مقدمة
جون كارتر براون الثاني (1797 – 11 يونيو 1874) كان جامع كتب أمريكيًا، وشخصية بارزة في مجتمعه، ومحسنًا سخيًا. اشتهر بشكل خاص بمكتبته الواسعة التي شكلت فيما بعد أساس مكتبة جون كارتر براون المرموقة في جامعة براون.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد جون كارتر براون الثاني في بروفيدنس، رود آيلاند، لعائلة براون الثرية والمؤثرة. كانت عائلة براون متورطة في التجارة والشحن والتعليم، مما جعله محاطًا ببيئة محفزة فكريًا منذ صغره. كان جده، جون كارتر، ناشرًا بارزًا، وكان عمه، نيكولاس براون الابن، متبرعًا رئيسيًا لجامعة براون، التي سميت تكريماً له.
تلقى جون كارتر براون الثاني تعليماً جيداً، حيث درس في أكاديمية فيليبس أندوفر قبل التحاقه بجامعة براون. تخرج من جامعة براون في عام 1816، وبعد ذلك انخرط في الأعمال التجارية للعائلة، والتي شملت الشحن والتصنيع والعقارات.
دوره في الأعمال التجارية
على الرغم من مشاركته في الأعمال التجارية للعائلة، إلا أن شغف جون كارتر براون الثاني الحقيقي كان جمع الكتب. كان لديه اهتمام عميق بالتاريخ والأدب، وشرع في جمع مجموعة واسعة من الكتب والمخطوطات والخرائط المتعلقة بأمريكا. بمرور الوقت، أصبحت مجموعته واحدة من أهم وأشمل المجموعات الخاصة المتعلقة بتاريخ الأمريكتين.
تأسيس مكتبة جون كارتر براون
بدأ جون كارتر براون في جمع الكتب في سن مبكرة، مستفيدًا من ثروة عائلته وولعه بالمعرفة. ركز في البداية على الكتب المتعلقة بتاريخ أمريكا الشمالية والجنوبية، وسرعان ما وسع نطاق مجموعته لتشمل الخرائط والمخطوطات والمطبوعات. سافر إلى أوروبا عدة مرات لشراء الكتب، وأقام علاقات مع تجار الكتب وجامعي التحف في جميع أنحاء العالم.
بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كانت مكتبة جون كارتر براون قد نمت لتصبح مجموعة كبيرة ومحترمة. احتوت على العديد من الكتب النادرة والقيمة، بما في ذلك النسخ الأصلية من أوائل الكتب المطبوعة عن العالم الجديد. أدرك براون أهمية مجموعته وقرر جعلها متاحة للعلماء والباحثين.
في عام 1846، قام جون كارتر براون ببناء مبنى منفصل لإيواء مكتبته في منزله في بروفيدنس. فتح المكتبة للعلماء والباحثين، مما سمح لهم بالوصول إلى مجموعته القيمة. كما بدأ في إعداد فهرس تفصيلي لمكتبته، والذي نُشر لاحقًا في عدة مجلدات.
محتويات المكتبة
تضمنت مكتبة جون كارتر براون مجموعة استثنائية من المواد المتعلقة بتاريخ الأمريكتين، من اكتشافها واستعمارها إلى تطورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وشملت المجموعة:
- الكتب المطبوعة المبكرة: العديد من الكتب المطبوعة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر التي تصف رحلات الاستكشاف والاكتشافات في العالم الجديد.
- الخرائط: مجموعة واسعة من الخرائط النادرة والتاريخية التي تصور الأمريكتين، بما في ذلك خرائط المستكشفين والرسامين الأوائل.
- المخطوطات: وثائق أصلية، ورسائل، ومذكرات كتبها المستعمرون، والمسؤولون الحكوميون، والشخصيات البارزة الأخرى في تاريخ الأمريكتين.
- المطبوعات والرسومات: صور ومشاهد تصور الحياة في الأمريكتين خلال فترات مختلفة، بما في ذلك صور السكان الأصليين، والمستوطنات الاستعمارية، والأحداث التاريخية.
- الأدب الأصلي: أمثلة نادرة من الأدب الذي أنتجه السكان الأصليون في الأمريكتين، بما في ذلك النصوص الدينية والتاريخية والشعر.
إسهاماته الأخرى
بالإضافة إلى جمع الكتب، كان جون كارتر براون الثاني شخصية بارزة في مجتمعه. شغل منصب أمين صندوق جامعة براون لعدة سنوات وكان متبرعًا سخيًا للعديد من المؤسسات الخيرية. كان أيضًا عضوًا نشطًا في جمعية رود آيلاند التاريخية والجمعيات العلمية الأخرى.
حياته الشخصية
تزوج جون كارتر براون الثاني من صوفيا نوريس براون، وأنجبا عدة أطفال. كان معروفًا بكرم ضيافته وكرمه، وكان مضيفًا شهيرًا في بروفيدنس. توفي في 11 يونيو 1874، تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا كمجمع كتب ومحسن وعضو محترم في المجتمع.
بعد وفاة جون كارتر براون الثاني، انتقلت مكتبته إلى أبنائه، جون نيكولاس براون وجورج براون. في عام 1904، تبرع الأخوان بالمكتبة لجامعة براون، لتصبح مكتبة جون كارتر براون رسمياً. تم نقل المكتبة إلى مبنى جديد في الحرم الجامعي في عام 1904، ولا تزال واحدة من أهم المكتبات البحثية في العالم.
أهمية مكتبة جون كارتر براون
تعتبر مكتبة جون كارتر براون اليوم واحدة من أهم وأشهر المكتبات البحثية المتخصصة في العالم. وهي مخصصة لدراسة تاريخ وثقافة الأمريكتين قبل عام 1825. تحتوي المكتبة على مجموعة واسعة من الكتب والمخطوطات والخرائط والمطبوعات النادرة، مما يجعلها موردًا لا يقدر بثمن للعلماء والباحثين.
تستمر مكتبة جون كارتر براون في النمو والتطور، وإضافة مواد جديدة إلى مجموعتها من خلال التبرعات والمشتريات. كما أنها تدعم بنشاط البحث العلمي من خلال منح الزمالات والمنح الدراسية، وتنظيم المؤتمرات والندوات. تظل المكتبة شهادة على رؤية جون كارتر براون الثاني والتزامه بالحفاظ على تاريخ وثقافة الأمريكتين.
إرثه
لا يزال إرث جون كارتر براون الثاني باقياً من خلال المكتبة التي تحمل اسمه. تعد مكتبة جون كارتر براون بمثابة مركز عالمي للدراسة والبحث في تاريخ الأمريكتين، وتجذب العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم. تظل المكتبة شهادة على شغف براون بالمعرفة والتزامه بالحفاظ على تاريخ وثقافة الأمريكتين للأجيال القادمة.
من خلال رؤيته وتفانيه، أنشأ جون كارتر براون الثاني مؤسسة دائمة تساهم في فهمنا لتاريخ الأمريكتين. لا تزال مكتبة جون كارتر براون تلهم وتثري العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم، مما يضمن أن إرثه سيستمر للأجيال القادمة.
خاتمة
كان جون كارتر براون الثاني شخصية بارزة في القرن التاسع عشر، اشتهر بجمعه للكتب وتأسيس مكتبة جون كارتر براون. من خلال شغفه بالمعرفة والتزامه بالحفاظ على تاريخ الأمريكتين، ترك براون إرثًا دائمًا يستمر في إلهام وإثراء العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم. تعد مكتبته بمثابة مورد لا يقدر بثمن لدراسة تاريخ وثقافة الأمريكتين، وتظل شهادة على رؤية براون وكرمه.