مقدمة
زيغفريد أوبيريثر (29 مارس 1908 – 29 ديسمبر 1984) كان سياسياً نمساوياً شغل منصب غاولايتر (Gauleiter) نازي ورايخسشتاتهالتر (Reichsstatthalter) في الرايخسجاو (Reichsgau) . لعب دوراً محورياً في تنفيذ السياسات النازية في منطقة ستيريا النمساوية خلال الحرب العالمية الثانية. تتناول هذه المقالة حياته المبكرة، وصعوده في الحزب النازي، ودوره في الرايخسجاو ستيريا، وأنشطته خلال الحرب، ومساءلته بعد الحرب.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد زيغفريد أوبيريثر في مدينة أونزماركت، النمسا، في 29 مارس 1908. تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في النمسا، وفي شبابه، أظهر اهتمامًا بالسياسة. انضم إلى الحزب النازي النمساوي في وقت مبكر، مما يعكس صعود النازية في النمسا في فترة ما بين الحربين.
الصعود في الحزب النازي
انخرط أوبيريثر في السياسة النازية في سن مبكرة، وسرعان ما صعد في الرتب. كان خطيبًا مفوهًا ومنظمًا فعالًا، مما جعله شخصية بارزة في الحزب النازي النمساوي. بعد ضم النمسا إلى ألمانيا النازية في عام 1938 (آنشلوس)، ازدادت أهمية أوبيريثر بشكل كبير. تم تعيينه غاولايتر في ستيريا، وهي منطقة مهمة استراتيجياً واقتصادياً.
غاولايتر الرايخسجاو ستيريا
بصفته غاولايتر، كان أوبيريثر مسؤولاً عن إدارة الرايخسجاو ستيريا، وهي منطقة إدارية أُنشئت بعد ضم النمسا. تمتع بسلطة واسعة وكان مسؤولاً عن تنفيذ السياسات النازية في المنطقة، بما في ذلك القمع السياسي والاضطهاد العرقي.
شملت مسؤولياته الرئيسية:
- التطبيق الكامل للقوانين النازية: كان أوبيريثر مسؤولاً عن ضمان تطبيق جميع القوانين واللوائح النازية في ستيريا، بما في ذلك القوانين العنصرية التي تستهدف اليهود والغجر وغيرهم من الأقليات.
- القمع السياسي: قمع أي معارضة للنظام النازي، واعتقل وأعدم المعارضين السياسيين.
- التعبئة الاقتصادية: حشد موارد ستيريا لدعم المجهود الحربي الألماني.
- الدعاية: نشر الدعاية النازية لتعزيز الدعم للنظام النازي.
دور أوبيريثر في الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب أوبيريثر دورًا حاسمًا في دعم المجهود الحربي الألماني. أشرف على الصناعات في ستيريا لإنتاج الأسلحة والمواد الأخرى اللازمة للجيش الألماني. كما كان مسؤولاً عن تجنيد الجنود من ستيريا للقتال في الجبهة الشرقية والجبهات الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، كان أوبيريثر متورطًا بشكل مباشر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. أمر بترحيل اليهود والغجر من ستيريا إلى معسكرات الاعتقال، حيث قتل الكثير منهم. كما أمر بقتل المعارضين السياسيين وأسرى الحرب.
كان أوبيريثر أيضًا مسؤولاً عن برنامج “ليبنسراوم” (Lebensraum) في ستيريا، والذي يهدف إلى تطهير المنطقة من السكان السلافيين واستبدالهم بالمستوطنين الألمان. تسبب هذا البرنامج في معاناة ووفاة عدد كبير من الأشخاص.
السياسات والإجراءات القمعية
اشتهر أوبيريثر بقسوته في تنفيذ السياسات النازية. تضمنت بعض الإجراءات القمعية التي اتخذها:
- الاعتقالات الجماعية: اعتقال أعداد كبيرة من اليهود والغجر والمعارضين السياسيين وإرسالهم إلى معسكرات الاعتقال.
- الإعدامات: إعدام المعارضين السياسيين وأسرى الحرب دون محاكمة.
- المصادرة: مصادرة ممتلكات اليهود والغجر والمعارضين السياسيين.
- التمييز: فرض قوانين تمييزية ضد اليهود والغجر، مما حرمهم من حقوقهم الأساسية.
تسببت هذه السياسات والإجراءات في معاناة واسعة النطاق وساهمت في مقتل الآلاف من الأشخاص.
التورط في جرائم الحرب
كان أوبيريثر متورطًا بشكل مباشر في العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. أمر بترحيل اليهود والغجر من ستيريا إلى معسكرات الاعتقال، حيث قتل الكثير منهم. كما أمر بقتل المعارضين السياسيين وأسرى الحرب. كان مسؤولاً عن برنامج “ليبنسراوم” (Lebensraum) في ستيريا، والذي تسبب في معاناة ووفاة عدد كبير من الأشخاص.
تشمل بعض الجرائم المحددة التي ارتكبها أوبيريثر:
- ترحيل اليهود والغجر: أمر أوبيريثر بترحيل آلاف اليهود والغجر من ستيريا إلى معسكرات الاعتقال، حيث قتل الكثير منهم.
- قتل المعارضين السياسيين وأسرى الحرب: أمر أوبيريثر بقتل المعارضين السياسيين وأسرى الحرب دون محاكمة.
- برنامج ليبنسراوم: كان أوبيريثر مسؤولاً عن برنامج “ليبنسراوم” في ستيريا، والذي يهدف إلى تطهير المنطقة من السكان السلافيين واستبدالهم بالمستوطنين الألمان. تسبب هذا البرنامج في معاناة ووفاة عدد كبير من الأشخاص.
القبض عليه ومحاكمته
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم القبض على أوبيريثر من قبل قوات الحلفاء. تم تقديمه للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ومع ذلك، تمكن من الفرار من معسكر الاعتقال في عام 1948.
الهروب والحياة اللاحقة
بعد هروبه، عاش أوبيريثر تحت اسم مستعار لسنوات عديدة. لم يتم القبض عليه أو تقديمه للعدالة مرة أخرى. توفي في ألمانيا الغربية عام 1984 دون أن يتحمل المسؤولية عن جرائمه.
إرث أوبيريثر
يعتبر أوبيريثر شخصية بغيضة في التاريخ النمساوي. كان مسؤولاً عن معاناة ووفاة الآلاف من الأشخاص خلال الحرب العالمية الثانية. يمثل إرثه تحذيرًا من مخاطر التطرف والكراهية.
على الرغم من محاولاته لتجنب العدالة، تظل أفعاله وصمة عار في التاريخ. يذكره المؤرخون والباحثون كرمز للوحشية النازية والقمع.
خاتمة
كان زيغفريد أوبيريثر شخصية محورية في النظام النازي في النمسا، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ السياسات النازية في ستيريا. كان مسؤولاً عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك ترحيل اليهود والغجر وقتل المعارضين السياسيين. على الرغم من هروبه من العدالة بعد الحرب، يظل إرثه تذكيرًا بمخاطر التطرف والكراهية.