قردة الأنف (Proboscis Monkey)
قردة الأنف، المعروفة علميًا باسم Nasalis larvatus، هي نوع فريد من القرود المستوطنة في جزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا. تتميز هذه القردة بخصائصها الفيزيائية المميزة، وخاصةً أنفها الكبير المتدلي الذي يميز الذكور البالغة. وتلعب قردة الأنف دورًا هامًا في النظام البيئي للغابات المطيرة الساحلية في بورنيو، وتواجه تحديات كبيرة تهدد بقاءها.
التصنيف والتطور
تنتمي قردة الأنف إلى فصيلة السعادين (Cercopithecidae)، وتحديدًا إلى أسرة السعادين الغينية (Colobinae). وهي النوع الوحيد الذي يندرج تحت جنس Nasalis، مما يجعلها فريدة من نوعها من الناحية التصنيفية. تشير الدراسات الجينية إلى أن قردة الأنف تطورت من سلالة من القرود الآسيوية القديمة التي استوطنت بورنيو منذ ملايين السنين. يعتقد العلماء أن الأنف الكبير للذكور تطور كإشارة جنسية لجذب الإناث، حيث تفضل الإناث الذكور ذوي الأنوف الأكبر.
الوصف الفيزيائي
تتميز قردة الأنف بخصائص فيزيائية مميزة تجعلها سهلة التعرف عليها. الذكور أكبر حجمًا من الإناث، ويبلغ متوسط وزن الذكر البالغ حوالي 20 كيلوغرامًا، بينما يبلغ متوسط وزن الأنثى البالغة حوالي 10 كيلوغرامات. أهم ما يميز قردة الأنف هو أنفها الكبير المتدلي، والذي يمكن أن يصل طوله إلى 17 سنتيمترًا في الذكور البالغة. يعتقد العلماء أن حجم الأنف يلعب دورًا في التبريد وتنظيم درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى دوره كإشارة جنسية. يمتلك قردة الأنف أيضًا بطونًا منتفخة بسبب نظامهم الغذائي الذي يعتمد على الأوراق، حيث تحتوي أمعاؤهم على بكتيريا تساعدهم على هضم السليلوز الموجود في الأوراق. لون فراء قردة الأنف بني محمر، مع وجه وردي وأطراف رمادية.
الموطن والتوزيع
تستوطن قردة الأنف جزيرة بورنيو، وتتواجد في الغابات المطيرة الساحلية، وأشجار المانغروف، والمستنقعات. تفضل هذه القردة العيش بالقرب من مصادر المياه، مثل الأنهار والجداول. يتوزع قردة الأنف في مناطق مختلفة من بورنيو، بما في ذلك ولايات صباح وسراوق في ماليزيا، ومقاطعات كاليمانتان في إندونيسيا، وسلطنة بروناي.
السلوك والنظام الاجتماعي
تعيش قردة الأنف في مجموعات اجتماعية تتكون عادةً من ذكر واحد وعدة إناث وصغارهن. تعرف هذه المجموعات باسم “حريم”. في بعض الأحيان، يمكن أن تتشكل مجموعات من الذكور فقط، خاصةً الذكور اليافعين الذين لم يتمكنوا من تأسيس مجموعاتهم الخاصة. تتواصل قردة الأنف مع بعضها البعض من خلال مجموعة متنوعة من الأصوات والإيماءات. يستخدمون أصواتًا عالية النبرة للتنبيه إلى وجود خطر، وإيماءات لطم الأنف للتعبير عن العدوانية أو الهيمنة. قردة الأنف هي حيوانات نهارية، أي أنها تكون نشطة خلال النهار وتنام في الليل. تقضي هذه القردة معظم وقتها في الأشجار، وهي سباحون ماهرون، وغالبًا ما يعبرون الأنهار والجداول بحثًا عن الطعام.
الغذاء
تعتبر قردة الأنف من الحيوانات العاشبة المتخصصة، حيث يعتمد نظامها الغذائي بشكل أساسي على الأوراق. ومع ذلك، فإنها تتناول أيضًا الفواكه والبذور والزهور والحشرات في بعض الأحيان. تكيفت قردة الأنف مع نظامها الغذائي الذي يعتمد على الأوراق من خلال تطوير أمعاء متخصصة تحتوي على بكتيريا تساعدها على هضم السليلوز الموجود في الأوراق. تختار قردة الأنف الأوراق الصغيرة والطرية، لأنها أسهل في الهضم وأقل سمية من الأوراق الكبيرة والناضجة.
