نشأته وبداياته
ولد مارشال م. باركس في 6 يوليو 1918 في مدينة دي موين، ولاية آيوا. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة ولاية أيوا عام 1940. ثم التحق بكلية الطب بجامعة أيوا وتخرج منها عام 1943. بعد تخرجه، أكمل باركس فترة تدريب في الجراحة العامة في مستشفى جامعة أيوا. ثم بدأ تخصصه في طب العيون في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور، ميريلاند، حيث أكمل إقامته في عام 1949.
خلال فترة إقامته، بدأ باركس في إظهار اهتمام خاص بطب عيون الأطفال. كان هذا المجال في ذلك الوقت في مراحله الأولى من التطور، ولم يكن هناك العديد من المتخصصين فيه. أدرك باركس الحاجة إلى تحسين الرعاية المقدمة للأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، وكرس وقته وجهوده لتلبية هذه الحاجة.
مسيرته المهنية
بعد إكماله الإقامة، انضم باركس إلى هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز. ثم انتقل إلى واشنطن العاصمة، حيث أسس عيادة خاصة متخصصة في طب عيون الأطفال. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كطبيب ماهر ومكرس لمرضاه. بالإضافة إلى عمله السريري، كان باركس ملتزماً بالبحث والتعليم.
كان باركس رائداً في تطوير العديد من التقنيات الجراحية لعلاج الحول (الحول) وأمراض العيون الأخرى لدى الأطفال. طور أيضاً أدوات وتقنيات جديدة لتشخيص أمراض العيون عند الأطفال بدقة أكبر. ساعدت هذه التطورات على تحسين نتائج العلاج بشكل كبير وتقليل المعاناة لدى الأطفال المصابين.
مساهماته في طب عيون الأطفال
كانت مساهمات باركس في طب عيون الأطفال واسعة النطاق ومؤثرة. من بين أهم إنجازاته:
- تطوير التقنيات الجراحية للحول: كان باركس رائداً في تطوير التقنيات الجراحية التي تستخدم لتصحيح الحول، وهي حالة تصيب فيها العينان أو إحداهما في وضعية غير متوازية. قام بتطوير العديد من العمليات الجراحية الجديدة، وتحسين التقنيات القائمة، مما ساعد على تحسين نتائج العلاج بشكل كبير.
- تطوير أدوات التشخيص: ساعد باركس في تطوير أدوات وتقنيات جديدة لتشخيص أمراض العيون لدى الأطفال بدقة أكبر. تضمنت هذه الأدوات أجهزة متخصصة لتحديد درجة الحول، وقياس حدة البصر لدى الأطفال الصغار.
- تأسيس برامج التدريب: لعب باركس دوراً حاسماً في تدريب جيل جديد من أطباء عيون الأطفال. قام بتأسيس برامج تدريبية في العديد من المستشفيات، وشارك في تدريس الطلاب والمتدربين، مما ساهم في نشر المعرفة والخبرة في مجال طب عيون الأطفال.
- كتابة الكتب والمقالات: كتب باركس العديد من الكتب والمقالات العلمية حول طب عيون الأطفال. ساهمت هذه المنشورات في نشر المعرفة والخبرة في هذا المجال، وأصبحت مرجعاً مهماً للأطباء والباحثين.
بفضل مساهماته، أصبح باركس معروفاً على نطاق واسع باسم “أبو طب عيون الأطفال”. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعمله، بما في ذلك جائزة الإنجاز مدى الحياة من الأكاديمية الأمريكية لطب العيون.
إسهاماته التعليمية
لم يقتصر دور مارشال باركس على كونه جراحاً ماهراً، بل كان أيضاً معلماً متميزاً. قام بتدريب عدد كبير من أطباء العيون المتخصصين في طب الأطفال، والذين استمروا في نشر إرثه في جميع أنحاء العالم. كان باركس يتمتع بأسلوب تدريس مميز، حيث كان يجمع بين المعرفة العميقة والقدرة على التواصل بوضوح. ألهم طلابه وشجعهم على التفوق في مجالهم.
أسس باركس برنامج زمالة في طب عيون الأطفال في مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن العاصمة، والذي أصبح من بين أرقى البرامج في هذا المجال. ساعد هذا البرنامج في تدريب عدد كبير من الأطباء الذين أصبحوا فيما بعد قادة في مجال طب عيون الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، قام باركس بتأليف العديد من الكتب والمقالات العلمية التي ساهمت في نشر المعرفة والخبرة في هذا المجال.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية الناجحة، كان باركس شخصاً كريماً ومتواضعاً. كان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه ومرضاه. كان متزوجاً من إليزابيث باركس، ولديهما ثلاثة أطفال. كان باركس يستمتع بقضاء الوقت مع عائلته، وكان يحب القراءة والسفر.
كان باركس شخصية مؤثرة في حياة العديد من الأشخاص، سواء في مجال عمله أو في حياته الشخصية. ترك إرثاً دائماً من التفوق الطبي والالتزام بالإنسانية.
إرثه
توفي مارشال م. باركس في 25 يوليو 2005، عن عمر يناهز 87 عاماً. ترك وراءه إرثاً من الإنجازات في مجال طب عيون الأطفال، وألهم الأجيال القادمة من الأطباء والباحثين. لا يزال عمله يؤثر على حياة الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرؤية في جميع أنحاء العالم.
يتم تكريم ذكرى باركس من خلال العديد من الطرق، بما في ذلك منح الزمالات الدراسية والجوائز باسمه. تخليداً لإسهاماته، تم إنشاء مؤسسة مارشال م. باركس، التي تهدف إلى دعم البحث والتعليم في مجال طب عيون الأطفال. يعتبر باركس رمزاً للتميز في مجال طب العيون، وستظل مساهماته محفورة في سجلات التاريخ.
خاتمة
مارشال م. باركس هو شخصية بارزة في تاريخ طب العيون، خاصة في مجال طب عيون الأطفال. من خلال عمله الدؤوب وجهوده الرائدة، ساهم باركس في تطوير التشخيص والعلاج الجراحي لأمراض العيون لدى الأطفال، وأسس برامج تدريبية للأطباء الشباب، وترك إرثاً غنياً من المعرفة والخبرة. سيظل اسمه محفوراً في سجلات التاريخ كواحد من أهم رواد طب عيون الأطفال في العالم.