تريز الطفل يسوع (Thérèse of Lisieux)
تُعرف تريز من ليزيو (1873-1897) باسم “الزهرة الصغيرة”، وهي قديسة كاثوليكية رومانية فرنسية. ولدت في مدينة ألينسون في فرنسا، وانضمت إلى دير الكرمل في ليزيو في سن الخامسة عشرة. اشتهرت بتفانيها في الله وحبها للكنيسة، وعُرفت بـ”الطريق الصغير” إلى القداسة، وهو مسار يعتمد على القيام بالأعمال الصغيرة اليومية بحب وإخلاص.
نشأت تريز في عائلة متدينة، وكانت أصغر أفرادها. فقدت والدتها في سن الرابعة، ونشأت تحت رعاية والدها وأخواتها الأربع. تلقت تعليمها في المنزل بشكل أساسي، وأظهرت منذ صغرها اهتمامًا كبيرًا بالأمور الدينية والروحانية. قررت في سن مبكرة أن تصبح راهبة، وعلى الرغم من بعض الصعوبات، تمكنت من تحقيق رغبتها في الانضمام إلى دير الكرمل.
خلال حياتها في الدير، كتبت تريز مذكراتها الروحية بعنوان “قصة نفس”، والتي نشرت بعد وفاتها وحققت نجاحًا كبيرًا. تصف هذه المذكرات رحلتها الروحية، وتعكس إيمانها العميق وثقتها في الله، بالإضافة إلى تركيزها على أهمية الحب والرحمة في الحياة المسيحية. اعتبرت تريز أن القداسة ليست حكراً على عدد قليل من الأشخاص، بل هي متاحة للجميع من خلال القيام بالأعمال الصغيرة اليومية بحب وإخلاص.
تتميز تعاليم تريز بالبساطة والعمق. تشدد على أهمية الثقة الكاملة في الله، والقبول بمشيئته في كل شيء. تؤمن بأن الحب هو أعظم الفضائل، وأنه يجب أن يكون الدافع وراء كل أعمالنا. تعتبر تريز أن الحب هو “الطريق الصغير” إلى القداسة، وأن الله يقبل حتى أصغر الأعمال إذا كانت مدفوعة بالحب.
تم تطويب تريز من قبل البابا بيوس الحادي عشر في عام 1923، وتم إعلانها قديسة في عام 1925. تُعتبر شفيعة المرسلين، وشفيعة الطيران، وشفيعة المرضى المصابين بالأمراض الجلدية. تُكرّم في الكنيسة الكاثوليكية في 1 أكتوبر من كل عام.
تعتبر قصة حياة تريز “الزهرة الصغيرة” مصدر إلهام للملايين حول العالم. فهي تذكرنا بأهمية الحب والإخلاص والتواضع في حياتنا اليومية. تظهر لنا أن القداسة ليست بعيدة المنال، بل هي في متناول الجميع من خلال العيش بحب وثقة في الله.
فيوريلو (Fiorello)
فيوريلو هو اسم إيطالي يمكن أن يشير إلى عدة أشخاص، أشهرهم: فيوريلو لا غارديا (Fiorello La Guardia)، السياسي الأمريكي الإيطالي الأصل.
فيوريلو هنري لا غارديا (1882-1947) كان سياسيًا أمريكيًا من أصل إيطالي، شغل منصب عمدة مدينة نيويورك لمدة ثلاثة ولايات متتالية من عام 1934 إلى عام 1945. اشتهر بقيادته القوية خلال فترة الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية، وبإخلاصه للخدمة العامة.
ولد لا غارديا في مدينة نيويورك لعائلة من المهاجرين الإيطاليين. نشأ في أريزونا وداكوتا الجنوبية، وعمل في وظائف مختلفة قبل أن يبدأ مسيرته السياسية. تعلم عدة لغات، بما في ذلك الإيطالية واليديشية والألمانية. كان هذا التنوع اللغوي مفيدًا له في التواصل مع مختلف شرائح السكان في نيويورك.
