<![CDATA[
تاريخ المطار
تأسس مطار ويغرام في عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، وكان يُعرف في الأصل باسم “مدرسة الطيران رقم 1” التابعة لسلاح الجو الملكي النيوزيلندي. سُمي المطار على اسم الملازم أول هنري ويغرام، وهو طيار نيوزيلندي قُتل في حادث تحطم طائرة في إنجلترا عام 1916. كان ويغرام من الشخصيات البارزة التي ساهمت في تطوير الطيران في نيوزيلندا، وتكريماً له، أُطلق اسمه على المطار.
خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، أصبح مطار ويغرام مركزًا رئيسيًا للتدريب على الطيران العسكري في نيوزيلندا. تم تخريج العديد من الطيارين والمهندسين والفنيين من هذا المطار، الذين لعبوا دورًا حاسمًا في الدفاع عن البلاد خلال الحرب العالمية الثانية. تم تجهيز المطار بمجموعة متنوعة من الطائرات التدريبية والمقاتلة، مما جعله مركزًا متكاملاً لتطوير القدرات الجوية.
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب مطار ويغرام دورًا حاسمًا في تدريب الطيارين النيوزيلنديين وقوات الحلفاء. تم توسيع المطار وتحديثه لاستيعاب الزيادة الكبيرة في عدد الطائرات والأفراد. بالإضافة إلى التدريب، كان المطار يستخدم أيضًا كقاعدة للعمليات الجوية ضد القوات اليابانية في المحيط الهادئ.
بعد الحرب العالمية الثانية، استمر مطار ويغرام في لعب دور مهم في الطيران العسكري والمدني في نيوزيلندا. تم استخدامه كقاعدة للتدريب على الطيران، وكذلك كمطار مدني للرحلات الداخلية. ومع ذلك، مع نمو حركة الطيران المدني، أصبح مطار ويغرام غير قادر على استيعاب الطائرات الأكبر حجمًا، وتم اتخاذ قرار ببناء مطار كرايستشيرش الدولي الجديد.
الأهمية التاريخية
يحمل مطار ويغرام أهمية تاريخية كبيرة في نيوزيلندا، فهو يمثل بداية الطيران العسكري والمدني في البلاد. لعب المطار دورًا حاسمًا في تدريب الطيارين والمهندسين والفنيين الذين ساهموا في الدفاع عن نيوزيلندا خلال الحرب العالمية الثانية. كما كان المطار مركزًا للابتكار والتطوير في مجال الطيران، حيث تم فيه اختبار العديد من التقنيات والمفاهيم الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يرتبط مطار ويغرام ارتباطًا وثيقًا بتاريخ مدينة كرايستشيرش. كان المطار مصدر فخر للمدينة، وساهم في تعزيز اقتصادها وتطويرها. تم بناء العديد من المنازل والمحلات التجارية والمصانع حول المطار، مما جعله مركزًا حيويًا للمجتمع المحلي.
اليوم، لم يعد مطار ويغرام قيد الاستخدام كمطار، ولكن تم تحويله إلى متحف ومجمع سكني وتجاري. يضم المتحف مجموعة كبيرة من الطائرات والتحف المتعلقة بتاريخ الطيران في نيوزيلندا، ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. كما يضم المجمع السكني والتجاري العديد من المنازل والمحلات التجارية والمطاعم، مما يجعله مكانًا حيويًا ومزدهرًا.
متحف القوات الجوية النيوزيلندية
يعد متحف القوات الجوية النيوزيلندية، الذي يقع في موقع مطار ويغرام السابق، أحد أبرز المتاحف في نيوزيلندا. يضم المتحف مجموعة كبيرة من الطائرات والتحف المتعلقة بتاريخ الطيران العسكري في نيوزيلندا. تشمل المجموعة طائرات مقاتلة وقاذفات قنابل وطائرات تدريب وطائرات نقل، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المعدات والأسلحة والزي العسكري.
