التاريخ
تأسست الأبرشية في عام 1991 من قبل البطريرك المسكوني برثلماوس الأول. قبل ذلك، كانت الرعايا الأرثوذكسية اليونانية في إيطاليا تابعة لأبرشية ثياتيرا وبريطانيا العظمى. يعود الوجود الأرثوذكسي اليوناني في إيطاليا إلى العصور القديمة، حيث كانت هناك مجتمعات يونانية كبيرة في جنوب إيطاليا وصقلية. ومع ذلك، تضاءل عدد هذه المجتمعات تدريجيًا على مر القرون، وبحلول القرن العشرين، لم يتبق سوى عدد قليل من الرعايا الأرثوذكسية اليونانية في إيطاليا.
في عام 1991، قرر البطريرك برثلماوس الأول إنشاء أبرشية منفصلة لإيطاليا، بهدف تنشيط الحياة الأرثوذكسية في البلاد. تم اختيار المطران جيناديوس زرفوس كأول مطران للأبرشية. خلال فترة ولايته، عمل المطران جيناديوس بجد لتأسيس رعايا جديدة، وبناء الكنائس، وتعزيز التعليم الديني. كما لعب دورًا فعالًا في الحوار بين الأرثوذكس والكاثوليك.
في عام 1996، استقال المطران جيناديوس من منصبه، وخلفه المطران ميخائيل ستيكاس. واصل المطران ميخائيل العمل الذي بدأه سلفه، وركز بشكل خاص على رعاية العمال المهاجرين الأرثوذكس الذين وصلوا إلى إيطاليا بأعداد كبيرة في السنوات الأخيرة. قام بإنشاء العديد من الرعايا والخدمات الجديدة لتلبية احتياجاتهم الروحية.
في عام 2021، تم إنشاء الملحقية البطريركية في مالطا لتضم الرعايا الأرثوذكسية في مالطا التي كانت سابقًا تابعة لأبرشية إيطاليا.
الهيكل التنظيمي
تنقسم أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية إلى عدة مناطق رعوية، يرأس كل منها قس أو أرشمندريت. تساعد كل منطقة رعوية في إدارة شؤون الرعايا الموجودة داخلها. يوجد للأبرشية مجلس أبرشي يتألف من رجال الدين والعلمانيين، وهو مسؤول عن إدارة شؤون الأبرشية المالية والإدارية. يرأس المجلس الأبرشي المطران.
تضم الأبرشية عددًا من اللجان المتخصصة، مسؤولة عن مجالات معينة من العمل الأبرشي، مثل التعليم الديني، والعمل الاجتماعي، والعلاقات بين الكنائس.
تشرف الأبرشية على العديد من المؤسسات الخيرية والتعليمية، بما في ذلك المدارس الأرثوذكسية، ودور الأيتام، ودور المسنين. تهدف هذه المؤسسات إلى خدمة احتياجات المجتمع وتقديم المساعدة للمحتاجين.
اللاهوت والعبادة
تتبع أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية التقليد اللاهوتي والعبادي للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. تعتمد على الكتاب المقدس وتقاليد آباء الكنيسة كمصدر لسلطتها. يتم الاحتفال بالخدمات الإلهية باللغة اليونانية أو اللغات المحلية، مع التركيز على الأسرار المقدسة، وخاصة القداس الإلهي.
تؤمن الأبرشية بعقيدة الثالوث القدوس، أي أن الله واحد في الجوهر وثلاثة في الأقانيم: الآب والابن والروح القدس. كما تؤمن بتجسد الابن الوحيد لله، يسوع المسيح، الذي تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وصلب ومات وقام من بين الأموات من أجل خلاص البشرية.
تعتبر الأبرشية الأيقونات جزءًا لا يتجزأ من عبادتها. تستخدم الأيقونات لتمثيل يسوع المسيح، ومريم العذراء، والقديسين، والأحداث الكتابية. يُعتقد أن الأيقونات هي نوافذ إلى السماء، وأنها تساعد المؤمنين على التواصل مع الله.
العلاقات مع الكنائس الأخرى
تتمتع أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية بعلاقات جيدة مع الكنائس المسيحية الأخرى في إيطاليا، وخاصة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. تشارك الأبرشية في الحوار المسكوني مع الكنيسة الكاثوليكية، بهدف تعزيز الوحدة المسيحية. كما أنها تتعاون مع الكنائس الأخرى في العمل الاجتماعي والخيري.
بالإضافة إلى علاقاتها مع الكنيسة الكاثوليكية، تحافظ الأبرشية على علاقات وثيقة مع الكنائس الأرثوذكسية الأخرى في جميع أنحاء العالم. تشارك الأبرشية في المؤتمرات والاجتماعات الأرثوذكسية الدولية، وتدعم الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الأرثوذكسية.
التحديات والفرص
تواجه أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- نقص رجال الدين المؤهلين
- صعوبة العثور على أماكن لإقامة الكنائس
- التحديات التي يواجهها العمال المهاجرون الأرثوذكس
على الرغم من هذه التحديات، هناك أيضًا عدد من الفرص للأبرشية، بما في ذلك:
- النمو المتزايد في عدد الأرثوذكس في إيطاليا
- العلاقات الجيدة مع الكنائس الأخرى
- الالتزام القوي بالتعليم الديني
تعمل أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية بجد للتغلب على التحديات التي تواجهها واغتنام الفرص المتاحة لها. تلتزم الأبرشية بخدمة احتياجات المجتمع الأرثوذكسي في إيطاليا وتعزيز الإيمان الأرثوذكسي.
الأبرشية اليوم
اليوم، تعد أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية مجتمعًا حيويًا ومتناميًا. تضم الأبرشية أكثر من 50 رعية وعددًا من الأديرة. تقدم الأبرشية مجموعة متنوعة من الخدمات الروحية والاجتماعية لأعضائها، بما في ذلك الخدمات الدينية، والتعليم الديني، والاستشارة، والعمل الخيري. تلعب الأبرشية دورًا مهمًا في الحياة الدينية والثقافية لإيطاليا.
تحت قيادة المطران بوليفكاربوس، تواصل الأبرشية النمو والازدهار. تلتزم الأبرشية بخدمة احتياجات المجتمع الأرثوذكسي في إيطاليا وتعزيز الإيمان الأرثوذكسي في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
أبرشية إيطاليا الأرثوذكسية هي جزء حيوي من البطريركية المسكونية، وتلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي وتعزيزه في إيطاليا. على الرغم من التحديات، تواصل الأبرشية النمو والازدهار، وتقديم الخدمات الروحية والاجتماعية للمجتمع الأرثوذكسي المتنامي في إيطاليا. من خلال التزامها بالتعليم الديني، والحوار المسكوني، والعمل الخيري، تساهم الأبرشية بشكل كبير في الحياة الدينية والثقافية لإيطاليا.