ظاهرة الشمس السفلية (Subsun)

آلية تشكل الشمس السفلية

لتوضيح كيفية تشكل الشمس السفلية، يجب فهم طبيعة الغلاف الجوي وظروفه. تتكون الغيوم من قطرات ماء صغيرة أو بلورات جليدية أو مزيج منهما، معلقة في الهواء. عندما تسقط أشعة الشمس على هذه الجسيمات، فإنها تتفاعل معها بطرق مختلفة. في حالة الشمس السفلية، تلعب بلورات الجليد دورًا حاسمًا.

عندما تكون هناك بلورات جليدية مسطحة أو سداسية الشكل تطفو في الغلاف الجوي، فإنها تعمل كمرآة صغيرة تعكس ضوء الشمس. تعتمد زاوية انعكاس الضوء على زاوية سقوط أشعة الشمس على البلورات. إذا كانت البلورات موجهة بشكل صحيح بحيث تعكس ضوء الشمس مباشرة إلى عين المشاهد، فإننا نرى الشمس السفلية.

من الضروري أن تكون البلورات الجليدية مسطحة وأفقية لإنتاج انعكاس واضح. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك أعداد كبيرة من البلورات الجليدية متجهة بنفس الاتجاه لإنشاء صورة مشرقة. كلما زاد عدد البلورات المتجهة بنفس الاتجاه، زادت سطوع الشمس السفلية.

العوامل المؤثرة في رؤية الشمس السفلية

هناك عدة عوامل تؤثر في إمكانية رؤية الشمس السفلية وشكلها وشدتها:

ارتفاع الشمس: تكون الشمس السفلية أكثر وضوحًا عندما تكون الشمس منخفضة في السماء، خاصة في الصباح الباكر أو في وقت متأخر بعد الظهر. في هذه الأوقات، تكون أشعة الشمس بزاوية مناسبة للانعكاس بواسطة بلورات الجليد.
نوع الغيوم: تظهر الشمس السفلية عادة في الغيوم الرقيقة المرتفعة مثل السمحاق (Cirrus) والسمحاق الطبقي (Cirrostratus). هذه الغيوم تتكون في الغالب من بلورات جليدية تسمح بانعكاس الضوء.
شكل بلورات الجليد: يؤثر شكل وحجم بلورات الجليد على شكل الشمس السفلية. البلورات المسطحة السداسية تعطي انعكاسًا واضحًا، بينما قد تتسبب البلورات غير المنتظمة في تشويش الصورة.
زاوية المشاهد: تعتمد رؤية الشمس السفلية على زاوية المشاهد بالنسبة للشمس والغيوم. يجب أن يكون المشاهد في زاوية معينة ليرى الانعكاس.
صفاء الجو: يجب أن يكون الجو صافيًا قدر الإمكان، مع وجود القليل من الغبار أو الملوثات في الهواء، لضمان رؤية واضحة للشمس السفلية.

أشكال الشمس السفلية

يمكن أن تظهر الشمس السفلية في عدة أشكال:

بقعة مضيئة: هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا، حيث تظهر الشمس السفلية كبقعة بيضاء ساطعة أو ملونة قليلاً داخل الغيوم.
قرص: في بعض الأحيان، يمكن أن تظهر الشمس السفلية كقرص دائري أو بيضاوي الشكل، مشابهًا لشمس أخرى.
أعمدة ضوئية: في ظروف معينة، يمكن أن تظهر الشمس السفلية كأعمدة ضوئية عمودية تمتد من الشمس إلى الأسفل.
أقواس: يمكن أن تظهر الشمس السفلية أيضًا في شكل أقواس ضوئية حول الشمس.

تختلف هذه الأشكال بناءً على زاوية الشمس وشكل البلورات الجليدية ووجود ظواهر بصرية أخرى في الغلاف الجوي.

الفرق بين الشمس السفلية والظواهر البصرية الأخرى

من المهم التمييز بين الشمس السفلية والظواهر البصرية الأخرى التي قد تظهر في السماء. على سبيل المثال:

الهالات (Haloes): هي حلقات أو أقواس ضوئية تظهر حول الشمس أو القمر، وتنتج عن انكسار الضوء عبر بلورات الجليد السداسية. تختلف الهالات عن الشمس السفلية في أنها تنتج عن انكسار الضوء بدلاً من الانعكاس.
الأعمدة الشمسية (Sun Pillars): هي أعمدة ضوئية رأسية تظهر فوق أو أسفل الشمس، وتتشكل عن طريق انعكاس الضوء من بلورات الجليد المسطحة التي تسقط في الهواء. تختلف الأعمدة الشمسية عن الشمس السفلية في موقعها وشكلها.
الشمس الكاذبة (Parhelion): هي بقع مضيئة تظهر على جانبي الشمس، وتنتج عن انكسار الضوء عبر بلورات الجليد السداسية. تختلف الشمس الكاذبة عن الشمس السفلية في موقعها وشكلها.

يتطلب التمييز بين هذه الظواهر البصرية المعرفة والخبرة في علم الأرصاد الجوية ورصد الظواهر الجوية.