دخل لا غارديا عالم السياسة في عام 1916، عندما انتُخب لعضوية مجلس النواب الأمريكي عن ولاية نيويورك. خدم في الكونغرس لفترات متقطعة حتى عام 1933. خلال فترة عمله في الكونغرس، دافع عن حقوق العمال والمهاجرين، وعارض الفساد وسوء الإدارة. كان معارضًا شرسًا للعنصرية والتمييز.
أصبح لا غارديا عمدة مدينة نيويورك في عام 1934، في خضم الأزمة الاقتصادية. واجه المدينة في حالة يرثى لها، تعاني من البطالة والفقر والجريمة. وضع خطة طموحة لإصلاح المدينة، وركز على مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة. قام بتحسين إدارة المدينة، وتطوير البنية التحتية، وتقديم الخدمات الاجتماعية للمواطنين المحتاجين. كان معروفًا بنزاهته وشعبيته الكبيرة.
خلال فترة ولايته، عمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وبناء المساكن العامة، وتقديم الرعاية الصحية. قام بتوسيع شبكة المواصلات، وبناء الحدائق والمتنزهات، ودعم الفنون والثقافة. كان مؤيدًا قويًا للتعليم، وعمل على تحسين المدارس والكليات في المدينة.
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب لا غارديا دورًا هامًا في جهود الحرب. خدم كمدير للدفاع المدني في نيويورك، وقام بتنظيم الدفاع عن المدينة ضد الغارات الجوية المحتملة. كان يدعم الحلفاء، وقدم الدعم المعنوي والمادي للحرب. بعد انتهاء الحرب، عاد إلى منصب عمدة نيويورك.
ترك فيوريلو لا غارديا إرثًا دائمًا في مدينة نيويورك. يُعتبر واحدًا من أعظم رؤساء البلديات في تاريخ المدينة. ترك بصمة في تحسين البنية التحتية والخدمات العامة، ومكافحة الفساد، ودعم حقوق العمال والمهاجرين. تذكر سيرته بمثابة مثال للقيادة النزيهة والخدمة العامة.
بالإضافة إلى فيوريلو لا غارديا، يمكن أن يشير الاسم إلى شخصيات أخرى في التاريخ، أو إلى أسماء مستعارة أو أسماء فنية. ومع ذلك، فإن فيوريلو لا غارديا هو أشهر من حمل هذا الاسم.
أوجه التشابه والاختلاف
على الرغم من اختلاف الشخصيات التي تحمل اسم “الزهرة الصغيرة”، إلا أن هناك بعض أوجه التشابه والاختلاف بينهما. كلاهما ارتبط بجهود كبيرة في مجاله، سواء كان ذلك في المجال الروحي أو السياسي.
- القيم المشتركة: كلاهما أظهر قيمًا إنسانية عالية، مثل الإخلاص في العمل، والاهتمام بالآخرين، والتفاني في خدمة مجتمعهما.
- التأثير: تركت تريز الطفل يسوع تأثيرًا روحيًا كبيرًا على العالم من خلال تعاليمها ومذكراتها. أما فيوريلو لا غارديا، فقد ترك تأثيرًا سياسيًا واجتماعيًا كبيرًا على مدينة نيويورك.
- الخلفية: تختلف الخلفية الثقافية والاجتماعية لكل منهما بشكل كبير. تريز كانت راهبة، نشأت في عائلة متدينة. أما فيوريلو، فكان سياسيًا نشأ في بيئة متعددة الثقافات.
خاتمة
تشير “الزهرة الصغيرة” إلى شخصيتين بارزتين: القديسة تريز الطفل يسوع، التي اشتهرت بإيمانها العميق و”طريقها الصغير” إلى القداسة، وفيوريلو لا غارديا، السياسي الأمريكي الإيطالي الأصل، الذي خدم كعمدة لمدينة نيويورك وأحدث تغييرات كبيرة خلال فترة عصيبة من التاريخ. يعكس كلاهما قيمًا إنسانية نبيلة، ويُعتبران مصدر إلهام للعديد من الأشخاص حول العالم.
المراجع
- The Vatican – St. Thérèse of Lisieux
- Britannica – Fiorello H. La Guardia
- Catholic.org – Saint Therese of Lisieux
- NYC.gov – Fiorello H. La Guardia
“`