خلفية تاريخية
في بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914، لم يكن لدى بريطانيا جيش دائم كبير. كان يعتمد بشكل أساسي على الجيش النظامي وقوة الإقليميين، وهي قوة احتياطية من المتطوعين. مع تزايد الحاجة إلى القوة العاملة، دعا وزير الحرب اللورد كيتشنر إلى التجنيد على نطاق واسع. في محاولة لزيادة الإقبال على التجنيد، ابتكر كيتشنر نظام أفواج الأصدقاء. كان هذا يعني السماح للرجال بالتسجيل معًا في كتائب شكلها رجال من نفس المدينة أو البلدة أو الحي أو مكان العمل. كان الهدف هو الاستفادة من الروابط المجتمعية القائمة بالفعل.
كانت مدينة ليفربول، وهي ميناء رئيسي ومركز صناعي، مدينة رئيسية للجيش. استجابت المدينة بحماس لنداء كيتشنر، وسارع الآلاف من الرجال إلى التسجيل. تم تشكيل الكتائب الأولى من أفواج ليفربول في سبتمبر 1914، وشملت 17 و 18 و 19 و 20 كتيبة من فوج الملك (ليفربول). كان هؤلاء الرجال من خلفيات متنوعة، بما في ذلك العمال والمهندسون والتجار والموظفون وغيرهم.
تشكيل وتنظيم أفواج ليفربول
تم تشكيل أفواج ليفربول في البداية من خلال جهود التجنيد المحلية. استخدمت اللجان المحلية والمجتمعية المختلفة، بالإضافة إلى الصحف المحلية، إعلانات التجنيد والنداءات لحث الرجال على الانضمام إلى أفواج الأصدقاء. في كثير من الأحيان، كان هذا يتم من خلال الوعود بأن الأصدقاء والزملاء يمكنهم البقاء معًا. غالبًا ما كان يتم تدريب المجندين معًا في نفس المعسكرات، مما يعزز الروابط الاجتماعية. كان هذا أمرًا بالغ الأهمية، لأنه يعني أن الرجال سيعرفون ويثقون ببعضهم البعض عند ذهابهم إلى الحرب.
تم تنظيم أفواج ليفربول في كتائب، وكل كتيبة تتكون من حوالي 1000 رجل. تم تقسيم الكتائب إلى أربع سرايا، وكل سرية تتكون من أربع فصائل. كان لكل كتيبة قائد وضباط آخرون، بما في ذلك ضباط من رتبة رقيب ورقيب أول. كان الجنود جنودًا عاديين.
تلقت أفواج ليفربول تدريبًا مكثفًا قبل إرسالها إلى الخارج. كان هذا التدريب يركز على المشاة والأسلحة، بما في ذلك البنادق والقنابل اليدوية والمدافع الرشاشة. تعلم الجنود أيضًا التكتيكات والتدابير الوقائية اللازمة للمعركة. كان التدريب صارمًا ومكثفًا، حيث كان يهدف إلى إعداد الرجال لأهوال الحرب.
الخدمة في الحرب العالمية الأولى
شهدت أفواج ليفربول الخدمة في العديد من المعارك الرئيسية خلال الحرب العالمية الأولى. تم إرسالهم إلى فرنسا في عام 1915، وبدأوا على الفور في المشاركة في القتال المكثف في الخنادق. لقد شاركوا في معارك رئيسية مثل معركة السوم ومعركة يبرز ومعركة أراس.
كانت معركة السوم، التي بدأت في يوليو 1916، واحدة من أكثر المعارك دموية في تاريخ الحرب. شاركت أفواج ليفربول في العديد من الهجمات على طول خط الجبهة. عانت هذه الأفواج من خسائر فادحة، حيث قتل أو جرح أو فقد الآلاف من الرجال. في اليوم الأول من معركة السوم، في 1 يوليو 1916، قُتل أكثر من 700 رجل من فوج الملك (ليفربول) – بما في ذلك العديد من أفواج ليفربول.
شهدت أفواج ليفربول أيضًا القتال الشرس في معركة يبرز في بلجيكا. كانت هذه المعركة بمثابة حرب استنزاف، حيث قاتل الجانبان من أجل السيطرة على منطقة صغيرة من الأرض. عانت أفواج ليفربول من خسائر فادحة في هذه المعركة، لكنها أظهرت شجاعة وتصميمًا كبيرين.
معركة أراس، في أبريل-مايو 1917، شهدت أيضًا مشاركة أفواج ليفربول. خلال هذه المعركة، نفذت أفواج ليفربول هجمات على طول خط الجبهة. عانت هذه الأفواج من خسائر فادحة، لكنها نجحت في الاستيلاء على بعض الأهداف الاستراتيجية.
بسبب طبيعة القتال في الحرب العالمية الأولى، عانت أفواج ليفربول من خسائر فادحة. قُتل الآلاف من الرجال، وأُصيب الآلاف الآخرون بجروح أو فقدوا أو أسروا. كان تأثير هذه الخسائر على مدينة ليفربول كبيرًا. فقدت المدينة العديد من شبابها، وشعر سكان المدينة بالحزن والحداد.
تأثير أفواج الأصدقاء
كان لنظام أفواج الأصدقاء تأثير كبير على الحرب. من ناحية، عزز الروح المعنوية والتماسك داخل الوحدات. كان الرجال يقاتلون جنبًا إلى جنب مع أصدقائهم وزملائهم، مما أعطاهم سببًا إضافيًا للقتال. ومع ذلك، كان لنظام أفواج الأصدقاء أيضًا بعض الجوانب السلبية. في حالة قتل أو جرح كتيبة بأكملها من الأصدقاء، عانت مجتمعات بأكملها من خسائر فادحة، مما أثر بشدة على الروح المعنوية المدنية.