يقدم المتحف للزوار فرصة للتعرف على تاريخ الطيران العسكري في نيوزيلندا، والتعرف على الدور الذي لعبه الطيارون والمهندسون والفنيون النيوزيلنديون في الدفاع عن البلاد. كما يقدم المتحف مجموعة متنوعة من المعارض التفاعلية والأنشطة التعليمية التي تجعل التعلم ممتعًا وشيقًا.
من بين أبرز المعروضات في المتحف طائرة “دي هافيلاند موث”، وهي طائرة تدريب استخدمت في مطار ويغرام في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. كما يضم المتحف طائرة “سوبرمارين سبتفاير”، وهي طائرة مقاتلة بريطانية استخدمت في الحرب العالمية الثانية. بالإضافة إلى ذلك، يضم المتحف طائرة “أفرو لانكستر”، وهي قاذفة قنابل ثقيلة استخدمت في الحرب العالمية الثانية.
تطويرات حديثة
على الرغم من أن مطار ويغرام لم يعد قيد الاستخدام كمطار، إلا أن المنطقة المحيطة به شهدت العديد من التطورات الحديثة. تم بناء العديد من المنازل والمحلات التجارية والمصانع في المنطقة، مما جعلها مكانًا حيويًا ومزدهرًا. كما تم تطوير العديد من الحدائق والمساحات الخضراء في المنطقة، مما يوفر للمقيمين والزوار أماكن للاسترخاء والاستمتاع بالهواء الطلق.
يعد مجمع “ويغرام إيربارك” أحد أبرز التطورات الحديثة في المنطقة. يضم المجمع مجموعة متنوعة من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى سينما حديثة. كما يضم المجمع مساحة واسعة لوقوف السيارات، مما يجعله مكانًا مناسبًا للتسوق والترفيه.
بالإضافة إلى ذلك، تم بناء العديد من المنازل الجديدة في منطقة ويغرام، مما يجعلها مكانًا جذابًا للعيش. تتميز المنازل الجديدة بتصميمها الحديث والمريح، وتوفر للمقيمين جميع وسائل الراحة والرفاهية. كما تقع منطقة ويغرام بالقرب من العديد من المدارس والمستشفيات والمرافق الأخرى، مما يجعلها مكانًا مناسبًا للعائلات.
التأثير على المجتمع المحلي
كان لمطار ويغرام تأثير كبير على المجتمع المحلي في كرايستشيرش. ساهم المطار في تعزيز اقتصاد المدينة وتطويرها، ووفر فرص عمل للعديد من السكان المحليين. كما ساهم المطار في تعزيز الروح الوطنية والانتماء لدى السكان المحليين، حيث كان يمثل رمزًا للفخر الوطني والإنجاز.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم مطار ويغرام في تعزيز الثقافة المحلية والفنون. تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية في المطار، مما ساهم في إثراء الحياة الثقافية للمدينة. كما ألهم المطار العديد من الفنانين والكتاب والموسيقيين، الذين أنتجوا أعمالًا فنية مستوحاة من تاريخ المطار.
اليوم، لا يزال مطار ويغرام يلعب دورًا مهمًا في المجتمع المحلي، على الرغم من أنه لم يعد قيد الاستخدام كمطار. يمثل المتحف والمجمع السكني والتجاري مركزًا حيويًا للمجتمع المحلي، ويوفر للمقيمين والزوار أماكن للتسوق والترفيه والتعلم.
خاتمة
مطار ويغرام هو معلم تاريخي هام في نيوزيلندا، يحمل إرثًا غنيًا من التطورات والابتكارات في مجال الطيران. لعب المطار دورًا حاسمًا في تدريب الطيارين والمهندسين والفنيين الذين ساهموا في الدفاع عن نيوزيلندا خلال الحرب العالمية الثانية. اليوم، يمثل المتحف والمجمع السكني والتجاري في موقع المطار مركزًا حيويًا للمجتمع المحلي، ويذكرنا بتاريخ الطيران المجيد في نيوزيلندا.