نشأته وتعليمه
ولد جيمس تيري ستيب في 17 مايو 1940 في مدينة نيو أورلينز، لويزيانا. نشأ في عائلة كاثوليكية متدينة. التحق بمدرسة سانت بيتر كلافر الابتدائية في نيو أورلينز، ثم بمدرسة سانت أوغسطين الثانوية. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، انضم ستيب إلى جمعية الكلمة الإلهية (S.V.D.)، وهي جمعية كهنوتية تبشيرية.
بدأ ستيب دراساته الكهنوتية في كلية الكلمة الإلهية في إلينوي، ثم أكمل دراساته في معهد الكلمة الإلهية في إيرلندا. حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة فيلادلفيا في عام 1964، ودرجة الماجستير في علم اللاهوت من جامعة كاثوليكية في أمريكا في عام 1973. كما حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت الرعوي من جامعة فوردهام في عام 1980.
الخدمة الكهنوتية المبكرة
رُسم جيمس تيري ستيب كاهنًا في 2 مايو 1967. بدأ خدمته الكهنوتية كمرسل في جمهورية الدومينيكان. عاد إلى الولايات المتحدة في عام 1970 وعمل في العديد من المناصب في أبرشية نيو أورلينز، بما في ذلك: مدرس في مدرسة سانت أوغسطين الثانوية، وراعي أبرشية سانت أنتوني، ومدير مدرسة سانت أوغسطين الثانوية.
الأسقفية
في 19 مايو 1983، عُين جيمس تيري ستيب أسقفًا مساعدًا لأبرشية ممفيس من قبل البابا يوحنا بولس الثاني. رُسم أسقفًا في 2 أغسطس 1983، وكان الأسقف المرسوم هو جوزيف ألكسندر توماس، أسقف باتون روج. خدم ستيب كأسقف مساعد لمدة خمس سنوات.
في 24 يناير 1993، عُين ستيب أسقفًا لأبرشية ممفيس، خلفًا لـ دانيال إم. أوبرين. شغل هذا المنصب حتى تقاعده في 25 يناير 2012. خلال فترة ولايته كأسقف، قام ستيب بتوسيع نطاق خدمات الكنيسة في أبرشية ممفيس، وأسس العديد من المدارس والمراكز الاجتماعية. كما ركز على دعم المجتمعات المهمشة والفقيرة.
إنجازاته وأعماله
خلال فترة أسقفيته، حقق جيمس تيري ستيب العديد من الإنجازات المهمة. من أبرزها:
- توسيع نطاق خدمات الكنيسة: قام بتأسيس العديد من المدارس والمراكز الاجتماعية لخدمة أفراد المجتمع.
- دعم المجتمعات المهمشة: ركز على دعم الفقراء والمهمشين من خلال توفير الخدمات والرعاية اللازمة.
- بناء علاقات مع الأديان الأخرى: عمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين الكاثوليك والأديان الأخرى في منطقة ممفيس.
- إعادة إحياء التراث الكاثوليكي: شجع على الحفاظ على التقاليد الكاثوليكية وتعزيزها في الأبرشية.
بالإضافة إلى ذلك، كان ستيب نشطًا في العديد من اللجان والمجالس على المستويين الإقليمي والوطني. خدم في مجلس إدارة جامعة كاثوليكية في أمريكا، وكان عضوًا في لجنة التنوع والوحدة في المؤتمر الوطني للأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة.
آراؤه ومواقفه
عرف جيمس تيري ستيب بمواقفه الليبرالية نسبيًا في العديد من القضايا الاجتماعية. كان من المؤيدين المتحمسين للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. كما دافع عن حقوق المهاجرين واللاجئين. كان مؤيدًا قويًا للحوار بين الأديان والتعاون من أجل السلام.
اشتهر ستيب أيضًا بأسلوبه الرعوي الودود والمنفتح. كان معروفًا بقدرته على التواصل مع الناس من جميع الخلفيات، وبناء علاقات قوية معهم. لقد كان شخصية محبوبة ومحترمة في أبرشية ممفيس وخارجها.
