تاريخ الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر
تعود جذور الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر إلى الجهود المبكرة التي بذلت في القرن التاسع عشر لجمع بيانات المد والجزر وتحليلها. في عام 1913، تم إنشاء جمعية دولية لعلم وصف المحيطات الفيزيائي، والتي أدركت الحاجة إلى مركز مركزي لجمع بيانات مستوى سطح البحر وتوحيدها. ومع ذلك، لم يتم إنشاء الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر رسميًا حتى عام 1933، تحت رعاية الاتحاد الدولي لعلم وصف المحيطات الفيزيائي.
منذ إنشائها، لعبت الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر دورًا حاسمًا في تطوير فهمنا لمستوى سطح البحر والتغيرات التي تطرأ عليه. وقد ساهمت بشكل كبير في العديد من الدراسات العلمية الهامة، بما في ذلك تقييمات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC). على مر السنين، قامت الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر بتوسيع شبكتها من محطات قياس المد والجزر وتحديث أساليب جمع البيانات وتحليلها. وهي تواصل العمل كمركز حيوي للمعلومات حول مستوى سطح البحر، وتقدم خدمات قيمة للعلماء وصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم.
أهداف الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر
تتمثل الأهداف الرئيسية للخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر فيما يلي:
- جمع بيانات مستوى سطح البحر: جمع بيانات دقيقة وموثوقة من شبكة عالمية من محطات قياس المد والجزر.
- تخزين البيانات: تخزين البيانات بطريقة آمنة ومنظمة، مما يضمن سهولة الوصول إليها واستخدامها من قبل الباحثين.
- توزيع البيانات: توفير البيانات للعلماء وصانعي السياسات وعامة الناس من خلال موقعها الإلكتروني وقنوات أخرى.
- تحليل البيانات: إجراء تحليلات إحصائية لبيانات مستوى سطح البحر لتحديد الاتجاهات والتغيرات طويلة الأجل.
- تطوير المعايير: تطوير معايير لجمع بيانات مستوى سطح البحر ومعالجتها لضمان الجودة والاتساق.
- تعزيز التعاون: تعزيز التعاون بين العلماء والوكالات الحكومية والمنظمات الدولية لتعزيز فهم مستوى سطح البحر.
بيانات مستوى سطح البحر وأهميتها
تعتبر بيانات مستوى سطح البحر ضرورية لمجموعة واسعة من التطبيقات العلمية والعملية. وتشمل بعض أهم استخدامات هذه البيانات ما يلي:
- رصد التغيرات في مستوى سطح البحر: تساعد بيانات مستوى سطح البحر العلماء على تتبع التغيرات طويلة الأجل في مستوى سطح البحر، والتي يمكن أن تكون ناجمة عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التمدد الحراري للمياه البحرية، وذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية، والتغيرات في تخزين المياه على اليابسة.
- فهم العمليات المحيطية: تستخدم بيانات مستوى سطح البحر لدراسة العمليات المحيطية، مثل التيارات المحيطية والمد والجزر والأعاصير. يمكن أن تساعد هذه الدراسات العلماء على فهم كيفية عمل المحيطات وكيفية تأثيرها على المناخ والبيئة.
- تقييم تأثيرات تغير المناخ: تعتبر بيانات مستوى سطح البحر ضرورية لتقييم تأثيرات تغير المناخ على المناطق الساحلية. يمكن أن يساعد ارتفاع مستوى سطح البحر في إغراق الأراضي المنخفضة، وتآكل الشواطئ، وزيادة خطر الفيضانات الساحلية.
- إدارة المناطق الساحلية: تستخدم بيانات مستوى سطح البحر لإدارة المناطق الساحلية بشكل فعال. يمكن أن تساعد هذه البيانات في التخطيط للبنية التحتية الساحلية، وتطوير استراتيجيات للتكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر، وحماية المجتمعات الساحلية من المخاطر الطبيعية.
- الملاحة البحرية: تستخدم بيانات المد والجزر من أجل الملاحة الآمنة للسفن في الموانئ والممرات المائية.
مصادر بيانات الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر
تعتمد الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر على شبكة عالمية من محطات قياس المد والجزر لجمع بيانات مستوى سطح البحر. يتم تشغيل هذه المحطات من قبل مجموعة متنوعة من المنظمات، بما في ذلك الوكالات الحكومية والجامعات والمؤسسات البحثية. تستخدم محطات قياس المد والجزر مجموعة متنوعة من التقنيات لقياس مستوى سطح البحر، بما في ذلك:
- أجهزة قياس المد والجزر الميكانيكية: هذه هي أقدم أنواع أجهزة قياس المد والجزر، وتستخدم عوامة أو جهاز ميكانيكي آخر لتسجيل ارتفاع الماء بمرور الوقت.
- أجهزة قياس المد والجزر الضغطية: تستخدم هذه الأجهزة مستشعر ضغط لقياس ضغط الماء، والذي يستخدم بعد ذلك لحساب ارتفاع الماء.
