نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت أغنيس في كيركميشيل، أيرشاير، إسكتلندا. كانت الابنة الثانية لجون براون، المزارع، وزوجته أجي. نشأت في بيئة ريفية، وتعلمت القراءة والكتابة، وهي مهارات نادرة في ذلك الوقت بالنسبة للنساء في طبقتها الاجتماعية. تربت في أسرة متدينة، وهذا ما أثر على قيمها وأخلاقها.
تزوجت أغنيس من ويليام بيرنز، المزارع، في عام 1757. انتقل الزوجان للعيش في كوخ بـ “أوشينكير”. بدأت حياتهما الزوجية في ظروف متواضعة، حيث عمل ويليام بجد لتوفير لقمة العيش لعائلته. أنجبت أغنيس وزوجها سبعة أطفال، كان روبرت بيرنز الأكبر بينهم. كان منزلهم يمثل مركزًا للتعليم والثقافة، حيث شجعت أغنيس أطفالها على القراءة والكتابة وتعلم الشعر والأغاني الشعبية.
دورها في حياة روبرت بيرنز
كانت أغنيس شخصية مؤثرة بشكل كبير في حياة ابنها روبرت. شجعته على القراءة والكتابة منذ صغره، وكانت توفر له الكتب والمواد التعليمية. كانت تحكي له القصص الشعبية والأساطير الإسكتلندية، مما أثر على خياله وإبداعه. لعبت دورًا حيويًا في تنمية حبه للأدب والشعر. كانت أغنيس تقدم له النصيحة والتوجيه في حياته المهنية والشخصية.
ورثت أغنيس لابنها حب اللغة الإسكتلندية وثقافتها. كانت تتحدث اللغة الإسكتلندية بطلاقة، وعلمت ابنها بعضًا من المفردات والعبارات المستخدمة في المنطقة. هذا ما ساعد روبرت على التعبير عن هويته الإسكتلندية في شعره. وقد ساهمت معرفتها بالتقاليد والأعراف الإسكتلندية في إثراء أعماله الأدبية.
عندما بدأ روبرت في كتابة الشعر، كانت أغنيس أول من قرأ أعماله وقدم له النقد والتوجيه. كانت تؤمن بموهبته وتدعمه في مسيرته الإبداعية. كانت فخورة بإنجازاته، وشجعته على مواصلة الكتابة والنشر. كانت بمثابة الملهم والموجه لابنها، حيث ساهمت في تشكيل رؤيته للعالم وفهمه للحياة.
تأثيرها على أعمال روبرت بيرنز الأدبية
يتجلى تأثير أغنيس في أعمال روبرت بيرنز الأدبية بشكل واضح. يمكن رؤية ذلك في عدة جوانب:
- القيم الأخلاقية: انعكست قيم أغنيس الأخلاقية في شعر روبرت. ركز على أهمية الصدق والأمانة والنزاهة في تعاملات الناس.
- الحب للوطن: شجعت أغنيس ابنها على حب وطنه إسكتلندا. انعكس هذا الحب في شعره، الذي احتفل بثقافة وتاريخ الشعب الإسكتلندي.
- اللغة الإسكتلندية: ساهمت أغنيس في تمكين روبرت من استخدام اللغة الإسكتلندية في شعره. كتب العديد من القصائد باللغة الإسكتلندية، مما ساعد على الحفاظ على هذه اللغة ونشرها.
- المواضيع الشعبية: قدمت أغنيس لابنها القصص الشعبية والأساطير الإسكتلندية. انعكس هذا في شعره، الذي تناول مواضيع مثل الحب والحياة الريفية والعدالة الاجتماعية.
من بين قصائد روبرت بيرنز التي تعبر عن تأثير أمه، قصيدة “Tam o’ Shanter”، التي تصور الحياة الريفية والتقاليد الإسكتلندية، وتعكس أيضًا اهتمام أغنيس بهذه الثقافة. كما أن قصائده التي تتغنى بالحب والجمال الطبيعي تعكس أيضًا تأثير أغنيس، التي كانت ترى الجمال في كل شيء من حولها.
حياتها اللاحقة
بعد وفاة زوجها ويليام، واصلت أغنيس العيش في أيرشاير. كانت تعيش بالقرب من عائلتها، وكانت تحظى برعاية أبنائها وأحفادها. بقيت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمسيرة ابنها الأدبية، وفخورة بإرثه. كانت تحضر بعض المناسبات العامة للاحتفال بشعر روبرت، وتشارك في الفعاليات التي تعنى بالحفاظ على ذكراه.
عاشت أغنيس حياة طويلة ومثمرة، وشهدت نجاح ابنها الأدبي. توفيت في عام 1820 عن عمر يناهز 87 عامًا. تركت إرثًا عظيمًا كأم لشخصية أدبية عظيمة، وكشخصية مؤثرة في المجتمع الإسكتلندي. تركت وراءها إرثًا من الحب والعطاء والتفاني في خدمة عائلتها ومجتمعها.
إرثها
يُذكر اسم أغنيس براون كشخصية مهمة في تاريخ الأدب الإسكتلندي. إنها مثال للمرأة التي أثرت في حياة ابنها وساهمت في نجاحه. يتم الاحتفال بها كأم محبة ومربية مثقفة، وكشخصية لعبت دورًا مهمًا في تشكيل الهوية الثقافية والإبداعية لابنها.
بفضل دورها في حياة روبرت بيرنز، أصبحت أغنيس رمزًا للأمومة والإلهام والتوجيه. يتم تذكرها وتكريمها في كل مكان يحتفل فيه بشعر روبرت بيرنز. إنها شخصية تستحق التقدير والاحترام لما قدمته من دعم وتشجيع لابنها، ولما تركته من أثر إيجابي في المجتمع.
خاتمة
أغنيس براون هي شخصية محورية في حياة روبرت بيرنز، الشاعر الوطني لإسكتلندا. لقد قدمت له الدعم والتشجيع والتوجيه طوال حياته، وساهمت في تنشئته وتكوينه الثقافي والأدبي. تركت بصمة واضحة في أعماله الأدبية، وأثرت في رؤيته للعالم. تعتبر أغنيس براون رمزًا للأمومة والإلهام، وشخصية تستحق التقدير والاحترام.
المراجع
- Robert Burns – Biography | Britannica
- Agnes Burns – The Robert Burns World Federation
- Robert Burns – Scottish Poetry Library
- Robert Burns – A Biography
“`