مقدمة
فرانز راينهولد شويد (5 مارس 1888 – 19 أكتوبر 1960) كان سياسيًا ألمانيًا نازيًا، شغل منصب العمدة (Oberbürgermeister) لمدينة كوبورغ.
نشأته وحياته المبكرة
ولد فرانز شويد في عام 1888 في مدينة غولنيو في مقاطعة بوميرانيا. بعد الانتهاء من تعليمه الأساسي، عمل ككاتب في العديد من المكاتب القانونية ومكاتب المحاماة. خلال الحرب العالمية الأولى، خدم في الجيش الألماني من عام 1915 حتى عام 1918.
انضمامه إلى الحزب النازي
انضم شويد إلى الحزب النازي (NSDAP) في عام 1922، ليصبح بذلك واحدًا من أوائل الأعضاء في الحزب. لعب دورًا فعالًا في تنظيم الحزب في منطقة كوبورغ، وسرعان ما صعد في الرتب ليصبح شخصية بارزة في الحزب على المستوى المحلي.
عمدة كوبورغ
في عام 1931، تم تعيين فرانز شويد عمدة لمدينة كوبورغ. كان هذا التعيين بمثابة نقطة تحول في مسيرته السياسية، حيث سمح له بتطبيق الأيديولوجية النازية على نطاق أوسع. خلال فترة ولايته، قام شويد بتنفيذ العديد من السياسات التي تتماشى مع أهداف الحزب النازي، بما في ذلك قمع المعارضة السياسية والتمييز ضد اليهود.
تحت قيادة شويد، أصبحت كوبورغ أول مدينة في ألمانيا ترفع علمًا يحمل الصليب المعقوف على مبنى البلدية. كانت هذه الخطوة بمثابة رمز قوي لانتشار النفوذ النازي في جميع أنحاء ألمانيا.
دوره في النظام النازي
بصفته عمدة كوبورغ، لعب شويد دورًا هامًا في ترسيخ سلطة الحزب النازي في المنطقة. كان مسؤولاً عن تنفيذ القوانين واللوائح النازية، وكذلك عن مراقبة السكان المحليين وقمع أي علامات للمعارضة. بالإضافة إلى ذلك، شارك شويد في العديد من الأنشطة الأخرى التي تهدف إلى تعزيز الأيديولوجية النازية، مثل تنظيم المسيرات والمظاهرات، وإنشاء منظمات شبابية نازية.
خلال الحرب العالمية الثانية، كان شويد مسؤولاً عن إدارة المدينة والإشراف على جهود الحرب في كوبورغ. وقد شمل ذلك توفير الدعم للقوات المسلحة الألمانية، وإدارة الموارد المحلية، وضمان الحفاظ على النظام العام.
بعد الحرب
بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، تم القبض على فرانز شويد من قبل قوات الحلفاء. تم تقديمه للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. في عام 1948، أدين وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات. أطلق سراحه في عام 1956 وتوفي في عام 1960.
إرث فرانز شويد
لا يزال فرانز شويد شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الألماني. يعتبره البعض مجرد منفذ للأوامر، بينما يرى فيه آخرون مسؤولاً عن الجرائم التي ارتكبها النظام النازي. بغض النظر عن وجهة النظر، من الواضح أن شويد لعب دورًا هامًا في صعود وسقوط الحزب النازي.
كوبورغ والصعود المبكر للنازية
كانت كوبورغ مدينة مهمة في المراحل الأولى من صعود الحزب النازي. في عام 1922، قبل وقت طويل من وصول النازيين إلى السلطة على المستوى الوطني، استضافت كوبورغ ما يسمى بـ “يوم ألمانيا”، وهو تجمع كبير حضره أدولف هتلر والعديد من الشخصيات النازية البارزة الأخرى. أظهر هذا الحدث الدعم المتزايد للحزب النازي في المنطقة، وساعد في تعزيز مكانة كوبورغ كمركز مهم للنشاط النازي.
بعد أن أصبح شويد عمدة لكوبورغ في عام 1931، عمل بلا كلل لتعزيز الأيديولوجية النازية في المدينة. قام بتنفيذ سياسات تهدف إلى قمع المعارضة السياسية والتمييز ضد اليهود، وجعل كوبورغ نموذجًا للمدينة النازية.
التمييز ضد اليهود في كوبورغ
خلال فترة ولاية شويد كرئيس لبلدية كوبورغ، تعرض اليهود في المدينة للتمييز والاضطهاد بشكل متزايد. تم استبعادهم من الحياة العامة، وحُرموا من حقوقهم المدنية، وتعرضوا للعنف والتهديد. في عام 1938، خلال ليلة البلور (Kristallnacht)، تم تدمير الكنيس اليهودي في كوبورغ، وتم نهب وتخريب العديد من الشركات والمنازل المملوكة لليهود. كان شويد مسؤولاً عن خلق مناخ من الكراهية والتعصب الذي أدى إلى هذه الأعمال الشنيعة.
كانت كوبورغ من بين المدن الأولى في ألمانيا التي طبقت قوانين معادية للسامية. تم حظر على اليهود دخول بعض المناطق العامة، وتم فصلهم عن غير اليهود في المدارس وأماكن العمل. كما تم تشجيع السكان المحليين على مقاطعة الشركات اليهودية، وتمت مصادرة ممتلكات اليهود تدريجياً.
المقاومة ضد النظام النازي في كوبورغ
على الرغم من القمع الشديد، كانت هناك بعض علامات المقاومة ضد النظام النازي في كوبورغ. شكلت مجموعات صغيرة من المعارضين شبكات سرية لتوزيع المنشورات المناهضة للنازية ومساعدة ضحايا الاضطهاد. ومع ذلك، كانت هذه الجهود غالبًا ما يتم اكتشافها من قبل الشرطة السرية النازية (Gestapo)، وكان المشاركون يتعرضون للاعتقال والتعذيب وحتى القتل.
تأثير شويد على كوبورغ
كان لفرانز شويد تأثير عميق ودائم على مدينة كوبورغ. خلال فترة ولايته كرئيس للبلدية، حول المدينة إلى مركز للنشاط النازي، وأشرف على تنفيذ سياسات قمعية أدت إلى معاناة الكثيرين. على الرغم من أن شويد قد دفع ثمن أفعاله في نهاية المطاف، إلا أن إرثه لا يزال يلقي بظلاله على كوبورغ حتى يومنا هذا.
كوبورغ اليوم
اليوم، كوبورغ مدينة مزدهرة ذات تاريخ غني. ومع ذلك، فإن المدينة لم تنسَ ماضيها المظلم خلال الحقبة النازية. هناك العديد من النصب التذكارية والمتاحف في كوبورغ التي تخلد ذكرى ضحايا النظام النازي، وتسعى إلى تثقيف الأجيال الشابة حول أهوال تلك الفترة.
تسعى كوبورغ جاهدة لمواجهة ماضيها والتأكد من عدم تكرار مثل هذه الفظائع مرة أخرى. المدينة ملتزمة بتعزيز التسامح والتنوع والعدالة الاجتماعية.
خاتمة
فرانز شويد كان شخصية محورية في التاريخ النازي، خاصة في منطقة كوبورغ. صعوده السياسي وانخراطه العميق في تطبيق الأيديولوجيات النازية يجعله شخصية تستحق الدراسة لفهم أعمق لتلك الحقبة المظلمة. دوره كعمدة كوبورغ سلط الضوء على كيفية تمكن النازيين من ترسيخ سلطتهم في المجتمعات المحلية، مما أدى إلى عواقب وخيمة على السكان، وخاصة الأقليات.