نشأته وتعليمه
ولد جيمس هنلي ثورنويل في مقاطعة لانكستر، بولاية كارولينا الجنوبية. تلقى تعليمه المبكر في المنزل قبل التحاقه بكلية ساوث كارولينا، حيث تفوق في دراسته. تخرج بامتياز عام 1831، ثم درس القانون لفترة وجيزة قبل أن يقرر أن يصبح رجل دين. التحق بمدرسة اللاهوت المشيخية في كولومبيا، ساوث كارولينا، وتخرج منها عام 1834.
الحياة المهنية المبكرة
بعد تخرجه من مدرسة اللاهوت، عمل ثورنويل كواعظ في عدة كنائس في ولاية كارولينا الجنوبية. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة بفضل قدراته الخطابية وذكائه الفكري. في عام 1838، تم تعيينه أستاذًا للفلسفة وعلم الأخلاق في كلية أوغستا في جورجيا. ومع ذلك، عاد إلى ساوث كارولينا بعد عامين فقط، ليصبح أستاذًا في كلية ساوث كارولينا.
دوره في الكنيسة المشيخية
كان ثورنويل شخصية بارزة في الكنيسة المشيخية الأمريكية. لعب دورًا رئيسيًا في الانقسام الذي حدث في عام 1837 بين المشيخية القديمة والجديدة، حيث أيد موقف المشيخية القديمة المحافظة. بعد الانفصال، أصبح ثورنويل صوتًا قياديًا في الكنيسة المشيخية الجنوبية التي تشكلت حديثًا في عام 1861. شغل منصب الرئيس المؤقت لـ “مجلس الكنائس المشيخية في الولايات الكونفدرالية الأمريكية”.
موقفه من العبودية
كان ثورنويل مدافعًا قويًا عن العبودية. لقد رأى العبودية على أنها مؤسسة كتابية، وادعى أنها كانت جزءًا ضروريًا من النظام الاجتماعي في الجنوب. جادل بأن العبودية كانت مفيدة للعبيد، حيث وفرت لهم الرعاية المادية والروحية. دافع عن العبودية بقوة في كتاباته وخطبه، زاعمًا أن معارضة العبودية كانت هجومًا على الدين المسيحي نفسه. لقد كان من أشد المعارضين لإلغاء العبودية، معتبرًا إياها تهديدًا للوحدة الوطنية والنظام الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك، اعتقد ثورنويل أن العبودية كانت حقًا دستوريًا محميًا، وأن الحكومة الفيدرالية ليس لديها الحق في التدخل فيه. رأى أن محاولات إلغاء العبودية تنتهك حقوق الولايات وتعرض للخطر ميثاق الاتحاد. لقد أدان بشدة حركة إلغاء العبودية، واصفًا إياها بأنها حركة متطرفة ومدمرة.
أعماله وكتاباته
كان ثورنويل كاتبًا غزير الإنتاج، وترك وراءه مجموعة كبيرة من الأعمال المطبوعة. كتب مقالات ومقالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك اللاهوت والفلسفة والأخلاق والسياسة. بعض أعماله الأكثر شهرة تشمل “مقالات حول اللاهوت الإصلاحي” و “مقالات سياسية”. غالبًا ما استخدم كتاباته للدفاع عن مواقفه اللاهوتية والاجتماعية والسياسية، وتقديم حجج قوية لصالح وجهات نظره.
أثرت كتابات ثورنويل بشكل كبير على الفكر المشيخي في عصره. كان له تأثير كبير على تطور اللاهوت المشيخي في الجنوب، وساعد في تشكيل موقف الكنيسة المشيخية الجنوبية من العبودية. لا تزال كتاباته تُقرأ وتُدرس حتى اليوم، وتوفر رؤى قيمة في الفكر الديني والسياسي في القرن التاسع عشر.
السنوات الأخيرة والوفاة
مع اقتراب الحرب الأهلية الأمريكية، أصبح ثورنويل شخصية أكثر أهمية. ألقى خطبًا وألف مقالات لدعم قضية الجنوب، ودافع عن حقها في الانفصال. بعد اندلاع الحرب، دعم الكونفدرالية بكل قوة. توفي في 1 أغسطس 1862، في سن 49 عامًا، أثناء الحرب الأهلية، مما جعل تأثيره على الأحداث السياسية والعسكرية في الجنوب محدودًا.
ترك ثورنويل إرثًا معقدًا. بينما كان يُحترم لذكائه وقدرته على الخطابة، كان أيضًا مثيرًا للجدل بسبب دفاعه عن العبودية. ومع ذلك، لا يزال يُنظر إليه على أنه مفكر لاهوتي مهم، وأعماله توفر رؤى قيمة في الفكر الديني والسياسي في القرن التاسع عشر.