- أجهزة قياس المد والجزر الصوتية: تستخدم هذه الأجهزة موجات صوتية لقياس المسافة إلى سطح الماء، والتي تستخدم بعد ذلك لحساب ارتفاع الماء.
- أجهزة قياس المد والجزر الرادارية: تستخدم هذه الأجهزة موجات رادارية لقياس المسافة إلى سطح الماء، والتي تستخدم بعد ذلك لحساب ارتفاع الماء.
بالإضافة إلى بيانات قياس المد والجزر، تستخدم الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر أيضًا بيانات الأقمار الصناعية لتقدير مستوى سطح البحر. توفر الأقمار الصناعية تغطية عالمية لمستوى سطح البحر، مما يسمح للعلماء بمراقبة التغيرات في مستوى سطح البحر على نطاق واسع.
الوصول إلى بيانات الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر
تتوفر بيانات الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر للعلماء وصانعي السياسات وعامة الناس من خلال موقعها الإلكتروني (www.psmsl.org). يوفر الموقع الإلكتروني الوصول إلى مجموعة واسعة من البيانات، بما في ذلك بيانات مستوى سطح البحر الخام، والبيانات المعالجة، والمنتجات المشتقة. يمكن للمستخدمين أيضًا تنزيل البيانات بتنسيقات مختلفة، مثل ASCII و NetCDF.
بالإضافة إلى توفير البيانات من خلال موقعها الإلكتروني، تشارك الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر أيضًا في العديد من المشاريع الدولية، مثل نظام المراقبة العالمي لمستوى سطح البحر (GLOSS). يهدف GLOSS إلى إنشاء شبكة عالمية من محطات قياس المد والجزر عالية الجودة لمراقبة التغيرات في مستوى سطح البحر.
تحديات تواجه الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر
تواجه الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر عددًا من التحديات في سعيها لمراقبة وفهم مستوى سطح البحر. وتشمل هذه التحديات ما يلي:
- الحفاظ على شبكة عالمية من محطات قياس المد والجزر: يتطلب الحفاظ على شبكة عالمية من محطات قياس المد والجزر موارد مالية وبشرية كبيرة. تحتاج المحطات إلى صيانتها بانتظام ومعايرتها لضمان دقة البيانات.
- التعامل مع البيانات الضخمة: تجمع الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر كميات هائلة من البيانات من محطات قياس المد والجزر والأقمار الصناعية. يتطلب التعامل مع هذه البيانات الضخمة موارد حاسوبية متطورة وخبرة في تحليل البيانات.
- التأكد من جودة البيانات: من الضروري التأكد من جودة بيانات مستوى سطح البحر لضمان موثوقية التحليلات والاستنتاجات. تتطلب عملية التأكد من جودة البيانات فحصًا دقيقًا للبيانات وتصحيحًا للأخطاء.
- توصيل نتائج البحوث: من المهم توصيل نتائج البحوث حول مستوى سطح البحر إلى صانعي السياسات وعامة الناس بطريقة واضحة ومفهومة. يمكن أن تساعد هذه النتائج في إتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر والتخفيف من آثاره.
مستقبل الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر
تلعب الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر دورًا حاسمًا في فهم ومراقبة التغيرات في مستوى سطح البحر. مع استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب تغير المناخ، ستزداد أهمية عمل الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر. في المستقبل، ستواصل الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر توسيع شبكتها من محطات قياس المد والجزر، وتطوير تقنيات جديدة لجمع البيانات وتحليلها، وتوصيل نتائج البحوث إلى صانعي السياسات وعامة الناس.
من المتوقع أن تركز الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر في المستقبل على المجالات التالية:
- تحسين دقة بيانات مستوى سطح البحر: ستعمل الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر على تطوير تقنيات جديدة لتحسين دقة بيانات مستوى سطح البحر، مثل استخدام أجهزة قياس المد والجزر الروبوتية والأقمار الصناعية عالية الدقة.
- تطوير نماذج أفضل للتنبؤ بمستوى سطح البحر: ستعمل الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر على تطوير نماذج أفضل للتنبؤ بمستوى سطح البحر، والتي يمكن أن تساعد في التخطيط للبنية التحتية الساحلية والتكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر.
- توسيع نطاق البيانات التي تجمعها الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر: ستعمل الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر على توسيع نطاق البيانات التي تجمعها، لتشمل بيانات عن الأمواج والتيارات البحرية والملوحة ودرجة الحرارة. يمكن أن تساعد هذه البيانات في فهم أفضل للعمليات المحيطية وتأثيرها على مستوى سطح البحر.
خاتمة
الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر هي منظمة دولية مهمة تلعب دورًا حيويًا في مراقبة وفهم التغيرات في مستوى سطح البحر. من خلال جمع وتخزين وتوزيع بيانات مستوى سطح البحر، تساعد الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر العلماء وصانعي السياسات وعامة الناس على فهم تأثيرات تغير المناخ على المناطق الساحلية واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر والتخفيف من آثاره. مع استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر، ستزداد أهمية عمل الخدمة الدائمة لمستوى سطح البحر في المستقبل.