نشأتها وبداية حياتها
ولدت بيني تشينيري في مدينة نيويورك، وكانت واحدة من ثلاثة أطفال لهيلين والاس وجوزيف كريستوفر تشينيري، وهو رجل أعمال ناجح في مجال النفط، ورجل شغوف بسباقات الخيل. نشأت بيني في منطقة ويستبري في لونغ آيلاند. تزوجت بيني من وليام هنري “وو” تويدي في عام 1945، وأنجبا أربعة أطفال. تخرجت من كلية سميث عام 1943 بدرجة علمية في الأدب.
في عام 1968، توفي والد بيني، تاركاً مزرعة بيضاء للخيل في مارينا، في ولاية فرجينيا، كانت تعاني من صعوبات مالية. قررت بيني، التي كانت تعيش حياة هادئة في ضواحي دنفر، أن تتولى مسؤولية المزرعة، على الرغم من افتقارها إلى الخبرة المباشرة في تربية الخيول. واجهت في البداية مقاومة من بعض أفراد عائلتها، الذين فضلوا بيع المزرعة. ومع ذلك، أصرت بيني على المضي قدماً، معتمدة على ذكائها وشخصيتها القوية.
إدارة مزرعة الخيول
بمجرد توليها إدارة المزرعة، بدأت بيني في تعلم كل ما يمكنها تعلمه عن تربية الخيول والسباقات. استعانت بخبراء، واستثمرت في تحسين أساليب التدريب والرعاية. كان أحد أول قراراتها هو توظيف المدرب الشهير، روجر دي بارن، الذي أثبت أنه حليف رئيسي في سعيها لتحقيق النجاح.
أدركت بيني أهمية اختيار الخيول بعناية. اشترت الفرس “سامبلينغ” في عام 1969، والتي أنتجت في النهاية حصانين أسطوريين. أولهم، “ريجالنت”، الذي فاز بعدد من السباقات المرموقة، وثانيهم، “سيكريتاريات”، الذي أصبح فيما بعد أحد أعظم الخيول في تاريخ سباقات الخيل.
سيكريتاريات: الحصان الأسطوري
ولد سيكريتاريات في عام 1970. في عمر الثانية، بدأ سيكريتاريات في إظهار موهبة استثنائية. فاز بالعديد من السباقات، بما في ذلك سباق بريكنيس ستيكس، حيث حطم الرقم القياسي. ومع ذلك، كان أداؤه في سباق كنتاكي ديربي عام 1973 هو الذي أكسبه شهرة عالمية. فاز سيكريتاريات بالسباق بفارق قياسي يبلغ 2.5 طول، وحقق زمناً قياسياً جديداً ظل صامداً لعقود. في وقت لاحق من ذلك العام، فاز سيكريتاريات بسباقي بريكنيس ستيكس وسباق بلومونت ستيكس، ليصبح أول حصان يفوز بالتاج الثلاثي في 25 عاماً.
كانت بيني تشينيري تلعب دوراً أساسياً في كل خطوة على الطريق. اختارت المدربين، وقررت استراتيجيات السباقات، وتعاملت مع وسائل الإعلام والجمهور. كانت معروفة بذكائها وثقتها بنفسها، وقدرتها على التعامل مع الضغوط التي تصاحب ملكية حصان سباقات رفيع المستوى.
بالإضافة إلى نجاح سيكريتاريات، شهدت مزرعة بيني نجاحات أخرى. فاز حصانها “ريجالنت” بسباقات مرموقة، مما عزز مكانة المزرعة كواحدة من أفضل مزارع الخيول في الولايات المتحدة. كان هذا النجاح بمثابة شهادة على رؤية بيني وقدرتها على القيادة.
تأثيرها خارج سباقات الخيل
تجاوز تأثير بيني تشينيري سباقات الخيل. كانت ناشطة في صناعة السباقات، وعملت على تحسين اللوائح وتعزيز نزاهة الرياضة. كانت أيضاً عضواً في العديد من المنظمات المتعلقة بالخيول، وسعت إلى تعزيز رفاهية الخيول وحقوقهم.