إرثه وتأثيره
استمر تأثير ثورنويل على الكنيسة المشيخية الجنوبية وعبر حدودها بعد وفاته. أثرت كتاباته في تشكيل العقيدة والممارسات في الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة. استمرت أفكاره حول اللاهوت والإصلاحية في التأثير على اللاهوتيين والمفكرين حتى القرن العشرين. تم استخدامه في دعم مواقف سياسية محافظة فيما يتعلق بالحقوق المدنية والحريات المدنية.
بالإضافة إلى ذلك، كان ثورنويل شخصية مؤثرة في مجال التعليم. شغل منصب رئيس كلية ساوث كارولينا، ولعب دورًا في تشكيل المناهج الدراسية وإعداد القادة الشباب. أثرت أفكاره عن التعليم على تطوير الجامعات والكليات في الجنوب.
ومع ذلك، فإن إرث ثورنويل معقد بسبب دعمه للعبودية. يُنظر إلى آراءه حول العبودية اليوم على أنها غير مقبولة أخلاقيًا، وأدت إلى انتقادات واسعة النطاق لأفكاره. على الرغم من ذلك، لا يزال يتم دراسة كتاباته وتحليلها من قبل المؤرخين والعلماء الذين يسعون إلى فهم الفكر الديني والسياسي في القرن التاسع عشر.
نقد أفكاره
واجهت أفكار ثورنويل حول العبودية انتقادات شديدة، خاصة في العصر الحديث. يُنظر إلى حججه بأن العبودية مؤسسة كتابية على أنها مضللة وغير أخلاقية. يتهم النقاد ثورنويل بتبرير الاستغلال والمعاناة اللذين تسببت فيهما العبودية. ويرون أن دفاعه عن العبودية يتناقض مع مبادئ العدالة والمساواة.
يتم انتقاد تفسير ثورنويل للكتاب المقدس أيضًا. يتهم النقاد ثورنويل باختيار آيات معينة من الكتاب المقدس لدعم حججه حول العبودية، مع تجاهل أو تجاهل الآيات التي تدعم المساواة وحقوق الإنسان. يجادلون بأن تفسيره للكتاب المقدس متحيز ومصمم لدعم أيديولوجيته السياسية.
بالإضافة إلى ذلك، يتهم النقاد ثورنويل بالمساهمة في تقسيم الأمة الأمريكية. يعتبرون أن دفاعه عن العبودية قد أشعل التوترات بين الشمال والجنوب، وأدى في النهاية إلى الحرب الأهلية. يرون أن أفكاره قد أضرت بشدة بالوحدة الوطنية وعرقلت تقدم حقوق الإنسان.
الخلافات حول إرثه
أثار إرث ثورنويل جدلاً مستمرًا. يجادل البعض بأنه يجب الاحتفال به لذكائه وإسهاماته في اللاهوت والفكر. ويرون أن دفاعه عن العبودية كان نتاجًا لعصره، وأنه يجب الحكم عليه في ضوء السياق التاريخي. يعتقد هؤلاء المؤيدون أنه من المهم دراسة أفكاره لفهم تاريخ الفكر الديني والسياسي.
يدعو آخرون إلى اتخاذ نهج أكثر انتقادًا لإرث ثورنويل. يجادلون بأنه يجب رفض أفكاره حول العبودية، وأن يجب إدانة دفاعه عن الظلم والاستغلال. يرى هؤلاء النقاد أن إرثه يجب أن يُنظر إليه على أنه تحذير من مخاطر التعصب والتمييز. يدعون إلى إعادة تقييم الدور الذي لعبه ثورنويل في تاريخ الولايات المتحدة، وإعادة النظر في إحياء ذكراه.
بصرف النظر عن وجهات النظر المختلفة حول إرثه، لا يزال جيمس هنلي ثورنويل شخصية مهمة في تاريخ الفكر الديني والسياسي في الولايات المتحدة. لا تزال كتاباته تُدرس على نطاق واسع، ويُعتبر تأثيره على الكنيسة المشيخية الجنوبية كبيرًا.
خاتمة
كان جيمس هنلي ثورنويل شخصية بارزة في القرن التاسع عشر، اشتهر بصفته واعظًا ومفكرًا لاهوتيًا وداعمًا للعبودية. لقد لعب دورًا محوريًا في الكنيسة المشيخية الجنوبية، وترك بصمة لا تُمحى على الفكر الديني والسياسي في عصره. على الرغم من أن إرثه مثير للجدل بسبب دعمه للعبودية، إلا أن كتاباته لا تزال تُدرس على نطاق واسع، وتوفر رؤى قيمة في تاريخ الفكر الديني والسياسي في الولايات المتحدة.
المراجع
- James Henley Thornwell – Encyclopedia Britannica
- James Henley Thornwell – The Gospel Coalition
- James Henley Thornwell – Wikipedia
- James Henley Thornwell – Christianity Today
“`