تاريخ الشركة
تأسست شركة تاونسند ثوريسن في عام 1968 من خلال دمج شركتي Townsend Car Ferries و Thoresen Car Ferries. سرعان ما أصبحت واحدة من الشركات الرائدة في مجال العبّارات في القنال الإنجليزي، حيث تقدم خدمات منتظمة إلى موانئ في فرنسا وبلجيكا وهولندا. في عام 1987، استحوذت شركة P&O على تاونسند ثوريسن، وغُيّر اسمها لاحقًا إلى عبّارات P&O الأوروبية.
شهدت الشركة نموًا كبيرًا في ظل ملكية P&O، مع توسيع أسطولها وشبكة خطوطها. استمرت في تقديم خدمات مهمة لنقل الركاب والبضائع عبر القنال الإنجليزي وبحر الشمال، ولعبت دورًا حيويًا في ربط المملكة المتحدة بأوروبا القارية.
حادثة هيرالد أوف فري إنتربرايز
في عام 1987، تعرضت عبّارة تابعة لشركة تاونسند ثوريسن، وهي هيرالد أوف فري إنتربرايز (Herald of Free Enterprise)، لحادث مأساوي قبالة سواحل زيبروغ في بلجيكا. غادرت العبّارة الميناء وبوابات مقدمتها مفتوحة، مما أدى إلى دخول المياه إلى سطح السيارة وانقلابها. أسفر الحادث عن مصرع 193 شخصًا.
كانت كارثة هيرالد أوف فري إنتربرايز نقطة تحول في صناعة العبّارات. أدت إلى تغييرات كبيرة في إجراءات السلامة ولوائحها، بهدف منع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. تضمنت هذه التغييرات تحسينات في تصميم العبّارات، وزيادة التدريب للطاقم، وتطبيق إجراءات أكثر صرامة لإغلاق بوابات المقدمة قبل الإبحار.
خدمات الشركة
قدمت عبّارات P&O الأوروبية مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك:
- نقل الركاب: كانت الشركة توفر خدمات نقل الركاب على متن عبّاراتها، مع مجموعة متنوعة من خيارات الإقامة والمرافق.
- نقل البضائع: قامت الشركة بنقل البضائع والمركبات التجارية عبر القنال الإنجليزي وبحر الشمال.
- خدمات الشحن: قدمت P&O European Ferries خدمات شحن متخصصة لمجموعة متنوعة من البضائع.
وجهات الشركة
شغّلت عبّارات P&O الأوروبية خطوطًا إلى العديد من الوجهات في أوروبا، بما في ذلك:
- دوفر (المملكة المتحدة) إلى كاليه (فرنسا)
- هال (المملكة المتحدة) إلى زيبراوج (بلجيكا)
- ليفربول (المملكة المتحدة) إلى دبلن (أيرلندا)
- كيرنريان (اسكتلندا) إلى لارفن (أيرلندا الشمالية)
أسطول الشركة
كان لدى عبّارات P&O الأوروبية أسطول كبير من العبّارات، بما في ذلك السفن التقليدية وعبّارات الركاب السريعة. تم تجهيز هذه السفن بمجموعة متنوعة من المرافق، مثل المطاعم والحانات والمتاجر ومناطق الجلوس المريحة.
إعادة تسمية الشركة
في عام 2002، أعيد تسمية عبّارات P&O الأوروبية ببساطة إلى P&O Ferries. استمرت الشركة في العمل تحت هذا الاسم حتى وقتنا هذا، حيث تقدم خدمات نقل الركاب والبضائع عبر القنال الإنجليزي وبحر الشمال وأيرلندا الشمالية.
التأثير على التجارة والسياحة
لعبت عبّارات P&O الأوروبية دورًا حاسمًا في تسهيل التجارة والسياحة بين المملكة المتحدة وأوروبا القارية. من خلال توفير خدمات نقل موثوقة وفعالة، ساهمت الشركة في النمو الاقتصادي لكلا المنطقتين. كما سمحت العبّارات للناس بالسفر بسهولة بين البلدان، مما عزز التبادل الثقافي والتفاهم.