في أوائل السبعينيات، شاركت بيني في تأسيس جمعية مالكي الخيول، وهي منظمة تمثل مصالح مالكي الخيول في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما عملت في مجلس إدارة رابطة السباقات الأمريكية، وهي منظمة تجارية رئيسية لصناعة سباقات الخيل. ساعدت جهودها في هذه المنظمات في تحسين ظروف عمل مالكي الخيول، وتعزيز الشفافية في الصناعة.
بصفتها امرأة ناجحة في مجال يسيطر عليه الذكور، كانت بيني أيضاً مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم. كانت بمثابة نموذج يحتذى به للمرأة التي كسرت الحواجز وحققت النجاح في مجال تقليدي يهيمن عليه الرجال. ألهمت قصتها العديد من النساء لمتابعة أحلامهن، بغض النظر عن التحديات التي قد يواجهنها.
حياتها الشخصية
تزوجت بيني من وليام هنري “وو” تويدي في عام 1945. طلقا في عام 1974. تزوجت بيني لاحقاً من فرانك أو. رين. كان لديها أربعة أطفال: سارة، وميريديث، وكاثرين، ولي هارجراف تويدي. كانت علاقتها بأطفالها قوية، وغالباً ما كانوا يرافقونها في السباقات والمناسبات العامة.
بالإضافة إلى عائلتها، كان لدى بيني العديد من الأصدقاء المقربين في صناعة سباقات الخيل. كانت معروفة بشخصيتها الودودة ودعمها للآخرين. كانت تحب قضاء الوقت مع أصدقائها وعائلتها، وكانت تستمتع بالسفر والقراءة.
إرثها
توفيت بيني تشينيري في 16 سبتمبر 2017، عن عمر يناهز 95 عاماً. تركت وراءها إرثاً كبيراً في عالم سباقات الخيل. يعتبر سيكريتاريات، الحصان الذي امتلكته بيني، على نطاق واسع أحد أعظم الخيول في كل العصور. ساعد نجاحها في قيادة مزرعة الخيول في رفع مستوى الرياضة، وإلهام الأجيال القادمة من مالكي الخيول وعشاقها.
تم تكريم بيني تشينيري بالعديد من الجوائز والأوسمة خلال حياتها. تم إدخالها في قاعة مشاهير سباقات الخيل الوطنية في عام 1976. في عام 2009، حصلت على جائزة إنجاز العمر من جمعية كتاب سباقات الخيل الأمريكية. استمرت شهرتها في النمو بعد وفاتها، وتم إنتاج فيلم روائي طويل عن حياتها وعن سيكريتاريات، بعنوان “سيكريتاريات”، في عام 2010.
قصة بيني تشينيري هي قصة عن الشجاعة والمثابرة والنجاح. أثبتت أنه من خلال العمل الجاد والتفاني والإيمان بالنفس، يمكن لأي شخص تحقيق أحلامه، بغض النظر عن التحديات التي قد يواجهها. تركت بصمة لا تمحى على عالم سباقات الخيل، وستظل ذكرى إلهامها حية للأجيال القادمة.
خاتمة
بيني تشينيري كانت شخصية بارزة في تاريخ سباقات الخيل. قادت مزرعة الخيول إلى قمة النجاح، وأنتجت الحصان الأسطوري سيكريتاريات. تجاوز تأثيرها الرياضة، وأصبحت رمزاً للمرأة في مجال يسيطر عليه الذكور. تركت بيني إرثاً من الإلهام والمثابرة، وستظل ذكراها حية في قلوب محبي سباقات الخيل في جميع أنحاء العالم.
المراجع
- Hall of Fame – Penny Chenery
- Penny Chenery, Owner of Secretariat, Dies at 95 – The New York Times
- Penny Chenery Dies at 95 – BloodHorse
- Penny Chenery – Wikipedia
“`