حياته المبكرة وتعليمه
ولد رونالد ستيوارت والاس في 22 مارس 1911 في أدنبرة، اسكتلندا. تلقى تعليمه في مدرسة جورج هيريوت وجامعة أدنبرة، حيث درس اللاهوت تحت إشراف البروفيسور نورمان بورثويك ميلر. حصل على درجة الماجستير في الآداب عام 1933 وبكالوريوس في اللاهوت عام 1936. بعد ذلك، درس في الكلية اللاهوتية الحرة في أدنبرة، حيث حصل على دبلوم في اللاهوت عام 1937.
بعد الانتهاء من دراساته اللاهوتية، تم ترسيم والاس قسيساً في كنيسة اسكتلندا عام 1937. خدم لفترة قصيرة كقس مساعد في كنيسة سانت كوثبرت في أدنبرة قبل أن يتم تعيينه قسيساً في كنيسة نيوبورغ في فايف عام 1938. خدم في نيوبورغ حتى عام 1945، عندما تم تعيينه محاضراً في اللاهوت في كلية ترينيتي في غلاسكو.
مسيرته الأكاديمية
في عام 1947، انتقل والاس إلى الولايات المتحدة ليصبح أستاذاً للاهوت الكتابي في معهد كولومبيا اللاهوتي في ديكاتور، جورجيا. بقي في كولومبيا حتى تقاعده عام 1979. خلال فترة عمله في كولومبيا، كان والاس أستاذاً محبوباً ومحترماً، وكان له تأثير كبير على حياة العديد من الطلاب. كان معروفاً بمعرفته الواسعة بالكتاب المقدس، وقدرته على توصيل الأفكار اللاهوتية المعقدة بطريقة واضحة وجذابة، والتزامه الراسخ بالإيمان المسيحي.
بالإضافة إلى تدريسه، كان والاس باحثاً وكاتباً نشطاً. نشر العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات اللاهوتية. تشمل أشهر أعماله:
- الكتاب المقدس في الأخبار (1953)
- دعوة إلى الأصالة المسيحية (1962)
- العهد العظيم (1966)
- صور من سفر الرؤيا (1969)
- الآن هو وقت الإيمان (1973)
- نور في الأراضي المنخفضة (1977)
تعكس كتابات والاس اهتمامه العميق بالكتاب المقدس والإيمان المسيحي. كان ملتزماً بجعل اللاهوت في متناول جمهور واسع، وكان قادراً على الكتابة بوضوح وإيجاز وجاذبية. غالباً ما تميزت كتاباته بروح الدعابة والذكاء.
مساهماته اللاهوتية
قدم والاس مساهمات كبيرة في مجال اللاهوت، خاصة في مجالات اللاهوت الكتابي والروحانية المسيحية. فيما يلي بعض الجوانب الرئيسية لمساهماته:
التأكيد على أهمية الكتاب المقدس: كان والاس يؤمن بأن الكتاب المقدس هو الكلمة الموحى بها من الله، وأنه السلطة العليا في جميع الأمور المتعلقة بالإيمان والسلوك. لقد كرس حياته لدراسة الكتاب المقدس وتفسيره، وشجع الآخرين على فعل الشيء نفسه. كان يعتقد أن الكتاب المقدس يقدم لنا المعرفة الأساسية عن الله ومشيئته، وأنه يوفر لنا الدليل الذي نحتاجه لعيش حياة ترضي الله.
التأكيد على أهمية العلاقة الشخصية مع الله: كان والاس يؤمن بأن الإيمان المسيحي لا يتعلق فقط بقبول مجموعة من العقائد، بل يتعلق أيضاً بإقامة علاقة شخصية مع الله من خلال يسوع المسيح. لقد أكد على أهمية الصلاة والتأمل في الكتاب المقدس والزمالة مع المسيحيين الآخرين كوسائل لتعميق علاقتنا مع الله. كان يعتقد أن الله يدعونا إلى أن نعرفه شخصياً وأن نختبر محبته ونعمته في حياتنا.
التأكيد على أهمية الحياة الأخلاقية: كان والاس يؤمن بأن الإيمان المسيحي يجب أن يؤدي إلى حياة أخلاقية. لقد أكد على أهمية محبة الله ومحبة جارنا، وأن نعيش حياة العدل والرحمة. كان يعتقد أن الله يدعونا إلى أن نكون نوراً وملحاً في العالم، وأن نحدث فرقاً في حياة الآخرين.
الدفاع عن الأصالة المسيحية: في عصره، دافع والاس بحماس عن الأصالة المسيحية في وجه التحديات الفكرية والثقافية. لقد كان مدافعاً قوياً عن الحقائق الأساسية للإيمان المسيحي، مثل ألوهية يسوع المسيح، وأهمية موت المسيح الكفاري وقيامته، وسلطة الكتاب المقدس. لقد كان يعتقد أن هذه الحقائق ضرورية للإيمان المسيحي الحقيقي، وأنه يجب الدفاع عنها ضد أولئك الذين يسعون إلى تقويضها.
حياته الشخصية
تزوج والاس من كاثرين ماكليود عام 1939، وأنجبا أربعة أطفال. كان رجلاً متديناً ومخلصاً، وكان ملتزماً بخدمة الكنيسة والمجتمع. كان يتمتع بسمعة طيبة كونه رجلاً لطيفاً ومتواضعاً وودوداً. استمتع بلعب الغولف والبستنة والقراءة.
توفي رونالد والاس في 24 سبتمبر 2006، عن عمر يناهز 95 عاماً. ترك وراءه إرثاً غنياً كعالم لاهوت ومدرس وكاتب.
إرثه
لا يزال إرث رونالد والاس يلهم ويؤثر على المسيحيين اليوم. لا تزال كتبه تُقرأ على نطاق واسع، وتستمر أفكاره اللاهوتية في تشكيل الفهم المسيحي للإيمان. لقد كان رجلاً صاحب رؤية والتزام، وقدم مساهمة كبيرة في عالم اللاهوت. سيتم تذكره كعالم مخلص ومدرس فعال ومدافع قوي عن الأصالة المسيحية.
جوائز وتكريمات
- دكتوراه في اللاهوت الفخرية من كلية كينيدي المسيحية
- دكتوراه في الآداب الإنسانية الفخرية من جامعة كوفنانت
خاتمة
كان رونالد والاس شخصية بارزة في اللاهوت المسيحي في القرن العشرين. من خلال كتاباته وتدريسه، أثر في عدد لا يحصى من الأفراد، وشجعهم على استكشاف أعماق الإيمان المسيحي وتطبيقه في حياتهم اليومية. سيظل إرثه حياً كمصدر إلهام للأجيال القادمة.