الحياة المبكرة والتعليم
ولد هارتمان لاوترباخر في رويتلينغن بألمانيا. بعد الانتهاء من تعليمه الثانوي، التحق بجامعة توبنغن لدراسة القانون. انضم إلى الحزب النازي (NSDAP) في عام 1927 وحصل على الرقم 72541. وفي نفس العام، انضم أيضًا إلى كتيبة العاصفة (SA)، الجناح شبه العسكري للحزب النازي. في عام 1929، انتقل إلى قوات الأمن الخاصة (SS) برقم عضوية 1557.
الارتقاء في صفوف الحزب النازي
بدأ لاوترباخر مسيرته المهنية في الحزب النازي كقائد لطلاب الحزب (NS-Studentenbund) في جامعة توبنغن. سرعان ما صعد في الرتب، وأصبح في عام 1931 رئيسًا لمنطقة الحزب في جنوب فورتمبيرغ-هوهنزولرن. وفي عام 1933، عُين رئيسًا لشرطة الدولة في فورتمبيرغ. وفي نفس العام، انتُخب عضوًا في الرايخستاغ، البرلمان الألماني.
في عام 1934، تم تعيين لاوترباخر رئيسًا لشباب هتلر في منطقة هانوفر. كان مسؤولاً عن تلقين الشباب الأيديولوجية النازية وتدريبهم على الخدمة العسكرية. وفي عام 1937، تمت ترقيته إلى رتبة Obergebietsführer، وهي أعلى رتبة في شباب هتلر.
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب لاوترباخر دورًا مهمًا في إدارة المناطق المحتلة. في عام 1940، تم تعيينه Gauleiter لمنطقة هانوفر الجنوبية. وفي عام 1943، أصبحت منطقته تشمل أيضًا ويستفاليا الجنوبية وهسن الشمالية. كـ Gauleiter، كان لاوترباخر مسؤولاً عن تنفيذ السياسات النازية، بما في ذلك اضطهاد اليهود وغيرهم من الأقليات، وتجنيد العمال للعمل في الصناعة الحربية.
كان لاوترباخر مسؤولاً أيضًا عن الدفاع عن منطقته ضد الغارات الجوية للحلفاء. في عام 1944، تم تعيينه قائدًا للدفاع المدني في هانوفر. قام بتنظيم الدفاع عن المدينة ضد الغارات الجوية، وأشرف على بناء الملاجئ وتوزيع الإمدادات.
القبض عليه ومحاكمته
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم القبض على لاوترباخر من قبل القوات البريطانية. تمت محاكمته أمام محكمة عسكرية بريطانية في عام 1946 بتهمة ارتكاب جرائم حرب. أدين وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا. تم تخفيف عقوبته لاحقًا، وأُطلق سراحه من السجن في عام 1951.
الحياة بعد الحرب
بعد إطلاق سراحه من السجن، عاش لاوترباخر حياة هادئة نسبياً. عمل كرجل أعمال، وتجنب الظهور العلني. توفي في زيهلسهايم، هسن، في عام 1988.
إرثه
يُذكر هارتمان لاوترباخر كشخصية بارزة في الحزب النازي. لعب دورًا مهمًا في تلقين الشباب الأيديولوجية النازية، وفي إدارة المناطق المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية. تعتبر أفعاله مسؤولة عن معاناة ووفاة عدد كبير من الناس.
مناصبه الرئيسية
- 1931-1933: Gauleiter لمنطقة الحزب في جنوب فورتمبيرغ-هوهنزولرن
- 1933-1934: رئيس شرطة الدولة في فورتمبيرغ
- 1933-1945: عضو في الرايخستاغ
- 1934-1940: رئيس شباب هتلر في منطقة هانوفر
- 1937-1945: Obergebietsführer (أعلى رتبة في شباب هتلر)
- 1940-1945: Gauleiter لمنطقة هانوفر الجنوبية (لاحقًا ويستفاليا الجنوبية وهسن الشمالية)
- 1944-1945: قائد الدفاع المدني في هانوفر
أفكاره ومعتقداته
كان لاوترباخر مؤيدًا قويًا للأيديولوجية النازية. كان يعتقد أن العرق الآري متفوق على جميع الأجناس الأخرى، وأن اليهود كانوا تهديدًا لألمانيا. كان أيضًا مؤيدًا قويًا للتوسع الإقليمي الألماني، وكان يعتقد أن ألمانيا تستحق أن تحكم أوروبا.
كرئيس لشباب هتلر، سعى لاوترباخر إلى تلقين الشباب الأيديولوجية النازية. قام بتنظيم فعاليات ومخيمات لتلقينهم الأيديولوجية النازية وتدريبهم على الخدمة العسكرية. كان يعتقد أن الشباب هم مستقبل ألمانيا، وأنهم بحاجة إلى أن يكونوا مستعدين للدفاع عن البلاد.
تورطه في جرائم الحرب
كان لاوترباخر مسؤولاً عن تنفيذ السياسات النازية في منطقته. تضمنت هذه السياسات اضطهاد اليهود وغيرهم من الأقليات، وتجنيد العمال للعمل في الصناعة الحربية. كان لاوترباخر على علم بالفظائع التي ارتكبها النازيون، لكنه لم يفعل شيئًا لوقفها.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تمت محاكمة لاوترباخر بتهمة ارتكاب جرائم حرب. أدين وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا. تم تخفيف عقوبته لاحقًا، وأُطلق سراحه من السجن في عام 1951.
الخلاصة
كان هارتمان لاوترباخر شخصية مهمة في الحزب النازي، حيث شغل مناصب قيادية متعددة وشارك في تنفيذ سياسات النظام. يُنظر إليه على أنه شخصية مثيرة للجدل بسبب أدواره في شباب هتلر وإدارة المناطق المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن إدانته بجرائم حرب. حياته تعكس صعود وسقوط الحزب النازي وتأثيره العميق على ألمانيا وأوروبا.
خاتمة
هارتمان لاوترباخر شخصية تاريخية معقدة ومثيرة للجدل. صعوده السريع في صفوف الحزب النازي، ودوره في شباب هتلر، ومشاركته في إدارة المناطق المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، كلها عوامل تجعله موضوعًا للدراسة والتحليل. أفعاله والقرارات التي اتخذها خلال تلك الفترة المظلمة من التاريخ لا تزال تثير أسئلة حول المسؤولية الفردية والامتثال الأعمى للأيديولوجيات المتطرفة.