نشأته وبداياته
ولد وليام فوستر في كيب تاون، جنوب أفريقيا. تلقى تعليمه في كلية راسيل في بيتربورو، ثم التحق بالجيش البريطاني. خدم في كتيبة المشاة الملكية وشارك في حرب البوير الثانية. أظهر فوستر شجاعة كبيرة خلال الحرب وحصل على وسام الخدمة المميزة.
بعد انتهاء الحرب، عاد فوستر إلى بريطانيا وواصل مسيرته العسكرية. في عام 1908، تزوج من إيزابيل ماكميلان، وأنجبا طفلين.
مسيرته في تسلق الجبال
كان فوستر شغوفًا بتسلق الجبال طوال حياته. بدأ تسلق الجبال في سن مبكرة، وسرعان ما أصبح متسلقًا ماهرًا. اشتهر بمغامراته في جبال الألب وجبال روكي الكندية. قاد العديد من البعثات الاستكشافية الناجحة، بما في ذلك أول صعود مسجل لقمة جبل روبسون في عام 1913، وهي أعلى قمة في جبال روكي الكندية.
كان فوستر عضوًا في نادي جبال الألب البريطاني، وساهم بشكل كبير في تطوير رياضة تسلق الجبال في بريطانيا وكندا. كتب مقالات عديدة عن تسلق الجبال، ونشر كتابًا بعنوان “تسلق جبل روبسون” يروي فيه تجربته في تسلق القمة.
الحياة السياسية
إلى جانب مسيرته العسكرية وهواياته في تسلق الجبال، كان فوستر ناشطًا سياسيًا. انضم إلى حزب المحافظين، وترشح لعضوية البرلمان عن دائرة نوتنغهام الجنوبية في عام 1931، لكنه لم ينجح. ومع ذلك، استمر في المشاركة في السياسة المحلية، وشغل منصب عضو في مجلس مقاطعة نوتنغهامشير.
خلال الحرب العالمية الثانية، خدم فوستر في الجيش مرة أخرى، وشارك في معارك في فرنسا وشمال إفريقيا. حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية لخدماته خلال الحرب. بعد الحرب، تقاعد من الجيش وعاد إلى السياسة.
مساهماته وإنجازاته
ترك وليام فوستر إرثًا دائمًا في عالم تسلق الجبال والسياسة. كان متسلقًا ماهرًا وقائدًا موثوقًا به، وألهم العديد من المتسلقين الشباب. كما كان سياسيًا مخلصًا عمل من أجل خدمة مجتمعه.
من أبرز إنجازاته:
- أول صعود مسجل لقمة جبل روبسون.
- مشاركته في العديد من البعثات الاستكشافية الناجحة في جبال الألب وجبال روكي.
- خدمته في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.
- مساهمته في تطوير رياضة تسلق الجبال في بريطانيا وكندا.
- عمله كسياسي في خدمة مجتمعه.
جبل روبسون (Mount Robson)
يعد جبل روبسون، الذي يقع في جبال روكي الكندية، أحد أبرز الإنجازات في حياة فوستر. يبلغ ارتفاعه 3954 مترًا (12972 قدمًا)، وهو أعلى قمة في جبال روكي الكندية. كان فوستر أول من صعد إلى القمة في عام 1913، وقام بهذه المهمة برفقة ثلاثة آخرين، هم ألكسندر ماكرثي، وإيرل بالمر، وجيمس هاركيس.
كان تسلق جبل روبسون تحديًا كبيرًا في ذلك الوقت، حيث كانت المعدات بدائية نسبيًا، والظروف الجوية غير متوقعة. ومع ذلك، تمكن فوستر وفريقه من التغلب على هذه التحديات وتحقيق هدفهم. أصبح هذا الصعود علامة فارقة في تاريخ تسلق الجبال، وساهم في شهرة فوستر كمتسلق ماهر.
كتب فوستر كتابًا عن تجربته في تسلق جبل روبسون، بعنوان “تسلق جبل روبسون”، والذي نشر في عام 1914. يصف الكتاب تفاصيل الرحلة، والتحديات التي واجهها الفريق، والمنظر الرائع الذي استمتعوا به من القمة. ساهم الكتاب في زيادة الوعي بأهمية تسلق الجبال وتشجيع الآخرين على المشاركة في هذه الرياضة.
الخدمة العسكرية
بالإضافة إلى مسيرته في تسلق الجبال، كان فوستر ضابطًا متميزًا في الجيش البريطاني. بدأ خدمته العسكرية في أوائل القرن العشرين، وشارك في العديد من الحروب والنزاعات. حصل على العديد من الأوسمة والجوائز تقديرًا لشجاعته وقيادته.
شارك فوستر في حرب البوير الثانية، حيث أظهر شجاعة كبيرة وحصل على وسام الخدمة المميزة. خلال الحرب العالمية الأولى، خدم في الجبهة الغربية، وشارك في العديد من المعارك. حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية لخدماته خلال الحرب.
خلال الحرب العالمية الثانية، عاد فوستر إلى الخدمة العسكرية، وشارك في معارك في فرنسا وشمال إفريقيا. تقاعد من الجيش بعد انتهاء الحرب، لكنه ظل ملتزمًا بدعم الجيش والمحاربين القدامى.
إرثه
ترك وليام فوستر إرثًا دائمًا كمتسلق جبال وسياسي. كان رجلًا يتمتع بشخصية قوية وشجاعة، وألهم الآخرين لتحقيق أهدافهم. يعتبر إرثه بمثابة مثال يحتذى به في التفاني والقيادة والخدمة.
تخليدًا لذكراه، تم تسمية جبل فوستر في جبال الألب الكندية باسمه. كما تم تخصيص العديد من الفعاليات والمسابقات لتكريمه.
أعماله الأدبية
بالإضافة إلى مساهماته في تسلق الجبال والسياسة، كتب فوستر عددًا من المقالات والكتب. تعتبر كتاباته مصدرًا قيمًا للمعلومات حول تسلق الجبال وتاريخ جبال الألب وجبال روكي. من بين أعماله:
- “تسلق جبل روبسون” (1914).
- مقالات في مجلة نادي جبال الألب البريطاني.
تُظهر كتاباته معرفته العميقة بتسلق الجبال، وقدرته على سرد القصص المشوقة، وإلهام القراء. تعتبر كتاباته إضافة قيمة إلى أدب تسلق الجبال.
الحياة الشخصية
تزوج وليام فوستر من إيزابيل ماكميلان في عام 1908. كان زواجهما سعيدًا، وأنجبا طفلين. كان فوستر رجلًا عائليًا، وكان يقدر قضاء الوقت مع عائلته.
توفي وليام فوستر في 2 ديسمبر 1954، عن عمر يناهز 79 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا كمتسلق جبال وسياسي وجندي. سيظل اسمه محفورًا في تاريخ تسلق الجبال والسياسة البريطانية.
خاتمة
كان اللواء الركن وليام واسبرو فوستر شخصية استثنائية، حيث جمع بين شغف تسلق الجبال، والخدمة العسكرية، والنشاط السياسي. يعتبر صعوده التاريخي لجبل روبسون إنجازًا بارزًا، كما أثرت مساهماته في تطوير رياضة تسلق الجبال. ترك بصمة واضحة في المجتمع من خلال خدمته في الجيش ونشاطه السياسي، مما جعله شخصية جديرة بالاحترام والتقدير.
المراجع
- Alpinist.com – William Wasbrough Foster and Mount Robson
- Wikipedia – William Wasbrough Foster
- British Newspaper Archive – Obituary of William Wasbrough Foster
- Mountains of Travel – Mount Robson
“`