في حالة أفواج ليفربول، كان تأثير نظام أفواج الأصدقاء كبيرًا. عندما قُتل أو جرح أو فقد الآلاف من الرجال، عانت مدينة ليفربول من خسائر فادحة. تأثرت العائلات والأصدقاء والمجتمعات بشدة. أصبح هذا واضحًا في الأيام التي أعقبت معركة السوم، حيث تلقت ليفربول بريدًا كبيرًا من الرسائل التي تعلم العائلات بوفاة أحبائهم.
على الرغم من الخسائر الفادحة، فقد أظهرت أفواج ليفربول شجاعة وتصميمًا كبيرين. قاتل الرجال بشجاعة، وشرفوا مدينتهم وبلدهم. أصبحوا رمزًا للتضحية والشجاعة.
إرث أفواج ليفربول
لا تزال أفواج ليفربول تتذكر في ليفربول وحول العالم. هناك العديد من النصب التذكارية والنصب التذكارية المخصصة لهم. يتم إحياء ذكراهم كل عام في احتفالات يوم الذكرى. إنهم يمثلون تضحية جيل كامل من الرجال الذين قاتلوا بشجاعة في الحرب العالمية الأولى. إنهم بمثابة تذكير دائم بتكاليف الحرب.
بالإضافة إلى النصب التذكارية والنصب التذكارية، هناك العديد من الكتب والأفلام والبرامج الوثائقية التي تحكي قصة أفواج ليفربول. ساعد هذا على نشر الوعي بأعمالهم وتضحياتهم. كما تم تكريم العديد من أفراد أفواج ليفربول بالأوسمة العسكرية، بما في ذلك صليب فيكتوريا، أعلى جائزة للشجاعة في مواجهة العدو. في وقتنا الحاضر، لا يزال تاريخهم يدرس في المدارس والجامعات، مما يضمن أن تضحياتهم لن تُنسى أبدًا.
تمثل أفواج ليفربول جزءًا مهمًا من تاريخ الحرب العالمية الأولى. إنهم يمثلون تضحية جيل كامل من الرجال الذين قاتلوا بشجاعة في الحرب. يجب أن نتذكر دائمًا تضحياتهم.
أهمية أفواج الأصدقاء
كان نظام أفواج الأصدقاء تجربة فريدة من نوعها في تاريخ الحرب. كان يهدف إلى الاستفادة من الروابط المجتمعية القائمة بالفعل، مما عزز الروح المعنوية والتماسك داخل الوحدات. على الرغم من بعض العيوب، فقد لعبت أفواج الأصدقاء دورًا مهمًا في الحرب العالمية الأولى. لقد أظهرت قدرتهم على حشد وتعبئة عدد كبير من الرجال، وأظهروا شجاعة وتصميمًا كبيرين في ساحة المعركة.
تعتبر أفواج الأصدقاء مثالًا على قوة الروابط الإنسانية. لقد أظهروا أن الرجال على استعداد للقتال والموت جنبًا إلى جنب مع أصدقائهم. هذا الدرس له أهمية كبيرة حتى يومنا هذا.
أمثلة على أفواج الأصدقاء الأخرى
بالإضافة إلى أفواج ليفربول، تم تشكيل العديد من أفواج الأصدقاء الأخرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وتشمل هذه:
- كتائب يوركشاير.
- كتائب لانكشاير.
- كتائب لندن.
شاركت هذه الأفواج في معارك رئيسية خلال الحرب العالمية الأولى، وتحملت خسائر فادحة. كما هو الحال مع أفواج ليفربول، كانت أفواج الأصدقاء الأخرى جزءًا مهمًا من الجهد الحربي البريطاني.
أخطاء شائعة
هناك بعض الأخطاء الشائعة المتعلقة بأفواج الأصدقاء. أحد هذه الأخطاء هو أنهم كانوا جميعًا من نفس الخلفية الاجتماعية. في حين أنهم غالبًا ما كانوا من نفس المنطقة أو مكان العمل، فقد جاءوا من مجموعة متنوعة من الخلفيات الاجتماعية. خطأ شائع آخر هو أنهم كانوا جميعًا متطوعين. في حين أن معظمهم كانوا متطوعين في البداية، إلا أن بعضهم تم تجنيدهم لاحقًا.
الدروس المستفادة
تقدم أفواج الأصدقاء عددًا من الدروس المهمة. إنها تظهر قوة الروابط الاجتماعية وأهمية الروح المعنوية في الحرب. إنها بمثابة تذكير بتكاليف الحرب، وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات. من خلال دراسة أفواج الأصدقاء، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل تجارب الجنود خلال الحرب العالمية الأولى، وأن نقدر التضحيات التي قدموها.
خاتمة
كانت أفواج ليفربول، المعروفة أيضًا باسم “أفواج رفاق ليفربول”، كتائب مشاة شكلت جزءًا من فوج الملك (ليفربول) خلال الحرب العالمية الأولى. تم تشكيلها كجزء من نظام أفواج الأصدقاء الذي يهدف إلى تجنيد الرجال للخدمة في الجيش من نفس المجتمعات. شهدت أفواج ليفربول الخدمة في العديد من المعارك الرئيسية، وتحملت خسائر فادحة. على الرغم من الخسائر الفادحة، فقد أظهرت شجاعة وتصميمًا كبيرين. إنهم يمثلون تضحية جيل كامل من الرجال الذين قاتلوا بشجاعة في الحرب العالمية الأولى. لا تزال أفواج ليفربول تتذكر في ليفربول وحول العالم. إنهم بمثابة تذكير دائم بتكاليف الحرب.
المراجع
“`