نشأته وبداياته
ولد جون دروموند في 25 نوفمبر 1934، وتلقى تعليمه في مدرسة إيتون، ثم التحق بكلية الثالوث في جامعة كامبريدج، حيث درس التاريخ. بدأ اهتمامه بالفنون خلال فترة دراسته الجامعية، حيث شارك في تنظيم العروض المسرحية. كان لسنوات دراسته تأثير كبير في تشكيل رؤيته المستقبلية للفنون وتأثيرها في المجتمع.
مسيرته المهنية
بدأ دروموند مسيرته المهنية في مجال الفنون في أوائل الستينيات. عمل في البداية مع المجلس البريطاني، حيث ساهم في الترويج للفنون البريطانية في الخارج. وقد اكتسب خبرة قيمة في إدارة المشاريع الفنية على نطاق دولي. انتقل في وقت لاحق إلى العمل في إدارة المهرجانات الفنية، حيث تولى منصب مدير مهرجان هايوارد للفنون. هذه التجربة أتاحت له فرصة لتوسيع نطاق اهتمامه ليشمل مختلف أنواع الفنون.
إدارته لمهرجان إدنبرة الدولي
لعل أبرز إنجازات دروموند كان تعيينه مديرًا لمهرجان إدنبرة الدولي في عام 1978. خلال فترة إدارته التي استمرت حتى عام 1992، قام بتحويل المهرجان إلى واحد من أهم الأحداث الثقافية في العالم. قام دروموند بتقديم عروض عالمية المستوى في مجالات الموسيقى والأوبرا والمسرح والرقص والفنون البصرية. ركز بشكل خاص على تقديم أعمال جديدة وجريئة، مما ساعد في جذب جمهور أوسع وإحياء المهرجان كمنصة رائدة للفنون. أدخل دروموند تغييرات كبيرة على البرنامج، حيث قام بتوسيع نطاق العروض لتشمل أعمالًا من دول مختلفة، مما أدى إلى زيادة التنوع الثقافي في المهرجان.
تحت قيادة دروموند، اكتسب مهرجان إدنبرة الدولي سمعة مرموقة بفضل برنامجه المبتكر. كان له تأثير كبير على تطوير المسرح والموسيقى في المملكة المتحدة. كما عمل على تعزيز التبادل الثقافي الدولي. أثناء إدارته، شهد المهرجان زيادة كبيرة في الحضور وارتفاعًا في التغطية الإعلامية، مما عزز مكانة إدنبرة كمركز ثقافي عالمي.
العمل مع الأوركسترا السيمفونية الوطنية لهيئة الإذاعة البريطانية
بعد تركه مهرجان إدنبرة، تولى دروموند منصب مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC Symphony Orchestra). في هذه الفترة، واصل جهوده في دعم الموسيقى الكلاسيكية وتوسيع نطاق جمهورها. أعاد هيكلة الأوركسترا وعمل على تحسين جودة العروض، مما ساهم في تعزيز مكانتها كواحدة من أفضل الفرق الموسيقية في المملكة المتحدة.
شهدت الأوركسترا في عهده ازدهارًا فنيًا، حيث قدمت عروضًا مميزة في قاعات الحفلات الموسيقية الرئيسية في بريطانيا والعالم. أكد دروموند على أهمية الترويج للموسيقى المعاصرة، وقام بتكليف العديد من الملحنين بكتابة أعمال جديدة. حرص على الجمع بين التقاليد الكلاسيكية والتجارب الموسيقية الحديثة. وقد انعكس ذلك في تنوع البرامج التي قدمتها الأوركسترا تحت قيادته.
مساهماته في تطوير الفنون
بالإضافة إلى عمله في إدارة المهرجانات والفرق الموسيقية، لعب دروموند دورًا مهمًا في تطوير السياسات الثقافية في المملكة المتحدة. كان مدافعًا قويًا عن دعم الدولة للفنون، وكان يرى أن الفنون تلعب دورًا حيويًا في تنمية المجتمع. شارك في العديد من اللجان والمجالس الاستشارية، حيث قدم خبرته ومشورتة لصناع القرار. كان يؤمن بأهمية توفير الفرص للفنانين الناشئين، ودعمهم في بداية مسيرتهم المهنية.
كان لديه إسهامات كبيرة في مجالس إدارة العديد من المؤسسات الفنية البارزة، بما في ذلك مجلس الفنون في بريطانيا. من خلال هذه الأدوار، ساهم في وضع استراتيجيات لدعم الفنون وتقديمها للجمهور على أوسع نطاق ممكن. عمل على ضمان حصول جميع شرائح المجتمع على فرص للاستمتاع بالفنون. كان لديه رؤية شاملة للفنون ودورها في المجتمع، مما جعله شخصية مؤثرة في عالم الثقافة.
التكريم والتقدير
تم تكريم جون دروموند على إسهاماته في الفنون بالعديد من الجوائز والأوسمة. حصل على لقب فارس في عام 1992، تقديرًا لخدماته المتميزة في مجال الثقافة. كما حصل على درجات فخرية من عدة جامعات. كان يُنظر إليه كواحد من أبرز مديري الفنون في عصره، وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه والفنانين والجمهور على حد سواء.
تُعتبر مساهماته في الفنون مؤثرة بشكل دائم. لقد ترك بصمة واضحة في المؤسسات التي عمل بها، وألهم عددًا كبيرًا من الأشخاص في مجال الفنون. ظلّ إرثه حيًا في دعم الأجيال القادمة من الفنانين والمهنيين الثقافيين.
إرثه وتأثيره
يُذكر جون دروموند كرائد في مجال إدارة الفنون. ترك إرثًا من التميز والإبداع. بفضل رؤيته الثاقبة، ساهم في تحويل المهرجانات والفرق الموسيقية إلى مؤسسات عالمية. كان لعمله تأثير كبير في تعزيز التبادل الثقافي الدولي. كما ساهم في دعم الفنانين، وتوسيع نطاق جمهور الفنون. كان دروموند مثالًا يحتذى به في التفاني والالتزام بالفنون.
لا تزال الأفكار والمبادئ التي دافع عنها دروموند ذات صلة كبيرة في عالم الفنون اليوم. يشجع عمله على التفكير في أهمية الفنون في المجتمع، ودور المديرين الفنيين في دعم الإبداع. يستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة من المهنيين في مجال الفنون. يعتبر مثالًا للقيادة الفنية الفعالة. حيث جمع بين رؤية فنية قوية، وقدرة على الإدارة الناجحة، وحب عميق للفنون.
خاتمة
كان جون دروموند شخصية محورية في عالم الفنون. من خلال عمله كمدير فني، ترك بصمة لا تُمحى في المشهد الثقافي في المملكة المتحدة والعالم. من خلال قيادته لمهرجان إدنبرة الدولي والأوركسترا السيمفونية الوطنية لهيئة الإذاعة البريطانية، ساهم في تعزيز التبادل الثقافي الدولي. كما قام بدعم الفنانين الموهوبين. إرثه في الفنون مستمر في الإلهام والتحفيز.
المراجع
- The Guardian: Obituary John Drummond
- Wikipedia: John Drummond (arts administrator)
- The Independent: Obituary Sir John Drummond
- Oxford Reference: Drummond, Sir John Richard Gray
“`