نشأته وبداياته المبكرة
ولد لي هايز في ليتل روك، أركنساس، في عام 1914. نشأ في بيئة دينية محافظة. تأثر هايز في شبابه بالترانيم والموسيقى الدينية، والتي كان لها تأثير كبير على أسلوبه الموسيقي اللاحق. في شبابه، انخرط هايز في الأنشطة السياسية، وخاصةً في مجال حقوق العمال. كان يؤمن بشدة بأهمية العدالة الاجتماعية والمساواة.
درس هايز في كلية ليتل روك، ثم انتقل إلى نيويورك في أواخر الثلاثينيات. هناك، بدأ يشارك في الدوائر الفنية والثقافية، وتعلم العزف على الجيتار وبدأ في كتابة الأغاني. في البداية، عمل هايز في العديد من الوظائف، بما في ذلك العمل في الصحافة والإذاعة. لكن شغفه الحقيقي كان الموسيقى، وبدأ في الأداء في النوادي والحانات.
تشكيل فرقة ذا ويفرز
في عام 1948، انضم لي هايز إلى بيت سيغر، فريد هيلرمان، وروني جيلبرت لتشكيل فرقة «ذا ويفرز». كانت هذه الفرقة هي بداية مسيرة هايز المهنية الحقيقية. لقد لعب هايز دورًا أساسيًا في الفرقة، ليس فقط كمغني وصوت جهير، ولكن أيضًا ككاتب أغاني. قدمت الفرقة مزيجًا فريدًا من الموسيقى الشعبية والسياسية، وأصبحت بسرعة واحدة من أكثر الفرق شعبية في أمريكا.
أصدرت فرقة «ذا ويفرز» العديد من الأغاني الناجحة، بما في ذلك أغنية “Goodnight, Irene” التي تصدرت قائمة الأغاني في عام 1950، و”Wimoweh” و “Kisses Sweeter Than Wine”. ساهمت هذه الأغاني في انتشار الموسيقى الشعبية في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم.
أغانيه وأسلوبه الموسيقي
كانت أغاني لي هايز غالبًا ما تدور حول موضوعات العدالة الاجتماعية، وحقوق العمال، والسلام. كان لديه أسلوب كتابة كلمات مميز، يعتمد على البساطة والوضوح، ولكن مع قدرة على إيصال رسائل قوية. كتب هايز العديد من الأغاني التي أصبحت كلاسيكيات في الموسيقى الشعبية، مثل “If I Had a Hammer” (التي كتبها بالاشتراك مع بيت سيغر)، و”Wasn’t That a Time?”.
تميز صوت هايز الجهير العميق والمميز، وكان صوتًا أساسيًا في موسيقى فرقة «ذا ويفرز». كان قادرًا على تقديم الدعم الصوتي القوي للأصوات الأخرى في الفرقة، وإضفاء عمق عاطفي على الأغاني. بالإضافة إلى ذلك، كان هايز عازف جيتار ماهر، واستخدم مهاراته في العزف على الجيتار لتعزيز أداء الفرقة.
كانت أغاني هايز غالبًا ما تتضمن رسائل سياسية قوية، لكنها كانت أيضًا مليئة بالدفء والإنسانية. كان يعتقد أن الموسيقى يمكن أن تكون أداة قوية للتغيير الاجتماعي، واستخدم موسيقاه للتعبير عن آرائه ومعتقداته.
تأثير المكارثية وتفكك ذا ويفرز
في أوائل الخمسينيات، واجهت فرقة «ذا ويفرز» صعوبات كبيرة بسبب حملة المكارثية المناهضة للشيوعية في الولايات المتحدة. اتُهم أعضاء الفرقة بالشيوعية، وتم منعهم من الظهور في التلفزيون والإذاعة. أثر ذلك بشكل كبير على مسيرة الفرقة المهنية، وتسبب في تدهور شعبيتها.
في عام 1952، تم حل فرقة «ذا ويفرز». على الرغم من ذلك، استمر لي هايز في العمل في مجال الموسيقى. واصل كتابة الأغاني والأداء، وأصبح شخصية مهمة في حركة إحياء الموسيقى الشعبية في الستينيات.
مسيرته المهنية اللاحقة
بعد تفكك «ذا ويفرز»، واصل هايز مسيرته المهنية كفنان منفرد. استمر في كتابة الأغاني والأداء، وتركزت أغانيه على موضوعات العدالة الاجتماعية والسلام. قام بجولات في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، وقدم حفلات موسيقية في النوادي والحانات والمهرجانات.
عمل هايز أيضًا في مجال التعليم، وقام بتدريس ورش عمل حول الموسيقى الشعبية وكتابة الأغاني. كان ملتزمًا بنشر الموسيقى الشعبية وتشجيع الفنانين الشباب.
بالإضافة إلى عمله كموسيقي، كان هايز ناشطًا سياسيًا. شارك في العديد من الحركات الاحتجاجية والمظاهرات، ودافع عن حقوق العمال والفقراء. كان يؤمن بشدة بأهمية المشاركة المدنية والنشاط السياسي.
إرثه وتأثيره
ترك لي هايز إرثًا دائمًا في عالم الموسيقى الشعبية. يعتبر واحدًا من أهم كتاب الأغاني والمغنين في القرن العشرين. ساهمت أغانيه في تشكيل حركة الموسيقى الشعبية، وأثرت على أجيال من الفنانين. لا تزال أغانيه تُسمع على نطاق واسع، وتُعتبر كلاسيكيات في الموسيقى الشعبية.
بالإضافة إلى مساهماته الموسيقية، كان هايز أيضًا شخصية مؤثرة في الحركات الاجتماعية والسياسية. دافع عن العدالة الاجتماعية والمساواة، واستخدم موسيقاه للتعبير عن آرائه ومعتقداته. يعتبر مثالًا يحتذى به للفنان الذي استخدم فنه لإحداث فرق في العالم.
كان لي هايز أيضًا شخصية محبوبة ومحترمة في مجتمع الموسيقى الشعبية. كان معروفًا بروحه المرحة، وذكائه، وتفانيه في فنه. ترك انطباعًا دائمًا على كل من عرفه.
أعماله الفنية
خلال مسيرته المهنية، أنتج لي هايز عددًا من الألبومات والأغاني. وتشمل بعض أعماله البارزة:
- ألبومات مع فرقة «ذا ويفرز» مثل “The Weavers at Carnegie Hall”
- أغاني فردية مثل “If I Had a Hammer” و “Wasn’t That a Time?”
الحياة الشخصية والوفاة
تزوج لي هايز من دوروثي في عام 1953. كان لديهم طفلان. توفي لي هايز في 26 أغسطس 1981، عن عمر يناهز 67 عامًا. على الرغم من وفاته، إلا أن إرثه الموسيقي والسياسي لا يزال حيًا، ويستمر في إلهام الناس في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان لي هايز فنانًا موهوبًا وشخصية مؤثرة في عالم الموسيقى الشعبية والنشاط السياسي. اشتهر بصوته الجهير المميز وأغانيه التي تعبر عن العدالة الاجتماعية والسلام. ترك إرثًا دائمًا، ولا تزال موسيقاه تلهم وتؤثر على الناس حتى اليوم.
المراجع
- Lee Hays – Encyclopedia Britannica
- Lee Hays | Smithsonian Folkways Recordings
- Lee Hays | Biography & History – AllMusic
- Lee Hays – Wikipedia
“`