نشأته وتعليمه
ولد إن. جي. رانغا في قرية نياكودوبالم في منطقة غونتور بولاية أندرا براديش. نشأ في بيئة ريفية، مما جعله على اتصال مباشر مع تحديات ومصاعب الحياة الزراعية. تلقى تعليمه المبكر في قريته، ثم انتقل إلى كليات في مدينتي غونتور ومدراس. أظهر رانغا اهتمامًا مبكرًا بالتعليم، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة مدراس. بعد ذلك، سافر إلى إنجلترا لمواصلة دراسته في جامعة أكسفورد، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية والسياسية، ثم درجة الماجستير في الاقتصاد. خلال فترة وجوده في أكسفورد، تأثر رانغا بالعديد من المفكرين والناشطين، مما عزز لديه التزامه بالعدالة الاجتماعية وحقوق الفلاحين.
دوره في حركة الاستقلال الهندية
عاد إن. جي. رانغا إلى الهند في عام 1920، وانضم إلى حركة الاستقلال الهندية. تأثر بشدة بفلسفة المهاتما غاندي في اللاعنف والتمكين الذاتي. شارك رانغا بنشاط في العديد من حملات العصيان المدني التي قادتها حركة الاستقلال. كان يرى أن استقلال الهند لن يكون كاملاً إلا إذا تم تحرير الفلاحين من الاستغلال والظلم. عمل رانغا على تنظيم الفلاحين، وتوعيتهم بحقوقهم، وحشد الدعم لقضاياهم. لعب دورًا رئيسيًا في تأسيس رابطة المزارعين الهنود (All India Kisan Sabha)، التي أصبحت منصة رئيسية للدفاع عن مصالح الفلاحين.
الناشطية الفلاحية
كان إن. جي. رانغا مكرسًا للدفاع عن حقوق الفلاحين وتحسين أوضاعهم المعيشية. اعتقد أن الفلاحين هم العمود الفقري للاقتصاد الهندي، وأن رفاهيتهم ضرورية لتقدم البلاد. عمل رانغا على تحقيق العديد من الأهداف، بما في ذلك:
- تخفيض الضرائب والرسوم: طالب رانغا بتخفيض العبء الضريبي على الفلاحين، والذي كان يعتبره مرتفعًا وغير عادل.
- إصلاح نظام الإقراض: عمل على تنظيم نظام الإقراض لمنع استغلال الفلاحين من قبل المرابين.
- تحسين أسعار المحاصيل: دافع عن سياسات تضمن حصول الفلاحين على أسعار عادلة لمحاصيلهم.
- توفير التعليم والرعاية الصحية: أدرك رانغا أهمية التعليم والرعاية الصحية للفلاحين، وعمل على توفير هذه الخدمات في المناطق الريفية.
قاد رانغا العديد من الاحتجاجات والإضرابات، وحشد الفلاحين للمطالبة بحقوقهم. أصبح رمزًا للعدالة الاجتماعية والتمكين الريفي. ساهمت جهوده في تحسين أوضاع الفلاحين، وزيادة الوعي بأهمية الزراعة في الهند.
مسيرته السياسية
بعد استقلال الهند، دخل إن. جي. رانغا السياسة. انتخب لعضوية البرلمان الهندي عدة مرات. شغل مناصب مختلفة، بما في ذلك وزير الدولة للزراعة. خلال مسيرته السياسية، واصل رانغا الدفاع عن مصالح الفلاحين، والمطالبة بإصلاحات زراعية. كان صوتًا قويًا في البرلمان، وعمل على صياغة سياسات صديقة للفلاحين.
انضم رانغا إلى حزب المؤتمر الهندي في البداية، ولكنه غادر الحزب لاحقًا بسبب خلافات حول السياسات الزراعية. أسس حزبه الخاص، حزب المزارعين والعمال (Swatantra Party)، الذي دافع عن اقتصاد السوق الحر وسياسات صديقة للأعمال. على الرغم من اختلاف آرائه السياسية، ظل رانغا ملتزمًا بالعدالة الاجتماعية والرفاهية الريفية.
مساهماته في الاقتصاد الزراعي
بالإضافة إلى نشاطه السياسي والاجتماعي، كان إن. جي. رانغا بروفيسورًا للاقتصاد الزراعي. قام بتدريس هذا المجال في العديد من الجامعات، وساهم في تطوير المعرفة الاقتصادية الزراعية في الهند. كتب العديد من الكتب والمقالات حول القضايا الزراعية، وقدم مساهمات قيمة في النقاش حول السياسات الزراعية. كان رائدًا في دراسة التنمية الزراعية المستدامة، وأدرك أهمية حماية البيئة والموارد الطبيعية. عمل على تعزيز البحوث الزراعية، وتشجيع استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة.
إرثه
ترك إن. جي. رانغا إرثًا دائمًا في الهند. يُذكر كأحد أبرز قادة الحركة الزراعية، وصوتًا قويًا للفلاحين. ألهمت جهوده أجيالًا من الناشطين والسياسيين للعمل من أجل العدالة الاجتماعية والتقدم الاقتصادي. تخلد ذكراه من خلال العديد من المؤسسات والمنظمات، بما في ذلك جامعة إن. جي. رانغا للعلوم الزراعية، والتي سميت على اسمه تقديرًا لمساهماته في مجال الزراعة. يُنظر إليه على أنه رمز للالتزام بالعدالة الاجتماعية، والمثل الأعلى للقيادة الريفية.
الجوائز والتكريمات
حصل إن. جي. رانغا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لخدماته وجهوده. حصل على جائزة بادما بوشان، وهي واحدة من أعلى الجوائز المدنية في الهند. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات. كانت حياته مليئة بالعمل الدؤوب والتفاني في خدمة الآخرين. كان مثالًا يحتذى به للقيادة، وألهم الكثيرين للعمل من أجل قضية عادلة.
خاتمة
كان إن. جي. رانغا شخصية بارزة في تاريخ الهند، حيث جمع بين دوره كمناضل من أجل الحرية، وناشط فلاحي، وسياسي، وبروفيسور للاقتصاد الزراعي. لعب دورًا حيويًا في حركة الاستقلال الهندية، وعمل بلا كلل للدفاع عن حقوق الفلاحين وتحسين أوضاعهم المعيشية. ساهمت جهوده في صياغة السياسات الزراعية في الهند، وترك إرثًا دائمًا في مجال العدالة الاجتماعية والتقدم الاقتصادي. كان رانغا مثالًا يحتذى به للقيادة، وألهم الكثيرين للعمل من أجل قضية عادلة.
المراجع
“`