الحياة المبكرة والتعليم
ولد لوسيوس جيريمياه غارتريل في مقاطعة موراي، جورجيا. تلقى تعليمه في المدارس المحلية قبل أن يلتحق بكلية فرانكلين (الآن جامعة جورجيا) في أثينا، جورجيا. تخرج من الكلية في عام 1842. وبعد ذلك، درس القانون وتم قبوله في نقابة المحامين في عام 1843، وبدأ ممارسة المحاماة في شمال جورجيا.
الحياة السياسية المبكرة
دخل غارتريل عالم السياسة في وقت مبكر من حياته. انتخب في مجلس نواب ولاية جورجيا في عام 1847. خدم في هذا المنصب حتى عام 1851. بعد ذلك، عاد إلى ممارسة القانون، لكنه ظل مهتمًا بالشؤون العامة. في عام 1856، انتخب في مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة التاسعة في جورجيا. خدم في الكونجرس من عام 1857 إلى عام 1861. خلال فترة وجوده في الكونجرس، كان غارتريل مدافعًا عن حقوق الولايات ومؤيدًا قويًا للرئيس جيمس بيوكانان.
الحرب الأهلية الأمريكية
عندما بدأت الحرب الأهلية، انحاز غارتريل إلى الكونفدرالية. استقال من الكونجرس وانضم إلى جيش الكونفدرالية. حصل على رتبة عقيد في جيش الكونفدرالية في عام 1861. خدم في البداية في فيلق جورجيا. في عام 1862، تمت ترقيته إلى رتبة لواء. قاد غارتريل لواءً في جيش شمال فيرجينيا تحت قيادة الجنرال روبرت إي. لي. شارك في العديد من المعارك، بما في ذلك معركة سبوتسيلفانيا كورت هاوس، ومعركة كولد هاربور، وحصار بطرسبرغ. اشتهر بشجاعته وقيادته.
تميزت مسيرة غارتريل العسكرية بالمشاركة في عدد من الحملات والمعارك الحاسمة. لعب دورًا مهمًا في معركة غيتيسبيرغ، حيث قاد فرقته بشجاعة. على الرغم من أن الكونفدرالية خسرت المعركة، إلا أن غارتريل أثبت قيادته وقدرته على التكيف. في وقت لاحق من الحرب، شارك في حملة أوفرلاند، حيث أظهر مرة أخرى قدرته على القيادة في ظل ظروف صعبة. كما شارك في معركة كولد هاربور، حيث تعرضت قواته لخسائر فادحة، لكنه ظل ثابتًا في قيادته.
خسر غارتريل رجله في معركة مالفيرن هيل.
الحياة بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب الأهلية، عاد غارتريل إلى جورجيا ومارس القانون مرة أخرى. كان أيضًا ناشطًا سياسيًا. عارض إعادة الإعمار، لكنه قبل الهزيمة. أصبح شخصية محترمة في مجتمعه، وعرف بموقفه الصادق وخدمته العامة. في عام 1877، تم انتخابه مرة أخرى في مجلس نواب ولاية جورجيا. خدم في هذا المنصب حتى عام 1879. كان غارتريل أيضًا مشاركًا في الصناعات المحلية والشركات.
بعد الحرب، واجه غارتريل العديد من التحديات الشخصية والمالية. فقد الكثير من ثروته خلال الحرب، وعمل على إعادة بناء حياته المهنية والمالية. على الرغم من هذه التحديات، ظل ملتزمًا بخدمة مجتمعه. لعب دورًا نشطًا في الحزب الديمقراطي، وساهم في جهود إعادة بناء الجنوب. بقي ناشطًا حتى وفاته.
الإرث
يُذكر لوسيوس ج. غارتريل كسياسي ومحامي وجنرال مهم في تاريخ الولايات المتحدة. ساهمت خدمته في الكونجرس، ومشاركته في الحرب الأهلية، وقيادته في إعادة بناء الجنوب في تشكيل مسار تاريخ الولايات المتحدة. على الرغم من ارتباطه بالقضية الكونفدرالية، إلا أن إرثه هو إرث الشجاعة والالتزام والقيادة.
غارتريل هو مثال على رجل كافح من أجل قناعاته. كان رجلاً يتمتع بمسيرة مهنية متعددة الأوجه، وترك بصمة دائمة على تاريخ الولايات المتحدة. اليوم، يُنظر إليه على أنه شخصية جدلية، حيث تثير أفعاله وآراؤه خلال الحرب الأهلية نقاشات مستمرة حول التاريخ والذاكرة.
الحياة الشخصية
تزوج غارتريل من سوزان إليزابيث كين في عام 1849. كان لديهما عدة أطفال. كان غارتريل عضوًا في الكنيسة المعمدانية. توفي في أتلانتا، جورجيا، في 7 أبريل 1891، ودفن في مقبرة أوكلاند في أتلانتا.
المساهمات السياسية
خلال فترة وجوده في الكونجرس، دافع غارتريل عن حقوق الولايات، كما عارض التدخل الفيدرالي في شؤون الولايات. كان مؤيدًا للرئيس جيمس بيوكانان وداعمًا قويًا للسلام والوحدة في الأمة. ومع ذلك، أدت قناعاته السياسية إلى دعمه للانفصال بعد انتخاب أبراهام لينكولن رئيسًا.
تقييم الإرث
من الصعب تقييم إرث لوسيوس غارتريل. هناك آراء مختلفة حول أدواره السياسية والعسكرية. البعض ينظر إليه على أنه وطني شجاع دافع عن حقوق ولايته، بينما يراه آخرون جزءًا من قضية خاسرة أدت إلى إراقة الدماء والدمار. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أهميته في تاريخ الولايات المتحدة.
خاتمة
لوسيوس جيريمياه غارتريل كان شخصية بارزة في التاريخ الأمريكي، حيث شغل منصبًا في الكونجرس، وخدم كجنرال في جيش الكونفدرالية، ومارس المحاماة والنشاط السياسي. تركت مساهماته في كل من السياسة والحرب بصمة دائمة، مما جعله موضوعًا للجدل والاهتمام التاريخي. حياته هي مثال على تعقيد التاريخ الأمريكي، والتحديات التي تواجه الأفراد في أوقات الاضطرابات. كان رجلاً يتمتع بشجاعة كبيرة، وقد أثرت أفعاله في تشكيل مسار التاريخ الأمريكي.