حياتها المبكرة
ولدت بيرثا كروب في 29 مارس 1886 في إسن بألمانيا، وهي الابنة الكبرى لفريدريش ألفريد كروب ومارغريت فراو كروب. كان لديها أخت أصغر، باربرا. تلقت بيرثا تعليمًا خاصًا وشاملًا، وركزت دراستها على اللغات والتاريخ والأدب. منذ صغرها، أدركت بيرثا أهمية عائلتها في الصناعة الألمانية وتأثيرها على الاقتصاد والسياسة.
الزواج والإدارة
في عام 1906، تزوجت بيرثا من الدبلوماسي غوستاف فون بوهلين أوند هالباخ. لعب غوستاف دورًا حاسمًا في إدارة شركة كروب. بموجب مرسوم خاص من القيصر فيلهلم الثاني، سُمح لغوستاف بتبني اسم كروب، ليصبح غوستاف كروب فون بوهلين أوند هالباخ. تولى غوستاف إدارة الشركة، مما سمح لبيرثا بالتركيز على دورها كأم وزوجة، بينما ظلت مالكة اسمية للشركة.
أنجبت بيرثا وغوستاف ثمانية أطفال:
- ألفريد كروب فون بوهلين أوند هالباخ (1907-1967)
- أرنولد كونراد كروب فون بوهلين أوند هالباخ (1908-1909)
- كلاوس كروب فون بوهلين أوند هالباخ (1910-1940)
- إيرمغارد كروب فون بوهلين أوند هالباخ (1912-1998)
- اليزابيث كروب فون بوهلين أوند هالباخ (1914-1998)
- والد تراوجوت كروب فون بوهلين أوند هالباخ (1916-1969)
- باربرا كروب فون بوهلين أوند هالباخ (1920-2009)
- برتا هيلين كروب فون بوهلين أوند هالباخ (1922-2005)
دورها في الحربين العالميتين
خلال الحرب العالمية الأولى، لعبت شركة كروب دورًا حيويًا في دعم المجهود الحربي الألماني من خلال إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية. كانت بيرثا على علم بأهمية الشركة في هذه الفترة، ودعمت جهود زوجها في إدارة الإنتاج الحربي.
في فترة ما بين الحربين، واصلت شركة كروب إنتاج الأسلحة، على الرغم من القيود التي فرضتها معاهدة فرساي. مع صعود الحزب النازي إلى السلطة، زادت أهمية الشركة بشكل كبير، وأصبحت موردًا رئيسيًا للأسلحة للجيش الألماني. دعم غوستاف كروب فون بوهلين أوند هالباخ النظام النازي، وتم تعيينه رئيسًا لـ “Reich Association of German Industry”.
على الرغم من أن بيرثا لم تشارك بشكل مباشر في القرارات السياسية، إلا أنها كانت على علم بدور شركة كروب في دعم النظام النازي. بعد الحرب العالمية الثانية، تمت محاكمة غوستاف بتهمة ارتكاب جرائم حرب، لكنه كان طاعنًا في السن ومريضًا لدرجة حالت دون محاكمته. ومع ذلك، تمت مصادرة ممتلكات عائلة كروب.
فترة ما بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الثانية، واجهت عائلة كروب تحديات كبيرة. تم تفكيك الشركة وتقسيمها، وتمت مصادرة ممتلكاتها. ومع ذلك، تمكن ألفريد، الابن الأكبر لبيرثا، من إعادة بناء الشركة تدريجيًا في الخمسينيات، لتصبح واحدة من أكبر الشركات الصناعية في ألمانيا الغربية.
عاشت بيرثا حياة منعزلة بعد الحرب، وتوفيت في 21 سبتمبر 1957 في إسن عن عمر يناهز 71 عامًا. تركت وراءها إرثًا معقدًا كعضوة في عائلة لعبت دورًا حاسمًا في تاريخ الصناعة الألمانية، ولكن أيضًا ارتبطت بدعم النظام النازي.
إرثها
لا يزال إرث بيرثا كروب موضوعًا للنقاش. يرى البعض أنها كانت امرأة قوية في عالم يهيمن عليه الذكور، وأنها لعبت دورًا حاسمًا في الحفاظ على استمرارية شركة كروب. بينما ينتقدها آخرون بسبب دور عائلتها في دعم النظام النازي والمساهمة في الحرب العالمية الثانية.
بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن بيرثا كروب كانت شخصية مؤثرة في تاريخ ألمانيا، وأن حياتها تعكس تعقيدات وتحديات القرن العشرين.
خاتمة
كانت بيرثا كروب شخصية بارزة في تاريخ الصناعة الألمانية، حيث ورثت شركة كروب العائلية في بداية القرن العشرين. على الرغم من عدم قدرتها على إدارة الشركة بشكل مباشر بسبب كونها امرأة، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في دعم جهود زوجها في إدارة الشركة. ارتبطت شركة كروب ارتباطًا وثيقًا بالحربين العالميتين، ولا يزال إرث بيرثا كروب موضوعًا للنقاش حتى اليوم. حياتها تعكس التحديات والتحولات التي شهدها القرن العشرون، ودور عائلتها في تشكيل تاريخ ألمانيا الحديث.