المنافسة في سوق العبّارات
واجهت عبّارات P&O الأوروبية منافسة كبيرة من شركات العبّارات الأخرى العاملة في القنال الإنجليزي وبحر الشمال. تنافست الشركات على الركاب والبضائع، وقدمت مجموعة متنوعة من الخدمات والأسعار لجذب العملاء. تشمل بعض المنافسين الرئيسيين لشركة P&O Ferries كلاً من DFDS Seaways وStena Line وEurotunnel.
التحديات التي تواجه الشركة
واجهت عبّارات P&O الأوروبية عددًا من التحديات على مر السنين، بما في ذلك:
- المنافسة المتزايدة: أدت المنافسة المتزايدة من شركات العبّارات الأخرى إلى الضغط على الأسعار والأرباح.
- التغيرات التنظيمية: أدت التغيرات في اللوائح المتعلقة بالسلامة والأمن إلى زيادة التكاليف على الشركة.
- الركود الاقتصادي: أثرت فترات الركود الاقتصادي سلبًا على الطلب على خدمات العبّارات.
- جائحة كوفيد-19: تسببت جائحة كوفيد-19 في تعطيل كبير لعمليات الشركة، حيث أدت قيود السفر والإغلاق إلى انخفاض حاد في عدد الركاب والبضائع المنقولة.
مستقبل الشركة
لا يزال مستقبل عبّارات P&O Ferries غير مؤكد، مع استمرار تأثير جائحة كوفيد-19 والتغيرات المستمرة في سوق العبّارات. ومع ذلك، تظل الشركة ملتزمة بتوفير خدمات نقل موثوقة وفعالة لعملائها. تسعى الشركة باستمرار إلى تحسين خدماتها وتطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات التي تواجهها.
الجدل حول تسريح العمال في عام 2022
في مارس 2022، أثارت شركة P&O Ferries جدلاً واسعاً عندما قامت بتسريح 800 من العاملين لديها بشكل مفاجئ، واستبدلتهم بعمال وكالة يتقاضون أجوراً أقل. أثار هذا الإجراء إدانة واسعة النطاق من النقابات العمالية والسياسيين وعامة الناس. تم انتقاد الشركة بشدة بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع الموقف، حيث لم يتم إبلاغ العمال المسرحين مسبقاً ولم يتم تقديم تعويضات كافية لهم.
أثار تسريح العمال أيضاً مخاوف بشأن سلامة السفن التي تديرها P&O Ferries، حيث كان العمال الجدد غير مدربين بشكل كافٍ وغير مؤهلين للقيام بمهامهم. أطلقت الحكومة البريطانية تحقيقاً في هذه القضية، وتم تعليق بعض سفن الشركة مؤقتاً بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.
أدى الجدل حول تسريح العمال إلى تدهور كبير في سمعة P&O Ferries، ودعا العديد من الأشخاص إلى مقاطعة الشركة. يبقى أن نرى ما إذا كانت الشركة ستتمكن من استعادة ثقة عملائها وموظفيها في المستقبل.
خاتمة
كانت عبّارات P&O الأوروبية (لاحقًا P&O Ferries) شركة عبّارات رائدة لعبت دورًا حيويًا في ربط المملكة المتحدة بأوروبا القارية لعدة عقود. على الرغم من أنها واجهت تحديات ونكسات على مر السنين، بما في ذلك كارثة هيرالد أوف فري إنتربرايز والجدل الأخير حول تسريح العمال، إلا أنها استمرت في تقديم خدمات مهمة لنقل الركاب والبضائع. لا يزال مستقبل الشركة غير مؤكد، لكنها تظل ملتزمة بتوفير خدمات نقل موثوقة وفعالة لعملائها.