التكاثر ودورة الحياة
تصل قردة الأنف إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 5-7 سنوات. تتزاوج الإناث على مدار العام، ولكن هناك ذروة موسمية للتكاثر في موسم الأمطار. تحمل الأنثى لمدة 166-200 يومًا، وعادةً ما تلد صغيرًا واحدًا. ترتبط الأم بصغيرها ارتباطًا وثيقًا، وتحمله معها في كل مكان وتطعمه الحليب لمدة 6-7 أشهر. يبدأ الصغار في تناول الأطعمة الصلبة في عمر 3 أشهر، ويصبحون مستقلين تمامًا عن أمهاتهم في عمر سنة واحدة. تعيش قردة الأنف في البرية لمدة تصل إلى 20 عامًا.
التهديدات والحماية
تواجه قردة الأنف العديد من التهديدات التي تهدد بقاءها، بما في ذلك:
- فقدان الموائل: يعتبر تدمير الغابات المطيرة الساحلية وأشجار المانغروف بسبب قطع الأشجار والزراعة والتعدين من أكبر التهديدات التي تواجه قردة الأنف.
- الصيد: يتم اصطياد قردة الأنف في بعض الأحيان من أجل لحومها أو لاستخدامها في الطب التقليدي.
- التجزئة السكانية: يؤدي تدمير الموائل إلى تجزئة السكان، مما يقلل من التنوع الجيني ويزيد من خطر الانقراض.
تم تصنيف قردة الأنف على أنها مهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). يتم اتخاذ العديد من التدابير لحماية قردة الأنف، بما في ذلك:
- حماية الموائل: إنشاء محميات طبيعية ومتنزهات وطنية لحماية موائل قردة الأنف.
- مكافحة الصيد: تطبيق قوانين صارمة لمكافحة الصيد غير المشروع لقردة الأنف.
- التوعية: زيادة الوعي بأهمية حماية قردة الأنف وموائلها.
- إعادة التأهيل: إعادة تأهيل قردة الأنف المصابة أو اليتيمة وإطلاقها في البرية.
عضلة الأنف (Nasalis Muscle)
عضلة الأنف (Nasalis muscle) هي عضلة وجهية تقع على جانبي الأنف. وهي مسؤولة عن التحكم في حركة الأنف والمنطقة المحيطة بها. تتكون عضلة الأنف من جزأين:
- الجزء المستعرض (Transverse part): وهو الجزء الأكبر من عضلة الأنف، ويمتد عبر جسر الأنف. يضغط هذا الجزء على فتحتي الأنف ويساعد على إغلاقهما.
- الجزء الجناحي (Alar part): وهو الجزء الأصغر من عضلة الأنف، ويرتبط بجوانب فتحتي الأنف. يسحب هذا الجزء فتحتي الأنف إلى الأسفل وإلى الخارج، مما يساعد على توسيعهما.
تلعب عضلة الأنف دورًا هامًا في تعابير الوجه، مثل الابتسام والعبوس والشم. كما أنها تساعد على حماية الأنف من دخول الغبار والجسيمات الأخرى.
خاتمة
في الختام، مصطلح نصاليِس (Nasalis) يشير بشكل أساسي إلى قردة الأنف، وهي نوع فريد ومذهل من القرود المستوطنة في بورنيو. تتميز هذه القردة بخصائصها الفيزيائية المميزة، وخاصةً أنفها الكبير المتدلي، وتلعب دورًا هامًا في النظام البيئي للغابات المطيرة الساحلية. تواجه قردة الأنف العديد من التهديدات التي تهدد بقاءها، ولكن يتم اتخاذ العديد من التدابير لحمايتها. بالإضافة إلى ذلك، يشير مصطلح نصاليِس أيضًا إلى عضلة الأنف، وهي عضلة وجهية تلعب دورًا هامًا في تعابير الوجه وحماية الأنف.