تقاعده وأنشطته اللاحقة
تقاعد جيمس تيري ستيب من منصب أسقف ممفيس في عام 2012. ومع ذلك، استمر في المشاركة في الأنشطة الكنسية والاجتماعية. يقيم حاليًا في ممفيس، ولا يزال يشارك في القداسات والفعاليات الكنسية الأخرى. يواصل أيضًا دعم القضايا التي كان يؤيدها خلال فترة أسقفيته، مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
إرثه
ترك جيمس تيري ستيب إرثًا دائمًا في أبرشية ممفيس وفي الكنيسة الكاثوليكية بشكل عام. يعتبر رمزًا للخدمة والتفاني والعدالة الاجتماعية. كان له تأثير كبير على حياة الآلاف من الناس، وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الكنيسة.
المساهمات في المجتمع
بصرف النظر عن دوره الديني، شارك الأسقف ستيب في العديد من المبادرات المجتمعية. كان له دور فعال في دعم برامج مكافحة الفقر، وتحسين التعليم، وتعزيز المساواة العرقية. عمل عن كثب مع المنظمات المجتمعية لتقديم المساعدة للمحتاجين.
أحد أبرز مساهماته كان دعمه لمجتمع السود في ممفيس. عمل على تعزيز الوعي حول قضايا العدالة العرقية، وشجع على الحوار بين الأعراق. كان صوته مسموعًا في الدفاع عن حقوقهم وحقوق الأقليات الأخرى.
الحياة الشخصية
بالإضافة إلى عمله الكنسي، يتميز جيمس تيري ستيب بحياة شخصية متواضعة ومحبة للعائلة. على الرغم من عدم وجود معلومات علنية حول زواج أو أطفال، فقد كان معروفًا بعلاقته الوثيقة بعائلته وتقديره للقيم العائلية.
يعتبر ستيب مثالاً على القائد الديني الذي يجمع بين التفاني في الخدمة الدينية والالتزام بالقضايا الاجتماعية. شخصيته الودودة وتفانيه في عمله جعلا منه شخصية محبوبة ومحترمة في مجتمعه.
التحديات التي واجهها
خلال مسيرته الطويلة، واجه جيمس تيري ستيب العديد من التحديات. شملت هذه التحديات قضايا إدارة الأبرشية، والتعامل مع التغيرات الاجتماعية والثقافية، وتقديم الدعم للضحايا في قضايا الاعتداء الجنسي داخل الكنيسة.
لقد تعامل ستيب مع هذه التحديات بشجاعة وتصميم. أظهر التزامه بالشفافية والمساءلة، وعمل على بناء الثقة في الكنيسة. كان لديه دائمًا موقف إيجابي وقادر على تجاوز الصعاب.
التأثير الثقافي
ترك جيمس تيري ستيب بصمة ثقافية واضحة في منطقة ممفيس. كان له تأثير كبير على حياة العديد من الأشخاص، وخاصة أولئك الذين يعيشون في ظروف صعبة.
ألهم ستيب الآخرين من خلال تفانيه في الخدمة، والتزامه بالعدالة الاجتماعية، وقدرته على التواصل مع الناس. يعتبر إرثه بمثابة حافز للآخرين للعمل من أجل عالم أفضل وأكثر عدلاً.
التقدير والتكريم
حصل جيمس تيري ستيب على العديد من التكريمات والجوائز تقديرًا لخدمته وتفانيه. تم منحه شهادات فخرية من عدة جامعات، وحصل على جوائز من منظمات مجتمعية مختلفة.
هذه التكريمات تعكس التقدير العميق الذي يحظى به الأسقف ستيب من قبل المجتمع، وتؤكد على أهمية عمله وتأثيره الإيجابي.
خاتمة
جيمس تيري ستيب هو شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية، وقد ترك إرثًا دائمًا من الخدمة والتفاني والعدالة الاجتماعية. من خلال عمله ككاهن وأسقف، ساهم في تحسين حياة الآلاف من الناس في أبرشية ممفيس وخارجها. يعتبر نموذجًا للقائد الديني الذي يجمع بين الإيمان العميق والالتزام بالقضايا الاجتماعية.
المراجع
- Archdiocese of Memphis – Bishop James T. Steib
- Wikipedia – James Terry Steib
- Catholic Hierarchy – Bishop James Terry Steib
- Memphis Magazine – Bishop Steib on the People of Memphis and God’s Grace
“`