مقدمة
إس تي إس-127 (STS-127)، المعروفة أيضًا برحلة تجميع محطة الفضاء الدولية 2J/A، كانت مهمة مكوك فضائي لوكالة ناسا إلى محطة الفضاء الدولية (ISS). كانت المهمة رقم 127 في برنامج المكوك الفضائي التابع لناسا، والرحلة الثالثة والعشرين لمكوك الفضاء إنديفور. انطلقت المهمة في 15 يوليو 2009، واستمرت لمدة 15 يومًا و16 ساعة و44 دقيقة، وهدفها الرئيسي كان توصيل وتركيب قطعة “كييو” التجريبية اليابانية ووحدة لوجستيات المنصة المكشوفة (ELM-ES) إلى محطة الفضاء الدولية.
الأهداف الرئيسية للمهمة
ركزت مهمة إس تي إس-127 على تحقيق الأهداف التالية:
- توصيل وتركيب وحدة “كييو” التجريبية اليابانية ووحدة لوجستيات المنصة المكشوفة: كانت هذه الوحدة جزءًا حيويًا من توسيع قدرات البحث العلمي في محطة الفضاء الدولية.
- نقل معدات وإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية: تضمنت هذه الإمدادات قطع غيار أساسية ومعدات ضرورية لدعم العمليات اليومية وأنشطة البحث في المحطة.
- إجراء سلسلة من عمليات السير في الفضاء: تم التخطيط لخمس عمليات سير في الفضاء خلال المهمة لتركيب وتوصيل المكونات الجديدة، وكذلك لإجراء أعمال الصيانة اللازمة.
- إعادة رائد الفضاء الياباني كويتشي واكاتا: كان واكاتا يقيم في محطة الفضاء الدولية كجزء من طاقم البعثة 18/19.
الطاقم
تألف طاقم مهمة إس تي إس-127 من سبعة رواد فضاء:
- مارك بولانسكي (القائد): قاد هذه المهمة، وكانت هذه هي الرحلة الفضائية الثالثة له.
- دوغلاس هيرلي (الطيار): كان مسؤولاً عن قيادة المكوك إنديفور.
- ديفيد وولف (أخصائي مهمة): شارك في عمليات السير في الفضاء وكان مسؤولاً عن العديد من المهام الأخرى.
- جولي بايت (أخصائية مهمة): لعبت دورًا مهمًا في عمليات الروبوتات والمناورة بالمعدات.
- كريستوفر كاسيدي (أخصائي مهمة): شارك أيضًا في عمليات السير في الفضاء.
- توماس مارشبرن (أخصائي مهمة): كان جزءًا من فريق السير في الفضاء.
- تيموثي كوبرا (أخصائي مهمة): انضم إلى طاقم محطة الفضاء الدولية بعد وصول المكوك.
تفاصيل المهمة
بدأت مهمة إس تي إس-127 بإطلاق مكوك الفضاء إنديفور في 15 يوليو 2009 من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا. بعد رحلة استغرقت يومين، وصل المكوك إلى محطة الفضاء الدولية ورسا بها في 17 يوليو.
خلال فترة بقائهم في محطة الفضاء الدولية، قام رواد الفضاء بخمس عمليات سير في الفضاء. ركزت عمليات السير في الفضاء على:
- تركيب وحدة “كييو” التجريبية اليابانية ووحدة لوجستيات المنصة المكشوفة: كانت هذه المهمة تتطلب تنسيقًا دقيقًا وعملاً شاقًا.
- توصيل الأنابيب الكهربائية وأنظمة التبريد: لضمان التشغيل السليم للوحدات الجديدة.
- استبدال البطاريات القديمة: لضمان استمرار عمل المحطة بكفاءة.
- تجهيز المحطة لعمليات مستقبلية: بما في ذلك تركيب منصات ومعدات إضافية.
بعد الانتهاء من عمليات السير في الفضاء ومهام نقل الإمدادات والمعدات، انفصل مكوك الفضاء إنديفور عن محطة الفضاء الدولية في 28 يوليو 2009. وهبط المكوك بنجاح في مركز كينيدي للفضاء في 31 يوليو 2009، منهيًا بذلك مهمة إس تي إس-127 بنجاح.