أهمية دراسة الشمس السفلية

على الرغم من أن الشمس السفلية هي ظاهرة بصرية طبيعية، إلا أن دراستها يمكن أن توفر معلومات قيمة حول الغلاف الجوي. من خلال تحليل خصائص الشمس السفلية، يمكن للعلماء:

تحديد نوع الغيوم: يساعد شكل وحجم الشمس السفلية في تحديد نوع الغيوم الموجودة وتركيبها.
تقدير حجم وشكل بلورات الجليد: يوفر تحليل الانعكاسات معلومات حول حجم وشكل بلورات الجليد في الغلاف الجوي.
فهم العمليات الديناميكية في الغلاف الجوي: تساهم دراسة الشمس السفلية في فهم العمليات التي تحدث في الغلاف الجوي وكيفية تفاعل الضوء مع المواد الموجودة فيه.

علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الشمس السفلية مصدرًا للإلهام للعديد من الأشخاص المهتمين بالظواهر الطبيعية، مما يعزز الوعي البيئي والتقدير لجمال الطبيعة.

كيفية رصد الشمس السفلية

لرصد الشمس السفلية، هناك بعض النصائح التي يجب مراعاتها:

الوقت: أفضل وقت لرؤية الشمس السفلية هو عندما تكون الشمس منخفضة في السماء، في الصباح الباكر أو في وقت متأخر بعد الظهر.
المكان: ابحث عن موقع مرتفع يوفر رؤية واضحة للسماء، بعيدًا عن الأشجار والمباني.
الطقس: راقب الغيوم الرقيقة المرتفعة مثل السمحاق والسمحاق الطبقي.
السلامة: لا تنظر مباشرة إلى الشمس، حتى لو كانت الشمس السفلية موجودة. استخدم النظارات الشمسية أو قم بحجب الشمس بجسم ما.
التصوير: إذا كنت ترغب في التقاط صورة للشمس السفلية، استخدم كاميرا مع إعدادات مناسبة لتقليل وهج الشمس.

باتباع هذه النصائح، يمكنك زيادة فرصك في رؤية هذه الظاهرة البصرية الرائعة.

تاريخ رصد الشمس السفلية

على الرغم من أن الشمس السفلية هي ظاهرة طبيعية تحدث منذ زمن بعيد، إلا أن التوثيق العلمي لها بدأ في العصور الحديثة. بدأ العلماء في دراسة هذه الظاهرة وتوثيقها بشكل منهجي مع تطور الأدوات والتقنيات العلمية. مع مرور الوقت، أصبح فهمنا للشمس السفلية أكثر تفصيلاً، مما ساهم في تطوير نماذج محاكاة الغلاف الجوي وتحسين التنبؤات الجوية.

من خلال دراسة التاريخ، يمكننا أن نرى كيف تطور فهمنا لهذه الظاهرة وكيف أثرت في تطور علم الأرصاد الجوية.

الشمس السفلية في الثقافة والفنون

بصرف النظر عن أهميتها العلمية، ألهمت الشمس السفلية العديد من الفنانين والكتاب والشعراء. تظهر الشمس السفلية في العديد من الأعمال الفنية، مثل اللوحات والموسيقى والأدب، مما يعكس جمالها وتأثيرها على العقل البشري. غالبًا ما يرمز هذا المشهد إلى الأمل والتفاؤل والجمال.

إن تأثير الشمس السفلية على الثقافة والفنون يعكس الارتباط العميق بين الإنسان والطبيعة، وكيف يمكن للظواهر الطبيعية أن تثير المشاعر والأفكار.

الخلاصة

الشمس السفلية هي ظاهرة بصرية رائعة تحدث عندما ينعكس ضوء الشمس على بلورات الجليد في الغيوم أو الضباب. تظهر هذه الظاهرة في شكل بقعة مضيئة أو بقعة متوهجة، وتعتمد خصائصها على زاوية الشمس ونوع الغيوم وشكل البلورات الجليدية. دراسة الشمس السفلية توفر معلومات قيمة حول الغلاف الجوي ويمكن أن تلهم الناس بجمال الطبيعة. لرصد الشمس السفلية، يجب مراعاة بعض العوامل مثل الوقت والطقس والموقع، ويجب دائمًا الحذر عند النظر إلى الشمس. تذكر أن هذه الظاهرة الطبيعية ليست مجرد مشهد بصري، بل هي أيضًا رمز للجمال والغموض في عالمنا.

خاتمة

الشمس السفلية هي ظاهرة طبيعية آسرة تتجلى في شكل بقعة مضيئة أو بقعة متوهجة في السماء. تنتج هذه الظاهرة عن انعكاس ضوء الشمس على بلورات الجليد الموجودة في الغلاف الجوي. يمكن رؤية الشمس السفلية في الغيوم أو الضباب، وتعتمد رؤيتها على عدة عوامل مثل زاوية الشمس، نوع الغيوم، وشكل بلورات الجليد. دراسة هذه الظاهرة تساهم في فهمنا للغلاف الجوي وتوفر لنا نظرة ثاقبة لعمليات الانعكاس والظواهر البصرية. الشمس السفلية ليست مجرد مشهد بصري جميل، بل هي أيضًا مصدر إلهام للفنانين والعلماء على حد سواء.

المراجع

“`