب 169P/NEAT باستخدام تلسكوب شميدت مقاس 1.2 متر في مرصد بالومار في كاليفورنيا. في وقت الاكتشاف، كان المذنب خافتًا جدًا، حيث بلغ لمعانه 21.1. كان يقع على بعد 6.2 وحدة فلكية من الشمس و 5.4 وحدة فلكية من الأرض.

بعد الاكتشاف، تم رصد المذنب بواسطة العديد من المراصد الأخرى حول العالم. بناءً على ستة مواقع رصد، تم حساب مدار أولي في 13 يناير 2003. أشار هذا المدار الأولي إلى أن المذنب دوري بفترة مدارية تبلغ حوالي 65 عامًا. ومع ذلك، كان هذا المدار الأولي غير دقيق إلى حد كبير بسبب قصر قوس الرصد.

في وقت لاحق، تم العثور على صور مسح سابقة للمذنب من مرصد بالومار من 8 أغسطس 1980. سمح ذلك بحساب مدار دقيق للمذنب. تبين أن المدار شبه الرئيسي يبلغ 23.4 وحدة فلكية، والانحراف المركزي 0.74، والميل 2.5 درجة بالنسبة لمسير الشمس. يبلغ الحضيض الشمسي 6.0 وحدة فلكية، والأوج 40.8 وحدة فلكية. فترة المذنب المدارية هي 66.4 سنة.

تم رصد المذنب مرة أخرى بعد عودته في عام 2018. بلغ الحضيض الشمسي في 13 مايو 2018. في ذلك الوقت، كان المذنب يقع على بعد 5.9 وحدة فلكية من الشمس و 5.2 وحدة فلكية من الأرض. وبلغ لمعانه حوالي 20.

الخصائص المدارية والفيزيائية

يمتلك المذنب 169P/NEAT مدارًا دوريًا حول الشمس، حيث تبلغ الفترة المدارية حوالي 66.4 سنة. يبلغ المدار شبه الرئيسي 23.4 وحدة فلكية، والانحراف المركزي 0.74، والميل 2.5 درجة بالنسبة لمسير الشمس.

الحضيض الشمسي: 6.0 وحدة فلكية.

الأوج: 40.8 وحدة فلكية.

الفترة المدارية: 66.4 سنة.

لم يتم تحديد حجم المذنب 169P/NEAT بدقة حتى الآن، ولكن يُعتقد أنه صغير نسبيًا. بناءً على لمعانه، يُقدر قطره ببضعة كيلومترات فقط.

يتكون المذنب من نواة جليدية وغبارية. عندما يقترب المذنب من الشمس، تبدأ المواد المتطايرة في النواة في التبخر، مما يؤدي إلى تكوين غلاف (coma) وذيل.

علاقته بمطر شهب ألفا الجدي

يُعتقد أن المذنب 169P/NEAT هو الجسم الأم لمطر شهب ألفا الجدي. مطر شهب ألفا الجدي هو مطر شهابي سنوي يحدث في الفترة من 3 يوليو إلى 15 أغسطس، وتبلغ ذروته عادةً في أواخر شهر يوليو. يُعرف هذا المطر الشهابي بإنتاج عدد قليل من الكرات النارية الساطعة.

تتشكل زخات الشهب عندما تعبر الأرض مدار مذنب. تترك المذنبات وراءها تيارات من الغبار والحطام. عندما تمر الأرض عبر هذه التيارات، تحترق جزيئات الغبار الصغيرة في الغلاف الجوي، مما يخلق وابلًا من الشهب.

يعتقد علماء الفلك أن مطر شهب ألفا الجدي مرتبط بالمذنب 169P/NEAT. عندما يتحرك المذنب في مداره حول الشمس، فإنه يترك وراءه تيارًا من الغبار والحطام. عندما تعبر الأرض هذا التيار في أواخر شهر يوليو، فإننا نشهد مطر شهب ألفا الجدي.

خصائص مطر شهب ألفا الجدي:

الفترة: 3 يوليو – 15 أغسطس
الذروة: أواخر يوليو
المصدر: المذنب 169P/NEAT
السرعة: متوسطة
معدل الزينيث الساعي (ZHR): منخفض (عادة أقل من 5 شهب في الساعة)
الخصائص المميزة: كرات نارية ساطعة

أهمية دراسة المذنبات

تعتبر دراسة المذنبات مهمة لعدة أسباب:

أصل النظام الشمسي: تحمل المذنبات معلومات قيمة حول الظروف المبكرة للنظام الشمسي. فهي تتكون من مواد بقيت سليمة نسبيًا منذ تكوين النظام الشمسي قبل 4.6 مليار سنة. من خلال تحليل تكوين المذنبات، يمكن لعلماء الفلك التعرف على المواد التي كانت موجودة في القرص الشمسي الأولي وكيف تشكلت الكواكب.
توصيل الماء والمواد العضوية إلى الأرض: يُعتقد أن المذنبات والكويكبات قد لعبت دورًا مهمًا في توصيل الماء والمواد العضوية إلى الأرض في المراحل المبكرة من تاريخها. تحتوي بعض المذنبات على كميات كبيرة من الماء المتجمد والمواد العضوية المعقدة. إذا اصطدمت هذه المذنبات بالأرض، فقد تكون قد ساهمت في تكوين المحيطات وظهور الحياة.
تهديد الاصطدام: تشكل المذنبات والكويكبات القريبة من الأرض تهديدًا محتملاً لكوكبنا. يمكن أن يتسبب اصطدام كبير في دمار واسع النطاق. من خلال تتبع هذه الأجسام، يمكن لعلماء الفلك تقييم خطر الاصطدام واتخاذ خطوات للتخفيف من هذا الخطر.
فهم ديناميكيات النظام الشمسي: تساعد دراسة مدارات المذنبات على فهم ديناميكيات النظام الشمسي. يمكن أن تتأثر مدارات المذنبات بالجاذبية من الكواكب الأخرى، مما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في مساراتها. من خلال دراسة هذه التفاعلات، يمكن لعلماء الفلك التعرف على كيفية تطور النظام الشمسي بمرور الوقت.

مستقبل الرصد

من المتوقع أن يظل المذنب 169P/NEAT هدفًا للدراسة في السنوات القادمة. سيواصل علماء الفلك مراقبة المذنب لتحديد خصائصه المدارية والفيزيائية بشكل أفضل. قد يتم استخدام التلسكوبات المستقبلية الأكثر قوة لدراسة تكوين المذنب وتحديد ما إذا كان يحتوي على أي مواد عضوية معقدة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يتم إطلاق مهمة فضائية إلى المذنب 169P/NEAT في المستقبل. يمكن لمثل هذه المهمة أن توفر رؤى قيمة حول تكوين المذنب وتاريخ النظام الشمسي.

خاتمة

المذنب الدوري 169P/NEAT هو مذنب مثير للاهتمام اكتشفه برنامج NEAT في عام 2002. يتميز بفترة مدارية تبلغ حوالي 66.4 سنة، ويعتقد أنه الجسم الأم لمطر شهب ألفا الجدي. تعتبر دراسة المذنبات مثل 169P/NEAT مهمة لفهم أصل النظام الشمسي، وتوصيل الماء والمواد العضوية إلى الأرض، وتهديد الاصطدام، وديناميكيات النظام الشمسي. من المتوقع أن يظل المذنب هدفًا للدراسة في المستقبل، وقد يتم إطلاق مهمة فضائية إليه في نهاية المطاف.