وحدة “كييو” التجريبية اليابانية
تعتبر وحدة “كييو” التجريبية اليابانية إضافة مهمة إلى محطة الفضاء الدولية، حيث توفر منصة فريدة لإجراء التجارب العلمية في الفضاء. تتكون “كييو” من عدة مكونات، بما في ذلك:
- وحدة الضغط: وهي عبارة عن مختبر مغلق يمكن لرواد الفضاء العمل فيه في بيئة مريحة.
- المنصة المكشوفة: وهي عبارة عن منصة خارجية تسمح بإجراء التجارب في بيئة الفضاء المباشرة.
- وحدة لوجستيات المنصة المكشوفة: تستخدم لتخزين المعدات والأدوات اللازمة لإجراء التجارب على المنصة المكشوفة.
تتيح وحدة “كييو” إجراء مجموعة واسعة من التجارب العلمية في مجالات مثل علم الأحياء، والفيزياء، وعلوم المواد، وعلوم الأرض. كما أنها توفر فرصة للعلماء من جميع أنحاء العالم للتعاون في إجراء البحوث العلمية في الفضاء.
أهمية المهمة
تعتبر مهمة إس تي إس-127 مهمة بالغة الأهمية لعدة أسباب:
- توسيع قدرات البحث العلمي في محطة الفضاء الدولية: من خلال توصيل وتركيب وحدة “كييو” التجريبية اليابانية ووحدة لوجستيات المنصة المكشوفة.
- توفير إمدادات ومعدات أساسية لمحطة الفضاء الدولية: لضمان استمرار عمل المحطة بكفاءة.
- إجراء عمليات صيانة وإصلاح ضرورية لمحطة الفضاء الدولية: للحفاظ على سلامة المحطة وضمان استمرار عملها.
- تعزيز التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء: من خلال مشاركة وكالة الفضاء اليابانية (JAXA) في المهمة.
التحديات والمخاطر
واجهت مهمة إس تي إس-127 العديد من التحديات والمخاطر، بما في ذلك:
- الطقس غير المواتي: تسبب الطقس السيئ في تأخير إطلاق المكوك عدة مرات.
- المشاكل الفنية: واجه رواد الفضاء بعض المشاكل الفنية خلال عمليات السير في الفضاء، مما استدعى إجراء تعديلات على الخطط.
- المخاطر المرتبطة بالسير في الفضاء: يعتبر السير في الفضاء من الأنشطة الخطرة، حيث يتعرض رواد الفضاء لظروف قاسية مثل الإشعاع الشمسي الشديد والتغيرات الكبيرة في درجات الحرارة.
الإرث العلمي
تركت مهمة إس تي إس-127 إرثًا علميًا هامًا من خلال المساهمة في توسيع قدرات البحث العلمي في محطة الفضاء الدولية. ساهمت التجارب التي أجريت على وحدة “كييو” في تحقيق تقدم كبير في فهمنا للعديد من الظواهر العلمية، مثل تأثير الجاذبية الصغرى على العمليات البيولوجية والفيزيائية. كما ساهمت المهمة في تطوير تقنيات جديدة لاستكشاف الفضاء.
ردود الفعل العامة
حظيت مهمة إس تي إس-127 باهتمام إعلامي كبير من جميع أنحاء العالم. تابع الملايين من الناس عمليات الإطلاق والرسو والسير في الفضاء عبر التلفزيون والإنترنت. أثارت المهمة إعجاب الكثيرين بقدرات رواد الفضاء والتكنولوجيا المستخدمة في استكشاف الفضاء.
خاتمة
كانت مهمة إس تي إس-127 رحلة حاسمة في تاريخ استكشاف الفضاء، حيث ساهمت في تطوير محطة الفضاء الدولية وتوسيع قدراتها البحثية. من خلال توصيل وحدة “كييو” اليابانية، وتعزيز التعاون الدولي، وتحدي الصعاب، تركت هذه المهمة بصمة لا تُمحى في سجل الإنجازات البشرية في الفضاء.