<![CDATA[
خلافة مضطربة
عندما توفي ريتشارد الثاني في عام 1127، كان روبرت الثاني الوريث الشرعي لإمارة كابوا وكونتية أفيرسا. ومع ذلك، كانت الإمارة في حالة من الفوضى، حيث تسعى العديد من الفصائل النورماندية القوية إلى السلطة. كان روبرت شابًا عديم الخبرة، وسرعان ما واجه تحديات كبيرة.
أحد أكبر التحديات التي واجهها كان روجر الثاني ملك صقلية، الذي كان يسعى إلى توسيع سلطته في جنوب إيطاليا. رأى روجر في وفاة ريتشارد الثاني فرصة للاستيلاء على كابوا وضمها إلى مملكته. غزا روجر كابوا في عام 1128 وحاصر المدينة.
تمكن روبرت من الدفاع عن كابوا في البداية، لكنه سرعان ما أدرك أنه لا يستطيع الصمود أمام قوة روجر لفترة طويلة. طلب المساعدة من البابا هونريوس الثاني، الذي كان قلقًا بشأن قوة روجر المتزايدة. وافق البابا على مساعدة روبرت، وأرسل جيشًا لمواجهة روجر.
التقى الجيشان في معركة في عام 1129، وهُزم جيش البابا. استولى روجر بعد ذلك على كابوا وأجبر روبرت على الفرار.
في المنفى
ذهب روبرت إلى المنفى في بلاط الإمبراطور لوثر الثالث، الذي كان خصمًا لروجر الثاني. سعى روبرت إلى حشد الدعم لاستعادة إمارته، لكن دون جدوى كبيرة. ظل في المنفى لعدة سنوات، في محاولة مستمرة لإيجاد حليف قوي بما يكفي لمواجهة روجر.
خلال فترة نفيه، شهد روبرت توحيد جنوب إيطاليا تحت حكم روجر الثاني. أُعلن روجر ملكًا على صقلية في عام 1130، وأصبح أقوى حاكم في المنطقة. أصبح من الواضح بشكل متزايد أن روبرت لن يتمكن من استعادة كابوا بمفرده.
محاولات الاستعادة
على الرغم من الصعاب، لم يتخل روبرت عن الأمل في استعادة إمارته. انضم إلى تحالف مناهض لروجر الثاني، ضم الإمبراطور لوثر الثالث وغيره من الأمراء الإيطاليين. في عام 1137، شن الإمبراطور لوثر حملة عسكرية ضد روجر الثاني، وانضم روبرت إلى القوات الإمبراطورية.
تمكن التحالف من تحقيق بعض النجاحات الأولية، لكن الحملة انتهت بالفشل. توفي الإمبراطور لوثر في طريق عودته إلى ألمانيا، وتفكك التحالف. تُرك روبرت مرة أخرى بمفرده لمواجهة روجر الثاني.
بعد وفاة لوثر الثالث، تحالف روبرت مع راينولف من أليف، وهو نبيل نورماندي قوي تمرد على روجر الثاني. تمكن راينولف وروبرت من السيطرة على جزء كبير من البر الرئيسي لجنوب إيطاليا، لكنهما لم يتمكنا من الاستيلاء على كابوا.
على الرغم من نجاحاتهما الأولية، فقد راينولف وروبرت الدعم في النهاية وهُزما على يد روجر الثاني. توفي راينولف في عام 1139، واضطر روبرت إلى الفرار مرة أخرى إلى المنفى.
العودة إلى كابوا
في عام 1144، تمكن روبرت من العودة إلى كابوا بمساعدة بعض النبلاء المحليين الذين كانوا غير راضين عن حكم روجر الثاني. تمكن روبرت من السيطرة على المدينة، لكنه سرعان ما وجد نفسه في مواجهة تمرد جديد.
واجه روبرت صعوبة في الحفاظ على سلطته في كابوا. كانت المدينة منقسمة بين الفصائل المتنافسة، وكان روبرت يفتقر إلى الموارد اللازمة لحكم الإمارة بشكل فعال. كما واجه تهديدًا مستمرًا من روجر الثاني، الذي كان مصممًا على استعادة كابوا.
في عام 1154، توفي روجر الثاني، وخلفه ابنه ويليام الأول. كان ويليام حاكمًا أقل كفاءة من والده، وسرعان ما واجه العديد من الثورات في جميع أنحاء مملكته. رأى روبرت في ذلك فرصة لاستعادة سلطته في كابوا.
تحالف روبرت مع مجموعة من البارونات المتمردين وساروا ضد ويليام الأول. تمكن المتمردون من تحقيق بعض النجاحات الأولية، لكنهم هُزموا في النهاية من قبل القوات الملكية. أُسر روبرت وسُجن في باليرمو.
السجن والموت
ظل روبرت في السجن لعدة سنوات، حيث عانى من معاملة قاسية. قيل إنه أُعْمِي وعُذِّب. توفي في السجن عام 1156.
بوفاة روبرت، انتهت سلالة حكام كابوا. ضُمت الإمارة إلى مملكة صقلية، ولم تعد موجودة ككيان سياسي مستقل.
إرث روبرت الثاني
كان روبرت الثاني شخصية مأساوية. كان وريثًا لإمارة قوية، لكنه لم يتمكن من الحفاظ عليها. واجه تحديات كبيرة، بما في ذلك طموحات روجر الثاني ملك صقلية والفوضى الداخلية في كابوا. على الرغم من جهوده، فقد روبرت إمارته وقضى سنوات عديدة في المنفى والسجن. يعتبر روبرت الثاني آخر أمير لكابوا، وتمثل حياته نهاية حقبة من الاستقلال النورماندي في جنوب إيطاليا.
خاتمة
كان روبرت الثاني أمير كابوا في فترة مضطربة من تاريخ جنوب إيطاليا. ورث إمارة ضعيفة وممزقة بسبب الصراعات الداخلية، وواجه تحديًا من طموحات روجر الثاني ملك صقلية. على الرغم من محاولاته العديدة، لم يتمكن روبرت من الحفاظ على استقلال كابوا، وانتهت حياته في السجن. يظل روبرت الثاني شخصية مأساوية ورمزًا لنهاية حقبة في التاريخ النورماندي.